مع عودة التحكيم الأجنبي.. تعيينات حكام الجولة 5 "بلاي أوف" الرابطة الاولى    استقالة متحدثة من الخارجية الأميركية احتجاجا على حرب غزة    الرابطة الأولى.. تعيينات حكام مباريات الجولة الأولى إياب لمرحلة "بلاي آوت"    ماذا في لقاء سعيد برئيسة اللجنة الوطنية الصلح الجزائي..؟    أخبار المال والأعمال    سليانة .. رئس الاتحاد الجهوي للفلاحة ...الثروة الغابية تقضي على البطالة وتجلب العملة الصعبة    وزير السّياحة: تشجيع الاستثمار و دفع نسق إحداث المشاريع الكبرى في المجال السّياحي    «الشروق» ترصد فاجعة قُبالة سواحل المنستير والمهدية انتشال 5 جُثث، إنقاذ 5 بحّارة والبحث عن مفقود    تنزانيا.. مقتل 155 شخصا في فيضانات ناتجة عن ظاهرة "إل نينيو"    زيتونة.. لهذه الاسباب تم التحري مع الممثل القانوني لإذاعة ومقدمة برنامج    لدى لقائه فتحي النوري.. سعيد يؤكد ان معاملاتنا مع المؤسسات المالية العالمية لابد ان يتنزل في اختياراتنا الوطنية    اليابان تُجْهِزُ على حلم قطر في بلوغ أولمبياد باريس    سوسة.. دعوة المتضررين من عمليات "براكاجات" الى التوجه لإقليم الأمن للتعرّف على المعتدين    إثر الضجة التي أثارها توزيع كتيّب «سين وجيم الجنسانية» .. المنظمات الدولية همّها المثلية الجنسية لا القضايا الإنسانية    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    حركة النهضة تصدر بيان هام..    بالثقافة والفن والرياضة والجامعة...التطبيع... استعمار ناعم    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    تراجع الاستثمارات المصرح بها في القطاع الصناعي    جندوبة.. المجلس الجهوي للسياحة يقر جملة من الإجراءات    منوبة.. الإطاحة بمجرم خطير حَوّلَ وجهة انثى بالقوة    برنامج الجولة الأولى إياب لبطولة الرابطة الاولى لمحموعة التتويج    اقتحام منزل وإطلاق النار على سكّانه في زرمدين: القبض على الفاعل الرئيسي    قبلي: السيطرة على حريق نشب بمقر مؤسسة لتكييف وتعليب التمور    الفنان رشيد الرحموني ضيف الملتقى الثاني للكاريكاتير بالقلعة الكبرى    من بينهم أجنبي: تفكيك شبكتين لترويج المخدرات وايقاف 11 شخص في هذه الجهة    البطلة التونسية أميمة البديوي تحرز الذهب في مصر    مارث: افتتاح ملتقى مارث الدولي للفنون التشكيلية    تحذير من هذه المادة الخطيرة التي تستخدم في صناعة المشروبات الغازية    وزيرة التربية : يجب وضع إستراتيجية ناجعة لتأمين الامتحانات الوطنية    وزارة التعليم العالي: تونس تحتل المرتبة الثانية عربيًّا من حيث عدد الباحثين    سليانة: أسعار الأضاحي بين 800 دينار إلى 1100 دينار    الرئيس الفرنسي : '' أوروبا اليوم فانية و قد تموت ''    تتويج السينما التونسية في 3 مناسبات في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة    جريمة شنيعة: يختطف طفلة ال10 أشهر ويغتصبها ثم يقتلها..تفاصيل صادمة!!    قبلي : اختتام الدورة الأولى لمهرجان المسرحي الصغير    باجة: تهاطل الامطار وانخفاض درجات الحرارة سيحسن وضع 30 بالمائة من مساحات الحبوب    وزير الشباب والرياضة يستقبل اعضاء فريق مولدية بوسالم    الڨصرين: حجز كمية من المخدرات والإحتفاظ ب 4 أشخاص    قيس سعيّد يتسلّم أوراق اعتماد عبد العزيز محمد عبد الله العيد، سفير البحرين    الحمامات: وفاة شخص في اصطدام سيّارة بدرّاجة ناريّة    التونسي يُبذّر يوميا 12بالمئة من ميزانية غذائه..