أكدت انتصار عرفاوي المستشارة القانونية لمنظمة «أنا يقظ» أن مؤشر الفساد في تونس خلال سنة 2017 في تزايد مستمر وهو ما سيتم الكشف عنه في تقرير المنظمة الذي ستعلن عنه في فيفري 2018 الذي سيكشف عن مدركات الفساد لسنة 2017 في تونس. وأفادت المتحدثة ل «الصباح» ان مؤشر مدركات الفساد هو تصنيف تعده وتنشره منظمة الشفافية الدولية وهو من اهم المؤشرات التي يتم استخدامها على المستوى الدولي لقياس مستوى الفساد بكل بلد في القطاع العام وتعتبر تونس إحدى الدول العربية القليلة التي شهدت تحسنا طفيفا في مؤشر مدركات الفساد حيث تحسن مؤشر تونس سنة 2016 بثلاث نقاط ليصل الى 41 نقطة محتلة بذلك المرتبة 75 دوليا من بين 176 دولة والثامنة عربيا والأولى مغاربيا. وكثر الجدل مؤخرا عما جاء في التقرير السنوي لسنة 2016 الصادر عن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وما احتواه من شبهات فساد في عديد القطاعات وهو ما فتح باب التأويل من جديد حول حقيقة حرب حكومة الوحدة الوطنية ضد الفساد والفاسدين ام هي مجرد دعاية سياسة استعدادا لاستحقاقات انتخابية قادمة. كما أشارت المستشارة القانونية لمنظمة «أنا يقظ» إن مكافحة الفساد أصبح ظاهرة تتباهى بها عديد الأطراف في محاولة لاستمالة الرأي العام، مضيفة انه يصعب الحديث عن مكافحة حقيقية للفساد في تونس في ظل المصادقة على قانون المصالحة وتصنيف تونس من بين دول «الملاذات الضريبية». حرب غير حقيقية وأرجعت عرفاوي تصنيف تونس الأخير ضمن قائمة ال 17 دولة «جنة ضريبية» إلى ضعف التشريعات المتعلقة بالتهرب الضريبي مشيرة إلى أن «الحرب على الفساد التي تم الإعلان عنها من قبل حكومة الوحدة الوطنية انتهت لأنها ليست حربا حقيقية وما يؤكد ذلك أن موجة الإيقافات انتهت بسرعة دون تقديم نتائج ملموسة حولها». وشددت المتحدثة أن الحل يكمن في وضع حد لثقافة الإفلات من العقاب وترسيخ ثقافة القانون وممارسة الشعب لحقه في المساءلة وفقا للفصل 15 من الدستور الى جانب تفعيل دور الهيئات المستقلة وخاصة الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد مع تفعيل دور الهياكل الرقابية. كما أشارت المستشارة القانونية للمنظمة انه بعد ثلاثة أيام من المشاركة في المؤتمر العالمي لاسترجاع الأموال المهربة الذي احتضنته العاصمة الأمريكيةواشنطن بين 4 و6 ديسمبر الجاري تبين أن تونس لا تزال في حاجة إلى مراجعة عديد النقاط السياسية والقانونية والإدارية لضمان التجاوب الكافي من الدول المحتضنة للأموال المنهوبة مع مطالبها المتكررة لاسترجاع هذه الأموال بعد نهبها من العشرات من اقارب ومسؤولي نظام بن علي وغيرها. كما ستعلن اليوم الأربعاء منظمة «أنا يقظ» عن انطلاق تظاهرة «شهر ضد الفساد» للمرة الخامسة على التوالي تنظم بالتوازي مع الاحتفال باليوم العالي لمكافحة الفساد وستشهد هذه التظاهرة عديد الأنشطة في مجال دعم الشفافية ومكافحة الفساد.