فحوصات مجانية للأسنان لفائدة تلاميذ هذه الولاية..#خبر_عاجل    عاجل: شارك في استهداف حافلة عسكرية: هذا ما تقرّر ضد الارهابي الشعشوعي    الاتحاد الأوروبي يسلّم تونس 47 سيارة إسعاف    القصرين: مركز التصميم يدعم ابتكار الشباب ويعزز تنافسية منتجات الجهة (المديرة العامة للديوان الوطني للصناعات التقليدية)    ألعاب التضامن الاسلامي : التونسي معتز العيفاوي يحرز الميدالية البرونزية    تطاوين: المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية تنظم يوما جهويا حول استغلال مادة المرجين في القطاع الفلاحي    تنظيم مناظرة وطنية لأحسن زيت زيتون معلّب    فرنسا وألمانيا في الصدارة...تونس تشهد ارتفاعا غير مسبوق في الاستثمار!    تونس تتسلّم 30 قطعة أثرية بعد ترميمها في روما    أعراض خفية وخطر كبير: كل ما يلزمك تعرفه عن حساسية ''ألفا-غال''    من بينها هاتفك.. أشياء من المستحيل أن تراها في أحلامك    مدنين: تمرين محاكاة تطبيقي لاخماد حريق بوحدة صناعية    Titre    المعهد القومي العربي للفلك يعلن عن غرة جمادى الثانية    شوف شكون ينجم يتمتع ب''الفوبرولوس''... والأجر اللازم أقلّ من ما تتصوّر!    موعد مباراة الترجّي ضدّ الملعب المالي    وزارة التربية تنشر الإجراءات الاستثنائية لمترشحي الباكالوريا من ذوي الإعاقة والاضطرابات الخصوصية    عاجل/ تصريحات جديدة من إيران: هذا ما فعلته ضربات أميركا ب"النووي"..    تقدم اشغال مضاعفة الطريق الرومانية جربة-جرجيس بنسبة 74 بالمائة    أيام قرطاج السينيمائية: 9 أفلام تونسية ضمن المُسابقات الرسمية    مأساة في المدينة المنورة...عشرات القتلى في اصطدام مروع بين حافلتهم وصهريج نفط    مستقبل القصرين: انهاء العلاقة التعاقدية مع المدرب مجدي الراشدي    عاجل : الجديدي الصحراوي مديراً فنياً جديد للإتحاد المنستيري...من هو ؟    ألمانيا تستأنف تصدير الأسلحة إلى الكيان المحتل    إجراء 15 عملية زرع أعضاء في أقل من شهر واحد نتيجة قبول 4 عائلات تونسية التبرع من ذويها المتوفين    الطبيب التونسي خالد ناجي رئيسًا للجمعية الإفريقية لأمراض النساء والتوليد    كأس العالم لأقل من 17 سنة: قمة البرازيل وفرنسا تتصدر مشهد ثمن النهائي    المنتخب البرازيلي يفقد خدمات أبرز ركائزه في مواجهة المنتخب التونسي    بنغلاديش: صدور الحكم بإعدام الشيخة حسينة    نشرة متابعة: انخفاض في الحرارة مع أمطار مؤقتا رعدية آخر النهار    كارثة في القيروان: طفل يقود سيارة والده ويصطدم بسيّارات ومركز صحّة!    عائلة تونسية مصدومة : قبر أم مفقود بعد 34 سنة من الوفاة..وهذه الحقيقة!    حذارِي! عادات يومية خاطئة تدمر ذاكرتك    بنزرت: إنقاذ شابين من الغرق حاولا اجتياز الحدود البحرية خلسة    الحرس الديواني يحجز بضائع بقيمة ناهزت 30 مليون دينار..وهذه التفاصيل..    هام/ وزارة الفلاحة تنتدب..    عاجل: على موعد قريب مع الأمطار    التقييم الجزائي في التعليم الثانوي التونسي: شنيا وعلاش ستتم مقاطعته؟    الديوان يشري زيتكم: إستقبال صغار الفلاحين يبدأ اليوم الاثنين    عاجل/ خمس سنوات سجن ضد هذه الشخصية..    عاجل: بريطانيا تتجه لتنفيذ أكبر إصلاح لسياسة اللجوء في تاريخها الحديث    بعد سنوات من القطيعة.. مايا دياب تكشف حقيقة خلافها مع أصالة    مباراة ودية : المنتخب التونسي يختبر قدراته أمام العملاق البرازيلي قبل الاستحقاقين العربي والإفريقي    "بسبب السحر".. مشادة قوية بين مدرب نيجيريا ولاعبي الكونغو الديمقراطية    على المباشر، الجوادي لمسؤول بوزارة الرياضة: بابا يجيكم كل يوم حد ما يقابلو وانا نطلبكم ما تهزوش ....