خبير يوضح    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الخميس 25 أفريل 2024    سفينة حربية يونانية تعترض سبيل طائرتين مسيرتين للحوثيين في البحر الأحمر..#خبر_عاجل    بطولة مدريد للماسترز: اليابانية أوساكا تحقق فوزها الأول على الملاعب الترابية منذ 2022    كاس رابطة ابطال افريقيا (اياب نصف النهائي- صان داونز -الترجي الرياضي) : الترجي على مرمى 90 دقيقة من النهائي    هام/ بشرى سارة للمواطنين..    لا ترميه ... فوائد مدهشة ''لقشور'' البيض    أكثر من نصف سكان العالم معرضون لأمراض ينقلها البعوض    الجزائر: هزة أرضية في تيزي وزو    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    تونس: نحو إدراج تلاقيح جديدة    هوليوود للفيلم العربي : ظافر العابدين يتحصل على جائزتيْن عن فيلمه '' إلى ابني''    في أول مقابلة لها بعد تشخيص إصابتها به: سيلين ديون تتحدث عن مرضها    دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ذكرى 17 ديسمبر: 7سنوات من التعثر الاقتصادي والاجتماعي.. فأين الثورة؟
نشر في الصباح يوم 17 - 12 - 2017

تحتفي تونس اليوم بالذكرى السابعة لانطلاق ثورة 17ديسمبر- 14 جانفي 2011، موعد خفت نوره وبهتت ذكراه في اذهان التونسيين والساسة على حد السواء فبقي جامدا وسط روزنامة ايام تشابهت، يجاهد ويعاند من اجل البقاء والتذكير كل سنة بتلك المطالب التي من اجلها خرج التونسيون وقدموا شهداء وجرحى..
حلم «الشغل والحرية والكرامة وطنية» كان العنوان الكبير لمختلف التحركات التي عاشتها اغلب ولايات الجمهورية ان لم نقل كلها في نهايات شهر 12 من سنة 2010، وكانت الامال كبيرة بان تعطي حكومات ما بعد الثورة الاولية لتحقق تلك العدالة الاجتماعية والاقتصادية المفقودة وتعدل ولو نسبيا من مؤشرات تنموية تباعدت لتصنع هوة بين ولايات محظوظة واخرى اقل حظا..
فماذا تغير خلال السبع سنوات الماضية؟ وهل وفقت حكومات ما بعد الثورة في تعديل ميزان التنمية بين الولايات التونسية؟
مؤشرات جامدة..
نسبة البطالة والامية والربط بشبكة مياه الشرب (السبالة) والصرف الصحي ونسب الفقر من المؤشرات التي يتم اعتمادها لتحديد مستوى التنمية في الجهات وهي ايضا من ضمن المقاييس التي من المفروض ان تاخذها الحكومات بعين الاعتبار عند وضعها لبرامجها الاستثمارية وميزانياتها الجهوية..
حسب بيانات المعهد الوطني للاحصاء الصادر في وثيقة التعداد العام للسكان والسكنى لسنة 2014 وتلك التي لحقتها خلال سنوات 2015 و2016 و2017 اكدت على ان مكمن الداء في تونس يوجد في»البطن» اين تسجل اضعف المؤشرات التنموية على الاطلاق.. وضع لم يتغير طيلة السنوات الماضية ولم يسجل اي تحيين او مستجد.
فنجد ان نسبة الامية التي تكون على المستوى الوطني في حدود ال19 % تصل في مدينة القيروان الى 32.9 % وتحدد في جندوبة ب 32.1 % ( مع نسبة تسرب سنوي عالية ) وفي القصرين ب32 % (تصل في معتمدية حاسي الفريد الى ال55.7 %) وتكون في سليانة في حدود ال31 % وفي سيدي بوزيد ب29.2 %
ونفس الامر ينطبق على معدلات البطالة التي في الوقت الذي يحدد المعهد الوطني للاحصاء على المستوى الوطني ب15.3 % تكون في ولاية قفصة 26.2 % وفي ولاية القيروان 22.7 % وفي جندوبة وتطاوين في حدود ال25.6 %.
