لم يغفل مدير الدورة 28 لأيام قرطاج السينمائية نجيب عياد في كلمته الختامية السبت المنقضي الحديث عن الهنات والعثرات التنظيمية، التي شهدها المهرجان ووعد بتداركها في الدورة القادمة، التي يتولى كذلك إداراتها مشددا في الآن نفسه على أن هذه السلبيات يمكن أن تخفي جانبا إيجابيا وهو كثافة الإقبال، الذي تسبب في بعض الفوضى... نجيب عياد لم ينس التذكير بالقيمة الفنية للأفلام المشاركة وأهمية الأعمال التونسية الحاضرة في الدورة 28 من «الأيام» والحضور اللافت للسينما الإفريقية واللاتينية والآسياوية في المهرجان... اختتام أيام قرطاج السينمائية كان أكثر تنظيما مقارنة بالافتتاح غير أن نوعية الضيوف الحاضرين لم ترتق للشعارات التي رفعها مدير المهرجان نجيب عياد، فلم تضم القائمة الكثير من صناع السينما بقدر ما ضمّت مصممي أزياء، عارضات، فتيات إعلانات، ممثلات مبتدءات ووجوه مجتمع... ربما تكون هذه مقاييس السجاد الأحمر ولسنا ضدها إذ كان هذا السجاد مدججا بأسماء سينمائية قادرة على إخفاء بعض الطفيليين والطفيليات لكن هذا لم يحدث في الدورة ال28 لأيام قرطاج السينمائية.. حين تحدث نجيب عياد عن صناع السينما والقيمة الإبداعية لحضورهم المهرجان, تفاءلنا خيرا غير أن غياب النجوم إلى جانب قامات السينما الإفريقية والعربية وشبابها من مخرجين واعدين فتح المجال لظهور أشباه الفنانين والفنانات ولم ينقذ حفل الختام إلا حضور النجم التونسي ظافر العابدين الذي تمكن من شد انتباه الإعلام التونسي والدولي المواكب للتظاهرة.. سهرة «الجي.سي.سي» الختامية تميزت على مستوى التقديم من خلال الإعلامي «مهدي كتو» المتمكن والمستعد لكل اللحظات غير المتوقعة.. مهدي كتو يثبت مجددا أنه الأقدر بين أبناء جيله على تقديم مثل هذه الأحداث الفنية... أما التنافس على جوائز أيام قرطاج السينمائية فكان على أشده خاصة مع تمتع جل الأعمال بمستوى فني عال خاصة الإفريقية منها والوثائقية وفي ظل هذا التنافس أثبتت السينما التونسية أنها قادمة بقوة مع جيل مغاير يقطع مع السائد ويعد بالكثير على مستوى دولي على غرار شريط «شرش» لوليد مطّار صاحب ثلاثية مهمة (جائزة الطاهر شريعة للعمل الأول – أفضل سيناريو - جائزة «TV 5 MONDE). أيام قرطاج السينمائية تمكنت في هذه الدورة من استعادة بعض ثوابتها لكن الطريق مازال طويلا وشاقا خاصة على مستوى البنية التحتية والتجهيزات فرغم الدعم الذي حظيت به قاعات السينما إلا أن طاقة استيعابها وسوء حالتها لم تمنح الجمهور التونسي الاستثنائي ظروف عرض مريحة.