بعد تجارب عديدة متنوعة في مسيرته التي تجاوزت العقد الثاني يستعد الفنان التونسي، وعازف الجاز ذو الصيت العالمي، نبيل خمير لخوض تجربة فنية جديدة يطل فيها كفنان يواصل فيها المضي في نفس المنهج العالمي في توجهه بعد أن عمل في تجاربه السابقة على التسويق لاسمه كعازف «جاز» بالأساس. هذا تقريبا ما أكده هذا الفنان في حديثه ل»الصباح» عن النقلة النوعية التي يروم اتباعها في مسيرته الفنية. ووضع مشاركته في البرنامج التلفزيوني البلجيكي «ذو فويس» وإدراكه المرحلة النهائية في منافسات البرنامج الذي يحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة هناك ونجاحه في فرض نسقه بصوته وأدائه أغان بالعربية والفرنسية والأنقليزية وغيرها من أغاني كبار الفنانين الرائدة في العالم بلغات أخرى. واعترف نبيل خمير بأهمية مشاركته في هذا البرنامج، الذي تواصلت المنافسة فيه على امتداد عام تقريبا، بما تطلبه طوال هذه المدة من استعدادات فنية على جميع المستويات. وأرجع السبب والدافع لذلك إلى رغبته وإصراره على استغلال هذه الفرصة لفرض نسقه واسمه في بلجيكا تحديدا باعتباره البلد الذي اختار الإقامة به منذ سنتين تقريبا، فضلا عن تحليه بالعزيمة من أجل التميز وتأكيد أحقيته بخوض هذه التجربة. وأضاف في نفس السياق قائلا: «يكفي أني الفنان التونسي والعربي الوحيد الذي وصل إلى نهائيات هذه المسابقة ولكن الارساليات الهاتفية المطلوبة لم تنصفني بسبب العدد القليل للتونسيين المقيمين ببلجيكا من ناحية ثم نقص الدعاية الاعلامية لمشاركتي هذه وهذا تقصير مني في هذا المستوى». وفيما يتعلق بما قدمه في هذه التجربة المطولة أفاد محدثنا أنه قدم أغان بلغات مختلفة ولكن لم ينجح في النهائي لإقناع مهندسي البرنامج بتقديم أغاني تونسية ولكنه نجح في أداء أغاني «عيشة» للشاب خالد و»حبيبي يا نور العين» للمصري عمرو ذياب رغم ما قدمه من مقترحات للهادي الجويني وغيره. وأضاف قائلا: «كنت في كل اطلالة اتحدث عن تونس مؤكدا على أنها بلد سياحي بامتياز، وثري ثقافيا وحضاريا وان الإرهاب مجرد فزّاعة. وقد وجد ذلك صدى كبيرا في وسائل الإعلام هناك». توجه عالمي انطلاقا من تونس من جهة أخرى أكد نبيل خمير أنه بصدد التسطير لاستثمار ما حققه من نجاح في هذه المشاركة على مستوى عالمي وذلك من خلال التحضير لعرض فني عالمي يطل فيه كمغني أكثر منه عازف باعتبار أنه عرف باختراعه آلة «الراي جام» وهي عبارة عن مزيج بين آلتي العود والقيتارة التي يتقن العزف عليهما. وبين أنه يرغب في تأكيد هذه الانطلاقة الجديدة من تونس وذلك من خلال المشاركة في المهرجانات والتظاهرات الثقافية في تونس خاصة أن هذا العرض الجديد سيقدم فيه أغاني عربية وغربية على طريقته. وأكد أنه قريبا سيبدأ في تنفيذ هذا التوجه وذلك بالقيام بجولة فنية كبرى في روسيا في انتظار تأكيد العروض المقدمة في الغرض في بلدان أخرى. كما كشف عن مشروع فني مشترك في الأفق يجمعه بالفنان زياد غرسة خاصة أنه أبدى ترحيبا كبيرا للعمل في تونس والتعاون مع فنانين تونسيين وذلك بعد أن تبين له أن جمهور «الجاز» عدده قليل وأن طموحاته الكبيرة وقدراته على التأقلم مع مختلف الأنماط الموسيقية والفنية من العوامل التي جعلته يقرر خوض تجارب مختلفة. واعتبر ان ما يحمله سجله الفني من أغان وعروض وألبومات يرشحه للنجاح في أي تجربة أو مشروع يخوضه. علما بأن نبيل خمير قدم في سنوات ما بعد الثورة عديد الألبومات والأغاني التي تمحورت بالأساس حول وضع في تلك المرحلة على غرار «ليالي دار الجنة» و»سيدي منصور» و«ست ملاعق ومطبخ واحد» باللغة الانقليزية «six spoon one kitchen» إضافة إلى أغاني «عباد المال» ونحبك يا بلادي»... وقرر الهجرة إلى بلجيكا بعد ان وجد أبواب العمل والمشاركة في المهرجانات مغلقة أمام كل مطلب يقدمه في الغرض، حسب تأكيده. وهو يراهن على عودته فنيا لتونس عبر إطلالة جديدة يسوق فيها لصورته وصوته كفنان بدرجة أولى.