حين نتحدّث عن النّادي الرّياضي البنبلي كمنارة رياضيّة زاخرة بالإبداع الكروي و لاعب قاسم مشترك مع النجم السّاحلي فريق جوهرة السّاحل نتصفّح بالتّأكيد سجلّ اللاّعب الموهوب كمال العزّابي، فهو لاعب لن يُمحى اسمه بسهولة من ذاكرة عشاق رياضة كرة القدم، فهو الحائز مع فريقه النجم الساحلي على بطولتين متتاليتين –والحذاء الذّهبي- و البطولة العربية بالمغرب الأقصى و سُجّل فيها أحسن الهدّافين، دخلنا مع كمال العزّابي حدائق الحروف و حقول المفردات في نبش على سطح الذّاكرة لعطاء رياضي زاخر سواء أكان بالنادي البنبلي أو بالنّجم السّاحلي و كان الحوار التّالي: – البداية في عالم الكرة كيف انطلقت؟ في ذلك الزّمن كان الانطلاق من «الحوم « لكثرة البطاحي فهي ملاعب الأحياء التي نفتقدها الآن وكنت أشارك في دورات مع «حومتي حومة سيدي موسى» ضدّ حومة داراسماعيل و الذي برز فيها اللاعب زهير الرمادي و حومة ابراهم و حومة الجامع و حومة بير الحذبة، ثمّ انخرطت بالنادي البنبلي في صنف الأداني موسم 1973 – 1974 ثمّ تدرّجت بكلّ الأصناف، و تُوّجت بصعود النادي البنبلي للقسم الثّاني ما يعادل الرابطة المحترفة الثانية الآن بعد باراج الصعود ضد نجم الفحص والوطني السّوسي بملعب القيروان. – و مع أكابر النّجم متى كان ذلك؟ كان ذلك موسم 1984 – 1985 و بعد متابعة للممرّن عبد المجيد الشتّالي و محسن حباشة في مقابلتي باراج الصعود للنادي البنبلي و كذلك بعد مشاركتي في مقابلة وديّة ضد الاتّحاد المنستيري وشاهدني الممرن شولتز الذي طلب من مسؤولي النجم الساحلي انتدابا وحيدا هو كمال العزابي، والممرن شولتز زمنها كان ممرّنا للاتّحاد المنستيري ثم انتقل بمثل خطته إلى النجم السّاحلي. – ذكّرنا بالألقاب التي أحرزت عليها؟ مع النادي البنبلي تُوّجت مسيرتي الرّياضيّة بالصّعود إلى القسم الثّاني موسم 1983 – 1984 ومع النّجم السّاحلي أحرزت معه على بطولتين متتاليتين موسم 1984 – 1985 و موسم 1985 – 1986 و كذلك أحرزت على الحذاء الذّهبي في نفس موسم 1984 – 1985 و البطولة العربية موسم 1987 – 1988 و أحسن هدّاف في هذه الدّورة، ثمّ لعبت الدّور النّهائيّ لكأس تونس موسم 1990 – 1991 ضدّ الترجّي الرّياضي و أخفقنا في الاحراز على الكأس بنتيجة (2 – 1). – وقتها هل فكّرت في الاحتراف؟ نعم قمت بتجربة كلاعب محترف مع نادي البويدة السّعودي لموسم واحد و تلقيت قبلها عرضا مغريا من فريق بنفيكا البرتغالي و رفضت ذلك إِرْضَاءًا لوالدي طيّب الله ثراه. – بعد اعتزالك اللعب ماذا الآن؟ حاليّا أشغل خطّة مدير فنّيّ لأكادميّة تكوين الشبّان في رياضة كرة القدم Perfect Loisir مع عمر البلّي رئيس فرع كرة السلة بالاتحاد المنستيري. – هل تربطك علاقات مع بعض اللاعبين؟ نعم تربطني علاقات وطيدة مع أغلب الفرق و أغلب اللاّعبين و على سبيل الذّكر أذكر منهم الهاشمي الوحشي – جمال قرنة – حكيم براهم – لطفي الحسومي – زياد التلمساني – نبيل معلول – طارق ذياب – حمادي العقربي – حميّد رمضانة و برقو (شبيبة القيروان). - أهمّ الذّكريات في مسيرتك الكروية؟ لازلت أتذكّر جيّدا و يتذكر معي أحبّاء النّجم السّاحلي موسم 90 – 91 و مغادرة جل اللاعبين بعد إخفاق الكأس كحكيم ابراهم – و لطفي الحسومي – و الهاشمي الوحشي – و جمال قرنة وبقيت لوحدي مع نخبة جديدة من اللاعبين أدافع وبشراسة على النجم الساحلي التي تردت أوضاعه واحتللنا المرتبة الثالثة في أعقاب الموسم و لكن حين غادر كمال العزّابي موسم 1991 - 1992 لعب النجم الساحلي في المراتب الأخيرة ( موسم أسود)، عطاؤنا كان غزيرا مقابل ذلك جنينا لا مبالاة النجم حاليّا. – ما هي الظّروف التي حفّت بعرض بنفيكا البرتغالي؟ كان ذلك موسم 1986 – 1987 و باقتراح من المدير الفني لبنفيكا البرتغالي ووافقت هيئة النجم الساحلي برئاسة حمادي المستيري على العرض مقابل 140 ألف دينار و مرتب شهري ب27 ألف دينار وهي صفقة مغرية جدا في ذلك الوقت ورفضت ذلك استجابة لطلب والدي أحمد الحاج حسن العزّابي طيّب الله ثراه و لست نادما على ذلك. - كيف تعلق بخصوص ترشح منتخبنا للمونديال؟ أنا فخور بهذا الترشّح و أشدّ على أيدي ممرننا الوطني نبيل معلول و كافة اللاعبين، و أتمنّى للجمهور الرّياضي ووسائل الإعلام أن يكونوا كذلك فلا بدّ من التّشجيع بالنقد البناء على شحذ العزائم لبلوغ منتخبنا الدّور الثاني و إن حصل فهو تتويج مهمّ. – ماذا تضيف في الختام؟ شكري الجزيل «للصباح الأسبوعي» و لمندوبها الصّحفي الّذي نبش معي سطح الذّاكرة، فهو ترب من أترابي، وأحترمه جدّا، هذا أوّلا و ثانيا لا بدّ من مراجعة قوانين الاحتراف الذي لم يُبْنَ على استراتيجية تراعي ظروف كل الفرق المالية منها خاصة، و كذلك على الفرق أن لا تنس غزارة العطاء للاعبيها السابقين و تضحياتهم.