اما بالنسبة لنسبة الربط بشبكات الصرف الصحي ففي الوقت الذي ترتفع فيه نسبة التغطية في مدن تونس العاصمة واريانة وبن عروس الى حدود ال80 % تنخفض فيها هذه النسب الى 18.3 % في سيدي بوزيد و31.4 % في قبلي و33.3 % في القصرين و34.8 % في القيروان و34.9 % في جندوبة..
وفي اطار «الوعود»والبرامج المرصودة وكما افاد «الصباح» الرئيس المدير العام للديوان الوطني للتطهير فان الديوان وعلى ال350 بلدية الموجودة يتدخل في 175 بلدية فقط. ويتجه الى تدعيم نسبة الربط داخله حيث تم رصد 970 مليون دينار للربط في المخطط الجاري 2016-2020 وهي المرة الاولى التي يحدد فيها هذه الميزانية وسيتم خلالها تبني 33 مدينة جديدة، وسيتواصل البرنامج على نفس النسق في عمليات الربط الى غاية سنة 2050 بهدف تغطية كامل البلاد.
وما يجدر الوقوف عنده في عرض المؤشرات هو ان الفوارق في نسب البطالة والامية والربط الصحي يبدو وقعها خفيفا على النفوس مقارنة بمؤشر الربط بشبكة مياه الشرب التي في الوقت الذي تحدده الشركة الوطنية لتوزيع واستغلال المياه بما يفوق ال90 % تنخفض في ولاية جندوبة الى ما دون ال80 % وتتوقف الشبكة مع وصولها الى خارج المدينة في الوقت الذي تحدد نسبة التغطية في معتمدية حاسي الفريد من ولاية القصرين ب 32.8 % وفي العيون ب 36.9 % وسبيبة ب 39.4 % اما في معتمديات ولاية سيدي بوزيد فتصل في سوق الجديد الى 27.4 % وفي الرقاب الى 31.9 % وفي جلمة والمزونة وسبالة اولاد احمد تتزحزح الى ما بين ال43 و49 %.
ويذكر ان معتمديات جندوبة والقصرين وسيدي بوزيد ويضاف اليها معتمديات القيروان وقفصة هي من اكثر المناطق التي سجلت خلال السنوات الماضية احتجاجات مطالبة بتوفير مياه الشرب وشهدت اعتصامات واضرابات «العطش» ومازالت الى اليوم تخوض تحركاتها من اجل مياه صالحة للشراب.
ونسب الفقر ترتفع..
وبالحديث على معدلات الفقر المؤشر الاهم للتنمية فانه ووفق تقديرات الفقر المدقع التي نشرها قسم الدراسات والتوثيق بالاتحاد العام التونسي للشغل سنة 2016، يوجد حوالي 320 ألف تونس عاجزين عن توفير حاجياتهم الأساسية الغذائية بغضّ النظر عن حاجياتهم الأخرى من سكن ولباس حيث تتجاوز نسبة الفقر المدقع فيها ال 10 % يليها في ذلك ولايات الكاف وسليانة التي تتجاوز فيها هذه النسبة ال 8 %.
وتشير نفس الدراسة الى خطورة المؤشرات وتطورها وتكشف في ذات الوقت حجم تدهور الوضع الاجتماعي الذي تعيشه الأسر التونسية. ففي الوقت الذي تبلغ نسبة الفقر في تونس الكبرى5.3 % والفقر المدقع 0.3 %، تكون نسبته في الشمال الشرقي في حدود ال 11.6 % والفقر المدقع 1.6 %، وتصل نسبة الفقر في الشمال الغربي الى28.4 % والفقر المدقع 6.4 %، وتكون في الوسط الشرقي 11.5 % والفقر المدقع 1.9 %، وفي الوسط الغربي 17.6 % والفقر المدقع 2.6 %، اما في الجنوب الشرقي فنسبة الفقر تحدد ب 18.6 % والفقر المدقع 3 %، وفي الجنوب الغربي نسبة الفقر تكون 17.6 % اما الفقر المدقع 2.6 %.
