لا أعرف لماذا تحضرني كلمات قصيد «يا نجمنا الطّالع.. يا حظّنا» وهي لمن لا يعلم أغنية وطنيّة رائعة كتب كلماتها شاعر تونس الكبير الرّاحل أحمد اللّغماني ولحّنها الموسيقار الرّاحل الأستاذ الشّاذلي أنور وغنّتها في سبعينات القرن المنقضي المطربة نعمة شفاها اللّه.. أقول تحضرني كلمات هذه الأغنية الوطنيّة بمجرّد أن يتناهى الى سمعي اسم النّائب المحترم بمجلس نوّاب الشّعب عن حركة «مشروع تونس» الدّكتور الصّحبي بن فرج.. بل وأذكره حفظه اللّه وتحضرني طلعته البهيّة «زادة» كلّما قرأت له تدوينة ما على صفحته الخاصّة على مواقع التّواصل الاجتماعي يعرض فيها رأيا أو يخطّ من خلالها تعليقا على واحدة من المسائل أو القضايا الوطنيّة.. فالرّجل وبرجوليّة «طيّارة» وناشط و»حركي» في هذا المجال وهو صاحب أسلوب في الكتابة لا يضاهى.. بحيث كما يقول الرّئيس الباجي ربّما يكون مطلوبا من حسن بن عثمان أو ابراهيم الدّرغوثي أو غيرهما من الرّوائيّين البارزين اليوم أن يعملوا له ألف حساب.. فقد ينافسهم في يوم ما ويزيحهم لا قدّر اللّه عن عرش الكتابة الأدبيّة في بلادنا ليتربّع و»يتبمبر» عليه هو كما نجده اليوم متربّعا و»مبمبرا» على واحد من كراسي مجلس النّوّاب.. آخر ما صدر فايسبوكيّا عن نائبنا المحترم الدّكتور النّطاسي الصّحبي بن فرج تدوينة كتبها منذ يومين على خلفيّة الأبحاث القضائيّة المفتوحة فيما يعرف بقضيّة «التّخابر مع قوى أجنبيّة والمسّ من أمن الدّولة» يقول فيها من بين ما يقول «شفيق الجراية ألقي عليه القبض وأودع السّجن بتهمة التّخابر مع قوى أجنبيّة والمسّ من أمن الدّولة.. بنفس التّهم وفي نفس القضيّة وبعد يومين من ايقاف شفيق الجراية وقع ايقاف صابر العجيلي مدير وحدة مكافحة الارهاب السّابق.. منذ يومين تمّ ايقاف عماد عاشور المدير العامّ للمصالح المختصّة السّابق.. اليوم يروج الحديث عن ايقاف وزير داخليّة سابق وهو سفير حاليّا في الرّباط..» (في اشارة الى القاضي ناجم الغرسلّي) الى أن يقول جازما وبنبرة شامتة أو تكاد «الايقافات ستتوالى خلال الأيّام القادمة وستكون بمثابة زلزال سياسي سيهزّ أركان منظومة الحكم الحاليّة من أساسها..» وذلك قبل أن يضيف في موضع آخر من التّدوينة «كلّ المحاولات الاستباقيّة الّتي وقعت لتفادي الطّوفان لم تنجح ولن تنجح.. كلّ المناورات السّابقة طلبا للنّجاة لم ولن تنجح.. انّها ساعة الحقيقة.. لا عاصم لكم اليوم..» اللّه.. اللّه.. ما هذا النّقش.. بل ما هذا الطّرز المرصّع بالشّماتة والحقد و»التّبشير» بالكوارث والمصائب.. الرّجل يتحدّث وكأنّه أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب لا يمثّل (بضمّ الياء وفتح الميم) ناسيا ربّما أنّ هناك في حركة «مشروع تونس « أيضا من التقى في يوم ما «حفترا» (خليفة حفتر) و»بشّارا» (بشّار الأسد) ومسؤولين اماراتيّين وأمريكيّين وغيرهم.. وأنّ «كلّ شيء» وارد.. وأنّ المرء كما نقول بالتّونسي لا يجب أن «يعظّم». بقي أنّه اذا ما اعتقد «خونا» الصّحبي أنّ صفة طبيب تكفي وحدها لتجعله «يسردك» كما يسردك و»يتطاوس» كما يتطاوس فانّنا نسوق اليه هذه الحكاية «الفرشك» من الجزائر الشّقيقة.. أمين عامّ حزب «جبهة التّحرير الوطني» في الجزائر جمال ولد عبّاس وهو بالمناسبة طبيب أصبح هذه الأيّام محلّ تكذيب وتندّر وسخرية لدى قطاع عريض من روّاد مواقع التّواصل الاجتماعي (فايسبوك وتويتر) الّذين تداولوا شريط فيديو يقول فيه جمال ولد عبّاس (وهو المولود سنة 1934) أنّه درس في جامعة لايبزيغ بألمانيا مع المستشارة أنغيلا ميركل المولودة سنة 1954.. ليس وحده فارق السّنّ الّذي جعل تصريحه المذكور محلّ سخرية وانّما أيضا «سوابقه» في هذا المجال.. ذلك أنّه سبق له أن قال منذ أكثر من عام أنّ الرّئيس بوتفليقة سيعود في ظرف أشهر قليلة للسّير مجدّدا على رجليه مؤكّدا أنّه يتحدّث بصفته طبيبا.. وهو الأمر الّذي لم يحدث للأسف بعض الّذين علّقوا على تصريحه بأنّه درس مع المستشارة الألمانيّة ميركل في جامعة ليبزيغ بألمانيا ذهبوا الى القول ساخرين أنّه ربّما يكون درس مع هتلر ولكن اشتبه عليه الأمر فقال أنّه درس مع ميركل.. ها..ها..ها..