اوقفت الانتخابات التشريعية الجزئية لتمثيل التونسيين المقيمين بألمانيا الضجيج حولها منذ ان تخلى نداء تونس عن ترشيح مديره التنفيذي حيث لم تعد تحتل مركزا متقدما في الاهتمامات السياسية. في حين ان ما ستكون عليه نتائجها سيشمل مؤشرا مهما على التحولات التي عليها ميزان القوى السياسية والتغيرات التي من الممكن ان يشهدها في قادم الايام. وقد بدا المترشحون في التعريف ببرامجهم الانتخابية وعليه انطلقت «الصباح» في محاورة عدد منهم، «الصباح» حاورت في هذا الشأن مرشح التيار الديمقراطي جميل المثلوثي عبر السكايب والذي كان لنا معه الحوار التالي: بداية كيف تقدم نفسك كمرشح للتيار الديمقراطي للانتخابات الحزئية بألمانيا؟ -أنا جميل المثلوثي أصيل تاكلسة بالوطن القبلي. هاجرت لألمانيا لأواصل دراستي ثم تواصلت إقامتي بها منذ 18 سنة مع زوجتي وأبنائي الثلاثة وأدير فرعا لشركة تسويق في مدينة كارلسروه . الشأن العام التونسي كان دائماً في اهتمامي، وفي سنة 2013 ساهمت في تأسيس فرع التيار في ألمانيا قناعة بأن الفعل الحقيقي في السياسة لا يمر إلا عبر العمل الحزبي. ديناميكية انصهار التحالف والتيار زادت من تشجيعي على المضي قدما لخدمة تونس والتونسيين في ألمانيا في إطار حزب يقوى ويتمدد ومعبرا عن الفكر الاجتماعي الذي احمله. وفرصة الانتخابات الجزئية هي محطة مهمة للعمل الى جانب الجالية ولصالح تونس. خدمة للجالية أم لأحزابكم والا لم دخلتم كمعارضة مشتتين لمنافسة مرشح التوافر؟ -كحزب سعينا وشجعنا على ذلك وقدمنا ترشحنا في وقت متأخر منتظرين الاتفاق على مرشح توافقي. ساهمت بنفسي في النقاشات حول هذا الهدف لكن إصرار البعض على دعم مستقلين توجهاتهم غير واضحة أو لا يقيمون في ألمانيا جعل هذه المشاورات تتوقف. والحقيقة أن العائلة الاجتماعية الديمقراطية تدخل الانتخابات الجزئية في ألمانيا بمرشح موحد، مرشح التيار بعد انصهار التحالف في التيار الديمقراطي وقرار التكتل عدم تقديم مرشح. ولذلك نحن جديرون بثقة الناخب كممثلين للخط الاجتماعي الديمقراطي. أغلب المرشحين يتحدثون على حقوق الجالية المهاجرة وفي بعض الأحيان يعطون الانطباع بالمزايدة على بعضهم بوعود مجحفة غير قابلة للإنجاز فما هي اهم نقاط برنامجكم الانتخابي؟ -قدمنا برنامجا عقلانيا وقابلا للتطبيق في ما تبقى من المدة النيابية. لن ندخل في مزايدات حول امتيازات العودة النهائية من قبيل FCR ثانية وثالثة بل ركزنا على أربع نقاط أساسية تتلخص أولا في فرض الشفافية والحوكمة الرشيدة في إدارة الموارد المخصصة للتونسيين في ألمانيا وتحسين الخدمات القنصلية والديوانية ثانيا من خلال تسهيل وصول المعلومة وتبسيط الاجراءات الإدارية. كما أننا قدمنا مقترحا ثالثا لتجاوز المشاكل المتعلقة بتدريس اللغة العربية لأبناء الجالية يتمثل في تمكين التونسيينبألمانيا من منهج تعليمي خاص بأبنائهم ويراعي خصوصياتهم و طرحنا إمكانية بعث برنامج التكوين الافتراضي لتعليم اللغة العربية عن بعد لتجاوز إشكال عدم توفر المعلمين. طرحنا مقترحا رابعا لمساعدة الطلبة على الاندماج السريع في غياب هيكل رسمي يوفر المعلومة والإرشادات اللازمة لهم، حيث ننوي تركيز منظومة إعلامية لتبادل المعلومات موجهة للطلبة التونسيين الدارسين بألمانيا. رسالتكم الانتخابية التي روجتموها على مواقع التواصل الاجتماعي تركز في بدايتها على قضايا الحوكمة الرشيدة والتصرف في الموارد وقضايا الفساد فما علاقة قضايا الهجرة بذلك؟ -نعتبر أنّ للتقصير وسوء الحوكمة نتائج سلبية على كل مفاصل الدولة بما في ذلك المصالح الساهرة على خدمة الجالية التونسية بالخارج ونحن لم نقم بإظهار هذه النقاط فقط بل حرصنا على إيجاد البديل والحلول كما هو واضح في برنامجنا الانتخابي . معركة التونسيين في ألمانيا هي نفس معركة مواطنينا في أرض الوطن: حسن التصرف في مواردنا وتسخيرها لخدمة المواطنين. تحاولون طرح انفسكم كبديل ممكن للحكم وتحاولون التموقع بشدة في مواجهة الحزبين الكبيرين النهضة والنداء فهل ان الانتخابات الحزئية بألمانيا كافية لإبرازكم كبديل؟ -نتعامل مع هذه الانتخابات كفرصة للتونسيين في ألمانيا ليبعثوا برسالة أمل إلى كل مواطنينا الذين خاب ظنهم في حزب نداء تونس. رسالة مفادها أن طريقا آخر ممكن خارج الوعود الكاذبة وتسخير الهوية لمعارك السياسة. في ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى اختار الألمان منزلق الأيديولوجيا والتشدد التي جرت عليهم وعلى العالم الخراب. في المقابل، بعد الحرب العالمية الثانية، اختار الألمان العمل سويا بقيادة من أحزاب اجتماعية ديمقراطية والنتيجة تعرفونها.