ويبدو انه انطلاقا من المؤشرات الرسمية للمعهد الوطني للاحصاء وفق ما جاء في قراءة قسم الدراسات والتوثيق للاتحاد العام التونسي للشغل حول الوضع الاقتصادي والاجتماعي في تونس، فان المؤشرات تؤكد ان مختلف السياسات الاجتماعية والاقتصادية لحكومات ما بعد الثورة قد فشلت في تحقيق ولو جزء من مطالب الجهات الاقل حظا في التنمية والتشغيل والعدالة الاجتماعية كما لم تتمكن من تخليصها من الفقر حيث بقي مستوى عيش المواطنين في مختلف المناطق على حاله منذ الثمانينات وتذيلت منطقتا الوسط الغربي والشمال الغربي الترتيب الجهوي.
مع جرعات للتسكين..
الاحصائيات الصادرة عن الهيكل الرسمي المكلف بتقديم المؤشرات العامة للسكان والسكنى، تؤكد ان تونس تنقسم الى جزئين "اغلبية" من الولايات اقل حظا واقلية تعيش توازنا ولو نسبيا.
ولتعديل التوازن المفقود اتجهت حكومات ما بعد الثورة في مجملها الى تقديم مسكنات وجرعات تهدئة تحولت تدريجيا الى ملفات زادت في اثقال كاهل الحكومة وموازين الدولة ولعل ابرزها ملف عاملات وعمال الحضائر ما بعد 2011 حيث قامت الحكومات بتشغيل ما بين ال59 و80 الف عامل (لم يضبط عددهم رسميا الى اليوم) يطالبون اليوم بحقهم في تسوية وضعياتهم المهنية وتعتبره الحكومة من الملف الاجتماعي الاثقل واعتمدته بالاساس في ولايات القصرين والقيروان وسيدي بوزيد وقفصة.
ويعد ملف العاملين في شركات البيئة والغراسة الخيار الثاني الذي مازلت الى اليوم تعتمده الحكومات التونسية للتسكين اعتمده مؤخرا في اعتصام الكامور وشكل على امتداد السنوات الماضية جرعة زائدة على ميزانية الدولة ومصدر عجز شركة فسفاط قفصة بالاساس ويحدد الاتحاد العام التونسي للشغل عددها ب11 الف و20 عونا وتجاوزت رواتبهم السنوية ال 100 مليون دينار وذلك دون ان توفر لهم سلطة الاشراف مشاريع ينشطون داخلها مقابل هذه الاجور.
◗ ريم سوودي
سيدي بوزيد.. في إحياء الذكرى.. وحصيلة السنوات
مرت سبع سنوات على اندلاع شرارة الثورة بمدينة سيدي بوزيد، عرفت خلالها تونس جملة من التحولات والتقلبات على مختلف الاصعدة وفي جميع المجالات. وتعود بداية الثورة إلى إقدام البائع المتجول « محمد البوعزيزي » يوم17 ديسمبر 2010 على إضرام النار في جسده احتجاجا على مصادرة عربته التي كان يبيع عليها بعض الخضر والغلال، ما مثل اللبنة الأولى لانطلاق الثورة وتأجج الاحتجاجات في سيدي بوزيد التي شهدت سقوط عدد من الشهداء والجرحى ثم مناطق مختلفة من البلاد.
فحكومات ما بعد الثورة على تعددها لم تنصف جهة سيدي بوزيد ولم تحقق احلام ابنائها في التنمية والتشغيل وهي المطالب التي رفعت خلال الثورة. وبعد مرور هذه السنوات لاشيء تغير بل ان ظواهر اجتماعية سلبية زادت في التفشي مثل البطالة والمخدرات والتهريب والارهاب وايضا بعض الامراض على غرار «البوصفير» الذي انتشر بشكل لافت خلال هذه السنة في صفوف عدد من التلاميذ وايضا الاهالي.
