كشف عادل الناصفي رئيس جمعية «رعاية ضيوف الرحمان» أن 80 حاجا من مختلف ولايات الجمهورية منحوا الجمعية توكيلا على الخصام لرفع قضايا ضد كل من تسبب في وقوع اخلالات خلال موسم الحج لسنة 2017 للمطالبة بتقديم تعويضات للمتضررين من الحجيج. وحسب الاستبيان الذي قامت به جمعية «رعاية ضيوف الرحمان» لتقييم موسم الحج للسنة الجارية الذي تم الاعلان عن نتائجه امس في ندوة صحفية بالعاصمة فان 91 بالمائة من الحجيج التونسيين المستجوبين كانوا غير راضين عن عملية النفرة من عرفات الى منى بمزدلفة وصرح اغلبهم وعددهم 529 حاجا مستجوبا بكل من مطار قرطاج ومطار المنستير ومطاري جربة وجرجيس موزعين على 35 رحلة، بان عملية التفويج اثناء مغادرة المخيم كانت غير منظمة واتسمت بالفوضى والتدافع في ظل غياب لافت للنظر لعدد كبير من المسؤولين والمرافقين والمرشدين. وقدر 87 بالمائة من الحجيج المستجوبين ان تكلفة الحج التي تتراوح بين 9 و11 الف دينار لا ترتقي الى مستوى الخدمات المقدمة وخاصة على مستوى الاعاشة ومخيم منى وحالة بعض الفنادق وكان هذا الاحساس اكبر لدى الحجيج المكفولين بالخارج الذين دفعوا 21 الف دينار لسكن رباعي و25 الف دينار بالنسبة للسكن الثنائي. كما اظهرت نتائج الاستبيان ان 10 بالمائة من الحجيج وهم يعدون نحو 1000 حاج لم يقفوا للصلاة في مزدلفة فيما اجمع اغلب الحجيج على ان مخيم منى مثل بالنسبة اليهم النقطة السوداء لموسم الحج 2017 حيث صرح 97 منهم عن عدم رضاهم عن ظروف الاقامة بالمخيم ويعود هذا الاستياء اساسا الى ان المخيم فاق طاقة استيعابه المقدرة ب 7500 حاج بعد أن تم ايواء 10374 حاجا في ظروف سيئة وفقا لنتائج الاستبيان. اداء المرافقين وافاد رئيس جمعية رعاية ضيوف الرحمان ان 74 بالمائة من الحجيج التونسيين كانوا غير راضين عن اداء المرافقين لهم وذلك بسبب قلة عددهم ولعدم توفر المعلومة الصحيحة لديهم من النفرة الكبرى الى حين العودة للفنادق في النفرة الصغرى مرورا بمزدلفة ومنى في حين اظهرت نتائج الاستبيان ان 69 بالمائة من الحجيج المستجوبين كانوا غير راضين عن اداء المرشدين الدينيين ولاحظ الحجيج ان هناك مرشدين متمكنين من كل الجوانب الفقهية وادوا مهمتهم بنجاح في حين هناك مجموعة اخرى كان همها الوحيد اداء مناسك الحج وتخلوا عن دورهم الاساسي نظرا لافتقارهم لكل المعطيات الفقهية التي قد تساعد الحاج. كما عرف موسم حج 2017 حسب الناصفي تراجعا واضحا مقارنة بالمواسم الاربعة السابقة ويعود هذا اساسا الى عودة حصة تونس من الحجيج إلى سالف عهدها على اثر انتهاء اشغال التوسعة بالحرم المكي الذي انجرّت عنه زيادة عدد الحجيج التونسيين من 8300 الى 10 الاف و374 حاجا. هيكل موحد ونص قانوني ينظم الحج وفي تقييم لموسم حج 2017 تم تسجيل ضعف التوعية لأغلب الحجيج التونسيين اضافة الى الظروف القاسية وغير المعقولة لمخيم منى وعدم المساواة بين الحجيج في بعض فنادق المدينةالمنورة مع النقص الواضح للمرافقين اضافة الى الافتقار الى خطة تنظيمية واضحة لعملية النفرة. كما دعا رئيس الجمعية الى احداث هيكل موحد يشتغل طيلة السنة على موسم الحج ولا يكون العمل موسميا قبل شهر او شهرين من اداء مناسك الحج مشددا على ضرورة تشريك فعلي وحقيقي للمجتمع المدني في كل مراحل التنظيم مع وضع نص قانوني لتنظيم الحج وضبط معايير جديدة لاختيار المرشدين والمرافقين.