لا تزال الاستقالات الواردة على مكتب الضبط بحركة مشروع تونس في تواتر ملحوظ بيد ان السؤال الاهم هل سيعرف الحزب حالة من الاستقرار بعد ان غادره الغاضبون مما وصفوها السياسات «المتفردة» للأمين العام محسن مرزوق وسيطرة اقلية على مخارج القرار السياسي بالمشروع. حجم الاستقالات وان بدا كبيرا وذلك بالنظر الى الشخصيات التي غادرت الحزب (محليا، جهويا، وطنيا، مكتب التنفيذي، مكتب سياسي) فانه قد يعرف حالة من الاستقرار بعد ان حافظ على عدد كبير من التجمعيين على دعم جبهتهم الداخلية في الحزب ليتحول معها المشروع الى تجمع دستوري ديمقراطي «مكرر» على شاكلة الاستقطابات التي يقوم بها نداء تونس الذي اعاد فكرة الانفتاح على جمهور التجمعيين والدساترة. وقد تاكد الموقف من خلال «استجلاب» شخص محمد جغام الامين العام لحزب الوطن الذي انصهر داخل مشروع تونس لا على قاعدة اثراء المشروع كما تم التسويق لذلك بقدر ما هو سعي لتكبير»الحضبة» حول الامين العام ومكتبه السياسي والتنفيذي الذي فقد عناصر عدة. فحزب الوطن الذي لم تكن له اي اضافة نوعية داخل الحياة السياسية باستثناء «الباتيندة» اين قرر الالتحاق بحزب المبادرة في البداية بعد ان حل هياكله ليعود «وطن محمد جغام» الى ممارسة «الركشة» السياسية في رواق مشروع تونس. ولنفترض جدلا خطأ ما تقدم من تحليل فان السؤال الاهم لماذا يقبل حزب الانصهار داخل حزب آخر دون اي شرط بل يقبل بحل مكتبه السياسي غير الموجود اصلا حيث لم يصدر حزب الوطن أي بيان منذ اكثر من سنة رغم ما عاشته البلاد من احداث متنوعة؟ ثانيا لماذا خير حزب مشروع تونس محمد جغام كواجهة جديدة والحال ان الرجل منته سياسيا واعلاميا؟ هل عادت مكينة الاستقطاب لتدور داخل العائلة الدستورية على قاعدة الانتماء للمدرسة البورقيبية استعدادا لانتخابات محتملة، ليكون جغام بوابة لدخول الدساترة الذين خيروا البقاء خارج منظومة الاحزاب؟ سؤال آخر هل لجغام فعلا القدرة على الاستقطاب، فلماذا لم ينجح من الاستفادة من موهبته تلك لتثبيت حزبه اولا او حزب المبادرة ثانيا؟ وفي سياق متصل علمت «الصباح» ان القيادي المؤسس عبد المجيد الصحراوي سيقدم استقالته الى الحزب وذلك بعد موجة كبيرة من الاستقالات التي شملت كل هياكل المشروع. وفي تصريح مقتضب ل «الصباح « قال الصحرواي ان الحزب دخل مرحلة من الهزات بعد استقالة العديد من الاصدقاء والقيادات المؤثرة وان الوضع لم يعد يحتمل داخل المشروع». وقال « انه غاضب مما يدور داخل الحزب ويستغرب من صمت القيادة وهي مواقف كثيرا ما عبر عنها داخل الحزب». ومن المنتظر ان يعقد الامين العام حسن مرزوق اليوم وغدا الاحد اول لقاء له بالهياكل المحلية والجهوية بجهة الحمامات. فهل ينجح مرزوق في تجنيب الحزب مزيدا من المنزلقات ويضمن له الاستقرار؟