وقد ذكر المدير الجهوي للصحة بسيدي بوزيد محمد الزاهر الاحمدي في تصريح اعلامي ان قطاع الصحة بسيدي بوزيد قد شهد انجاز عدد من المشاريع التي من شانها ان تغير واقع هذا القطاع الا ان المشاكل مازالت كبيرة وتتطلب المزيد من المجهودات. واضاف ان هناك مشروع يتمثل في تطوير المستشفى الجهوي الى مستشفى جامعي سيمكن الجهة من مستشفى مرجعي ليكون قطبا اقليميا بالولايات المجاورة وهو مشروع في طور الدراسات الاولية وتم تبنيه من طرف وزارة الصحة وتعهدت الوكالة الفرنسية للتنمية بتمويله بتكلفة قدرت بحوالي200 مليار/ وهذا المشروع الذي بامكانه ان يغير قطاع الصحة في الجهة كليا يتطلب عددا من السنوات لانجازه. وبين ان كل من مستشفيات الرقاب والمكناسي وجلمة قد تم ادراجها بالمخطط الخماسي للتنمية لترتقي الى مستشفيات جهوية وتشهد البنية التحتية بالرقاب والمكناسي حيث رصدت لكل منهما 6 مليارات. وبالنسبة لمستشفى جلمة فالمشروع مازال في بداياته حيث تم تبنيه وطنيا عن طريق قرض من البنك الكويتي للتنمية وتم امضاء الاتفاقية الخاصة بالتمويل يوم 16 نوفمبر2017 وتبلغ طاقة استيعابه حوالي 105 سرير بكلفة تناهز 45 مليون دينار.
واضاف الزاهر الاحمدي ان هناك برنامج لتطوير المستشفيات المحلية ومراكز الصحة الاساسية حيث تم انجاز مستشفى جديد في معتمدية سيدي علي بن عون بحوالي 3 مليارات ينتظر الانطلاق في استغلاله قريبا. كما تمت اضافة عديد الاقسام والوحدات بالمستشفيات المحلية بمعتمديات اولاد حفوز وبئر الحفي والمزونة ومنزل بوزيان والمكناسي والرقاب. وسيتواصل المجهود في الخط الاول على مستوى مراكز الصحة الاساسية والمستشفيات المحلية التي لا بد من تطويرها واعطاء الاولوية المطلقة للمعتمديات حديثة النشأة كسوق الجديد والسعيدة. كما اشار الى تشييد المركز الوسيط بالجهة الذي دخل حيز الاستغلال في اكتوبر 2016 علاوة على تطوير 4 مراكز من صنف واحد الى 4 بالسعيدة وفايض والقلال ورحال وبناء وتجهيز 10 مراكز صحية بالولاية خلال السبع سنوات الماضية اغلبها عن طريق البرنامج الجهوي للتنمية. جميع ذلك يضيف المدير الجهوي للصحة بسيدي بوزيد لا يخفي المشاغل والنقائص التي يعاني منها القطاع خاصة منها المتعلقة بالموارد البشرية حيث طالب محدثنا بضرورة سد النقص الذي وصفه بالكبير في كل اصناف العملة وفي طب الاختصاص على غرار قسم النساء والتوليد والاشعة وطب القلب وطب الاطفال والانعاش والتبنيج والجراحة. وشدد على ضرورة تجديد التجهيزات الطبية والمكتبية ايضا وتزويد الجهة بوسائل النقل واحداث مركز جهوي لنقل الدم وفرع للصيدلية المركزية. وختم مؤكدا على ضرورة التسريع في الارتقاء بالمستشفى الجهوي بسيدي بوزيد الى مستشفى جامعي.
