مع اقتراب انطلاق الميركاتو الشتوي، ينطلق سباق الاندية المحلية من أجل تدعيم رصيدها البشري والبحث عن العصافير النادرة، وعن لاعبين لسد شغورات معينة وتعويض بعض العناصر لكن من المهم جدا ان تراعي هذه الاندية ميزانياتها ومصاريفها والرواتب الضخمة، وكذلك عليها أيضا ان تنتبه الى ما تزخر به مراكز التكوين من طاقات ومواهب تنتظر التفاتة وفرصة. وقد اثبتت التجربة ان تكديس الانتدابات لا منفعة منه، بل يصيب بالتخمة دون اضافة والجميع يعلم ماذا حدث للنادي الافريقي في المواسم لمنقضية وخاصة بعد الثورة في المقابل للنادي الصفاقسي تجربة ثرية ومغايرة تماما، ففي المواسم الماضية لم تقم هيئة النادي الصفاقسي بانتدابات ضخمة ولا أيضا رفعت في الرواتب حتى أن مجموع مستحقات كل لاعبي الاكابر يضاهي راتب لاعب واحد من النجوم في الترجي أو الافريقي لكن نتائج ال»سي آس آس» كانت الافضل وكذلك هذا الموسم فرغم الحديث عن المنع من الانتدابات للنادي الصفاقسي افضل مجموعة نتمنى ان تحافظ عليها الهيئة الحالية وتدعمها بعناصر شابة من شأنها أن تأخذ المشعل عن عدد من العناصر . والمؤكد ان هيئة النادي الصفاقسي الحالية لم تقم بانتدابات جديدة منذ الموسم الماضي باعتبار قرار المنع من الانتدابات الصادر عن «الفيفا» والذي رغم كل ما قيل عنه، ورغم تفريط المنصف خماخم في بعض العناصر بفسخ عقودهم على غرار التيجاني بلعيد وزياد الدربالي فإن النادي الصفاقسي يملك مجموعة قوية وعناصر ممتازة فقد انتخب الاحباء منذ أيام سوكاري افضل لاعب فضلا عن الاداء الكبير الذي يقدمه «ندوي» والمرزوقي والاضافة التي قدمها رامي الجريدي بعد عودته الى حراسة المرمى.. فالنادي الصفاقسي اصبح ينتصر على الكبار فضلا عن ادائه الجيد امام النجم وملاحقته للترجي.. للنادي الصفاقسي لاعبون ممتازون على غرار ياسين مرياح.. وحمزة المثلوثي ومحمود بن صالح والعواضي وغيرهم من العناصر التي تحتاج الى مزيد الدعم على غرار فراس شواط فالمطلوب تدعيم المجموعة الحالية بالشبان بعيدا عن الانتدابات التي قد لا تقدم الاضافة وتحرم عدة عناصر من فرصة البروز، فالمهم ليس تكديس الانتدابات بل القدرة على حماية المجموعة الحالية حتى تواصل التألق واللاعب من اجل التتويج.. وها أن الايام كذبت ما قاله المدرب «ديموتا» عندما استتنقص من شأن الزاد البشري للنادي الصفاقسي قائلا ان «الفرينة» غير متوفرة لصنع الخبز اي لتكوين مجموعة قوية او «القماش» غير متوفر كما أقنع المسؤولين بأن نتائجه السلبية سببها التحكيم حتى ورط عديد المسؤولين ووتر علاقاتهم ببعض الحكام والحال انه مدرب فاشل لا يفقه شيئا هو الاخر في الكرة. بدليل انه ورغم التجربة القصيرة للمدرب لسعد الدريدي تغيرت كل المعطيات بنفس المجموعة وبنفس العناصر التي استنقص من شأنها «ديموتا» انتفضت واصبحت الملاحق الابرز للترجي في البطولة. على النادي الصفاقسي (وهذا ليس غريبا عنه في الهيئات المتعاقبة) حسن استغلال الشبان وتوظيفهم على الوجه الاكمل في المجموعة تماما مثلما على الافريقي مزيد منح الفرصة للعناصر الشابة حتى يؤطرها الموجودون من اصحاب الخبرة.. على غرار صابر خليفة ووسام يحيى والعائد زهير الذوادي فمن له لاعبين في مستوى احمد خليل وغازي العيادي وشبان مثل الزمزمي وعون الله وغيرهما عديدون ليس امامهم غير غلق باب الانتدابات والتكوين بما يمكن من وضع الفريق على السكة... وكذلك الامر بالنسبة الى الترجي والنجم الساحلي اذ كفى انتدابات وخاصة للاجانب ومطلوب منح الفرصة للموجودين فالمنتخب لن يعول على الاجانب في التظاهرات القارية والدولية.. ومما لا يختلف فيه عاقلان هو ان ضغط النتائج عادة ما يكون سببا في تخمة الانتدابات حتى لعناصر قد لا تكون اضافتها مؤكدة وتمثل عبئا على خزينة الفريق. لقد اصبحت الاندية وخاصة الكبيرة منها مدعوة بحكم الواجب الى تفادي الصفقات الضخمة التي لطالما استنزفت من انديتنا عملة صعبة بمبالغ حجمها كبير وكذلك تسببت في التضخم بحكم الرواتب الضخمة.. وعقلنة احتياجاتها ومصاريفها والتزاماتها والشبان أولى من غيرهم...