مازال موضوع موعد انتصاب سوق السّبت بمدينة حمّام سوسة يلقي بظلاله على ساحة الأحداث وعلى المشهد الاقتصادي بالمدينة ويطرح جدلا كبيرا وتجاذبات واسعة تخلّف مواقف متباينة لدى عديد الأطراف حيث تفاجأ عشيّة الجمعة تجّار السّوق وعددا كبير من الحرفاء ممّن تعوّدوا التردّد على هذه الوجهة بتثبيت بلديّة المكان لافتة حلّت محلّ اللاّفتة التي لم يمض على تثبيتها أكثر من شهر تتضمّن إعلاما جديدا للعموم يقضي بأنّ السّوق ستفتح أبوابها بداية من هذا الأسبوع كل يوم السّبت لتدحض بذلك مضمون سابقتها التي كانت تنصّ على أنّ موعد مساء يوم الجمعة من كلّ أسبوع هو توقيت بداية استقبال السّوق للتجّار المنتصبين وهو ما تمّ بالفعل تطبيقه خلال الثّلاثة أسابيع الأخيرة وامتثل له أغلب التجّار بعد أن حرصت السّلط المحليّة ومصالح البلديّة على بسطه كواقع يكرّس علويّة القانون ويعكس نفوذ مؤسّسات الدّولة وقدرتها على فرض الانضباط. موعد جديد يخلّف استياء عبّر عدد من التجّارالذين تواجدوا أمام السّوق بأعداد كبيرة في حدود الثّانية ظهرا من يوم الجمعة عن عميق استيائهم من الإجراء الذي اتّخذته بلديّة المكان دون سابق إعلام ورأى بعضهم أنّ السّلطة المحليّة تتلاعب بأعصابهم وتهدّد أرزاقهم من خلال ما تفاجئهم به كلّ أسبوع من قرارات رأووا فيها حيفا كبيرا على حدّ تقديرهم واستنكروا مثل هته التصرّفات المستفزّة التي من شأنها أن تعكّر صفو الجوّ العامّ خصوصا في هذه الفترة الصّعبة التي تمرّ بها البلاد وما تشهده من تحرّكات اجتماعيّة واحتجاجات في علاقة مباشرة بالظّروف الاجتماعيّة الهشّة وضعف المقدرة الشّرائيّة وأصرّوا على أنّ بلديّة المكان اتّخذت هذا الإجراء دون سابق إعلام وهو ما يفسّر طابور الشّاحنات المحمّلة بالبضائع التي توافدت على السّوق منذ منتصف النّهار والذين اضطرّ أصحابها إلى قضاء ساعات بداخلها عندما وجدوا الأبواب موصدة أمامهم وهم مدعوّون إلى الانتظار لحدود السّادسة مساء ليتمكّنوا من الولوج إلى داخل السّوق والشّروع في تهيئة امكنتهم لتضيع عليهم بذلك فرصة الانتفاع بعشيّة الجمعة خلافا للأسابيع الثلاثة الفائتة. معتمدة الجهة توضّح فنّدت رئيسة النّيابة الخصوصيّة منية الجويني رواية التجّار وأصرّت على أنّ مصالح البلديّة كانت قد نبّهت في مناسبات عديدة وبطرق مختلفة إلى التّغيير الأخير الذي طرأ على موعد السوق الاسبوعية ليصبح يوما واحدا يتزامن مع يوم السّبت من كلّ أسبوع في تناغم واضح مع تسمية «سوق السّبت» مشيرة إلى تضمين ذلك في محضر جلسة انعقدت الأسبوع الفارط تحت إشراف السّلطة المحليّة وبحضور ممثّل عن المنتصبين والمستلزم الجديد الذي عبّر تلقائيّا عن رغبته في تغيير موعد فتح أبواب السّوق أمام التجار ليصير في حدود السّاعة السّادسة مساء عوضا عن منصف النّهار بعد أن وقف خلال الأسبوعين الفارطين على صعوبة إدارته للسّوق بالشّكل المطلوب نتيجة لما شهدته السّوق من فوضى عارمة بسبب الاكتظاظ المروريّ الخانق من ناحية ولتزامن موعد حلول التجّار مع توافد المتبضّعين من ناحية أخرى وما ينتج عن ذلك من تدافع ومخاطر قد تهدّد سلامة الحرفاء وشدّدت المعتمدة على أنّها متمسّكة بتطبيق القانون واتّخاذ كلّ إجراء يجعل مصلحة البلاد المصلحة الفضلى مشدّدة على أنّ كلّ الأسواق بالجمهوريّة تمتدّ ليوم واحد وبالتّالي لا مبرّر أن يكون «سوق حمّام سوسة استثناء» فمن حقّ متساكني المدينة أن ينعموا ببيئة سليمة وعيش كريم ومدينة يستطيب فيها الحياة ف» لسنا قاطعي أرزاق وغايتنا تطبيق القانون على الجميع وتنظيم إدارة السّوق ضمانا لحقوق جميع الأطراف».