ومن جانبه اكد لزهر غربي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد على ان احياء احتفالية الذكرى السابعة لثورة 17 ديسمبر المجيدة ثورة الحرية والكرامة ياتي في ظل وضع اجتماعي يتميز بحالة من التوتر والاحتقان نتيجة تفاقم ازمة البطالة بالجهة التي بلغت نسبة ال17 بالمائة مع انسداد افق التنمية وارتفاع نسبة مؤشر الفقر الذي تجاوز نسبة ال30 بالمائة مما ولد حالة من الاحتجاج والغضب شبيهة بتلك التي عرفتها الجهة ايام الثورة. واشار الغربي الى كون هذه الجهة التي تتحد بها مجالات التنمية واساسا فيما يخص الفلاحة (خضروات وانتاج نباتي وحيواني) والمواد الانشائية الطبيعية ذات الصبغة التحويلية (جبس اسمنت آجر وفسفاط..) لكن ونظرا لغياب استراتيجية تنموية للدولة في هذه الربوع يجعل افاق التنمية بها شبه منعدمة وغير واعدة بالمرة. ويضيف محدثنا مبينا بان تعاطي الحكومات المتعاقبة مع هذه الاوضاع التي وصفها بالمزرية والمتردية تارة بالحلول الامنية والمحاكمات الجائرة وتارة اخرى بحوارات اجتماعية من خلال تنظيم جلسات تفاوض وعقد مجالس وزارية افضت الى جملة من الاتفاقات لم تتم الى حد اليوم ترجمتها الى حلول عملية من شانها تخفيف منسوب التوتر والاستجابة الى تطلعات الاهالي والشباب الذين ما فتئوا يخوضون اشكالا احتجاجية يتواصل بعضها الى اليوم. واضاف مبينا ايضا ان الاعتصامات منتشرة باغلب معتمديات الولاية «طال العمر بسيدي علي بنعون» و»هرمنا» بالمكناسي و»الحراك النسائي بمنزل بوزيان « و»الحسم» بالرقاب ويمكن ان تتوسع دائرة هذا الحراك الاجتماعي لتشمل قطاعات وفئات اجتماعية اخرى كالنساء العاملات في الميدان الفلاحي والفلاحين الصغار واهالي شباب بئر الحفي ضحايا حادثة 8 اكتوبر الاليمة. ونقول ذلك يضيف لزهر الغربي لان الجهة مازالت تعرف عديد الصعوبات والاشكاليات التي من شانها التاثير على المناخ الاجتماعي بالسلب والتي منها ضعف البنية الاساسية التي تمثل عائقا امام الاستثمار والمستثمرين، عدم تسوية الوضعية العقارية للاراضي وهي السبب الرئيسي في تعطيل عديد المشاريع المبرمجة، اضافة الى تردي الوضع الصحي والبيئي وتهري البنى التحتية وغياب بعض الخدمات الاجتماعية وتدهور امكانيات المرفق العمومي الى ابعد الحدود.
عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد قدم ايضا بعض الارقام التي تشير الى امعان الحكومات السابقة في تهميش واقصاء هذه الولاية حسب قوله والتي منها ان نسبة التحضر بها حوالي25.47 بالمائة وان 0.4 بالمائة من الاطباء لكل 1000 ساكن في حين المعدل الوطني في حدود 1.2 بالمائة. وان المستشفى الجهوي لا يوفر سوى205 سرير وهو ما يعني سرير واحد لكل 1118 ساكنا اي ضعف المعدل الوطني الذي لا يتجاوز 562 ساكنا. اما عن نسبة التنوير العمومي فهي في حدود 91.3 بالمائة في حين ان المعدل الوطني بلغ95.7 بالمائة. ونسبة توزيع الماء الصالح للشراب فهي ضعيفة جدا حيث انها لم تتجاوز 39.3 بالمائة مقابل نسبة وطنية تقدر ب77.7 بالمائة. ويضيف الغربي مبينا ان هناك غياب تام لشبكات التطهير في اغلب معتمديات الولاية لشركة جهوية للنقل خاصة بالجهة ولدور الخدمات الاجتماعية في عدد من المعتمديات، مع تفاقم انتشار الامراض الوبائية بين اطفال المدارس وتلاميذ الاعداديات كالبوصفير نظرا لانعدام المراقبة الصحية والاحاطة والتوعية.
واعتبر لزهر الغربي انه ولتجنيب الجهة المزيد من الهزات والتوترات لابد من معالجة جذرية للملفات العالقة والشائكة بالجهة والمتعلقة بالتشغيل والصحة والتعليم وانجاز المشاريع المعطلة وذلك بالتزام الحكومة بما جاء في محضر الجلسة الممضي بين رئاسة الحكومة والمركزية النقابية والاتحاد الجهوي للشغل. ومن ضمن العناوين الكبرى لتلك المشاريع المعطلة نجد المجلس الوطني للجماعات المحلية بمدينة سيدي بوزيد الذي وجب الاسراع في تركيزه اضافة الى ضرورة التعجيل في انطلاق منجم الفسفاط بالمكناسي بدءا بابرام عقود العمل. واحداث شركة للغراسات والبستنة بالجهة واحداث المستشفى الجامعي في علاقة بكلية الطب بمدينة سيدي بوزيد واصدار الامر القاضي باحداث سوق الانتاج الكبرى بام العظام واحداث سوق الجملة بالرقاب وانطلاق الاشغال بمعمل الاسمنت بالمزونة. وختم محدثنا مؤكدا على ان هذا الكم من المشاريع المعطلة اضافة الى الوعود بالتشغيل والاتفاقات الحاصلة في هذا الشان كقائمة ال64 التي لم يتم تفعيلها الى حد الان والتي يجب ان تدعم بقائمة اخرى تكميلية تتطلب توفر ارادة سياسية صادقة لدى الفريق الحاكم على المدى القريب والتفكير جيدا في تغيير إستراتيجية التنمية في علاقة بالمنوال التنموي على المدى البعيد ان اردنا خيرا بهذه الجهة المهمشة وبالوطن عموما.
وفد وزاري
ادى وفد وزاري ضم كل من وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري سمير الطيب ووزير التجارة عمر الباهي ووزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة خالد قدور وكاتب الدولة للمناجم هاشم حميدي زيارة الى ولاية سيدي بوزيد امتدت على مدى يومي الخميس والجمعة الماضيين شملت عددا من معتمدياتها اين تم الاطلاع على سير جملة من المشاريع المبرمجة.
وحول هذه الزيارة اكد وزير التجارة عمر الباهي على تقدم إجراءات التفويت في العقار الذي سيخصص لانجاز سوق الإنتاج الكبرى بمنطقة أم العظام من معتمدية سيدي بوزيد الغربية بعد تعطل دام لأكثر من خمس سنوات بسبب إشكال عقاري. وتقدر كلفة إنتاج هذه السوق بحوالي 20 مليون دينار والذي سيمكن من توفير حوالي 700 موطن شغل مباشر و100 موطن شغل غير مباشر.
ومن جانبه أكد وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، سمير الطيب، أنّ مختلف السلطات المحلية والجهوية شرعت منذ الحادثة الإرهابية التي جدت بمنطقة السلاطنية التابعة لمعتمدية جلمة في جوان 2017 في تنفيذ مختلف الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة وخاصة ما يتعلق بتكثيف الرعاية النفسية والمادية لعائلة الشهيدين خليفة ومبروك السلطاني والعناية بأطفال الجهة وتوفير موارد رزق من خلال إحداث عدد من المشاريع .
وحول موعد انطلاق استغلال منجم الفسفاط بالمكناسي أكد وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة خالد قدور أنه سيكون قريبا وهو رهين فض مختلف الإشكاليات العقارية، التي هي بصدد التسوية. ويذكر انه تم رصد ميزانية استثمار في حدود 105 مليون دينار لانجازهذا المشروع.
بدوره أكد كاتب الدولة للمناجم هاشم حميدي انه تم تسليم عقود تشغيل أولية لفائدة 164عاملا بالمنجم في إطار عقد المقاولة. كما تم الإعلان عن انطلاق المشروع الخاص بتحسين نوعية المياه الموزعة بمعتمدية المكناسي. هذا الى جانب برمجة جملة من المشاريع الاخرى على غرار ربط الجهة بالغاز الطبيعي بكلفة 40 مليون دينار وينتظر أن تنطلق أشغال هذا المشروع خلال شهر جانفي 2018 فضلا عن تركيز محطة لتوليد الكهرباء باعتماد الطاقة الفولطوضوئية بمعتمدية المزونة وتقدر كلفتها ب250 مليون دينار.
وينتظر ان يفتح طلب العروض المتعلق بإنجاز300 كلم من المسالك الريفية خلال المخطط التنموي 2016/ 2020.
كما سيتم عقد مجلس جهوي للصحة خاص بولاية سيدي بوزيد خلال شهر جانفي 2018 لاتخاذ قرارات تخص القطاع بالجهة..
◗ الكحولي
غضب واستياء
عبر تقريبا جل من التقيناهم من المواطنين عن استيائهم من تواصل ما اسموه بظاهرة الكرنفالات و»الشو» في وصفهم لزيارة الوفد الوزاري واكدوا ان هذه الزيارة هي عبارة عن «الاخذ بالخاطر» من قبل الحكومة التي عجزت عن تلبية استحقاقات الجهة وان دور الوزراء انتهى عند نقطة الاستماع لمشاغل وشواغل المواطنين والمحتجين منهم. حيث انهم لم يأتوا بالجديد وجميع المشاريع التي تحدثوا عن تفعيلها هي مشاريع قديمة معطلة. وفق تعبيرهم وعن احياء الذكرى السابعة لثورة الحرية والكرامة فقد عبر عدد من الاهالي عن ضرورة التشبث بترسيخ هذا التاريخ مع رفضهم لبعض الفقرات الاحتفالية التي تذكرهم حسب رايهم بالاحتفال بعيد ميلاد بورقيبة وبالسابع من نوفمبر.
برنامج المهرجان
انطلقت امس فعاليات مهرجان ثورة 17 ديسمبر في سيدي بوزيد بتنظيم ندوة فكرية حول»تطوير الخطاب الاعلامي لارساء نظام ديمقراطي»احتضنها فضاء نزل قصر الضيافة بالجهة وعرض لفرقة اولاد المناجم.
اما اليوم الاحد17 ديسمبر فسيكون الافتتاح الرسمي في ساحة الشهيد محمد البوعزيزي بكلمة الافتتاح وقراءة الفاتحة وتحية العلم مع عزف النشيد الرسمي واطلاق 17طلقة نارية. وفي حدود منتصف النهار ستقام زيارة لمعرض الايام التجارية للصناعات التقليدية مع تنشيط لساحة الشهيد وفي حدود الثالثة ظهرا سيكون الموعد مع عرض لفرقة العاشقين الفلسطينية بساحة الشهيد محمد البوعزيزي. اما يوم الاثنين 18 ديسمبر وانطلاقا من الساعة التاسعة صباحا سيكون الموعد مع عرض تنشيطي للاطفال وفي حدود الثالثة ستقدم فرقة البحث الموسيقي عرضا بقاعة الاتحاد الجهوي للشغل وانطلاقا من الساعة السادسة وبساحة الشهيد محمد البوعزيزي يبدا العرض الفني «سيدي بوزيد تغني ثورة».
الثلاثاء 19 ديسمبر وانطلاقا من العاشرة صباحا تنتظم ندوة دولية حول»هجرة الشباب في عالم متغير» بنزل قصر الضيافة وفي حدود الثالثة تقدم فرقة شمس للموسيقى عرضا بساحة الشهيد.
الاربعاء 20 ديسمبر ندوة دولية حول «اقتصاد ما بعد الثورة واملاءات المؤسسات الدولية» بقاعة المؤتمرات بالجهة وانطلاقا من الثالثة بعد الزوال يكون الموعد مع الفنان الملتزم لزهر الضاوي.
الجمعة 22 ديسمبر انطلاقا من الخامسة مساء الموعد سيكون مع «بلطي» بمسرح الهواء الطلق ويوم الاحد سيكون الاختتام بتنظيم سباق نصف المارطون الدولي وتنظيم رحلة للضيوف الى محمية بوهدمة وتنظيم سهرة موسيقية مع الفنان سفيان سفطة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.