علاش!!؟    جامعة التعليم الثانوي تقرّر مقاطعة كل أشكال التقييم الجزائي بداية من الثلاثي الثاني    عاجل: وزارة الفلاحة تفتح مناظرة خارجية لانتداب 234 مهندسا...تعرّف على المجالات    شوف شنيا يصير لبدنك كان تشرب الماء ''بالقارص'' كل يوم    أمريكا تدرج عصابة على قائمة الإرهاب.. وتتهم مادورو بتزعمها    أريانة: تكريم محمد علي بالحولة    "فاشن بوليس": اطلالات مُميزة لمشاهير تونس في حفل نجوم تونس و الهام شاهين تثير الجدل!    مصر.. القبض على فنان معروف بحوزته مخدرات في ميدان التحرير    حجز حوالي 68 طنا من المواد الفاسدة وغلق عدد من المحلات والمطاعم..#خبر_عاجل    رأي: الإبراهيمية وصلتها بالمشروع التطبيعي الصهيوني    مع الشروق : خيارات الشراكات الاستراتيجية    شوف وقت صلاة الجمعة اليوم في تونس    ''حُبس المطر'': بالفيديو هذا ماقله ياسر الدوسري خلال صلاة الاستسقاء    كم مدتها ولمن تمنح؟.. سلطنة عمان تعلن عن إطلاق التأشيرة الثقافية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



احتجاجا على مشروع «قانون الفنان والمهن الفنية».. فنانون ومثقفون: لا للعودة لبيت الطاعة وللتصحر الثقافي.. ولا ل«شرطة ثقافية»
نشر في الصباح يوم 01 - 02 - 2018

لئن أثار قانون الفنان والمهن الفنية الدهشة والاستغراب والاستنكار في مختلف الأوساط الثقافية منذ «تحويله» إلى مجلس نواب الشعب مع مطلع العام الجاري، فإن رقعة تحركات أهل الثقافة والفنون الرافضين لهذا القانون شكلا ومضمونا توسعت، على اعتبار أنه يتنافى مع «القانون» الذي انتظروه ليحمي الفنان والمبدع ويكون دستور المثقفين المنظم للحقل الإبداعي ويساهم في تطور المنجز الإبداعي بالاستفادة في ذلك من مناخ الحريات والديمقراطية في تونس الجديدة. وهو قانون انخرطت في النضال من أجله، في سنوات ما بعد ثورة 14 جانفي، أجيال مختلفة من المثقفين والفنانين سواء عبر هياكل ونقابات أو بصفة فردية إضافة إلى ناشطين في المجتمع المدني لإيمان الجميع بأهمية وجدوى ذلك على أصعدة مختلفة.
توسعت إذن دائرة المحتجين في هذه المرحلة وذلك بعد أن أخذت منعرجا في شكل التحرك من خلال تنظيم لقاءات تشاورية موسعة بهدف توحيد الصفوف من ناحية وتقريب وجهات النظر حول بعض المسائل الخلافية ليتم رفع ذلك إلى لجنة التربية والشؤون الثقافية والبحث العلمي بمجلس النواب باعتبار أن هذه الجهة هي مرجع النظر في هذا القانون قبل عرضه على التصويت ليأخذ بعد ذلك منحى إجرائيا تنفيذيا.
وقد أجمع عدد ممن تحدثت معهم «الصباح» من قطاعات ثقافية وفنية مختلفة على ما وصفته بخطورة هذا القانون باعتباره وفق نظرهم مدخلا للعودة «لبيت الطاعة» من خلال تكريس مركزية القرار والإبداع وحصرها في شخص «وزير الثقافة» فضلا عما تضمنه من نصوص وفصول زجرية وعقوبات تضيق على الحريات والإبداع وتجعل المبدع عرضة للسجن والخطايا والتتبع العدلي.
مشروع غريب عن أهل الثقافة!
هذا تقريبا ما أجمع عليه كل منير بعزيز رئيس مجلس إدارة تعاونية الفنانين والمبدعين والتقنيين في تونس باعتباره هو أبرز المشاركين في مختلف مراحل النضال لإصلاح المنظومة الثقافية وساهم في صياغة ووضع مشروع قانون الفنان والمهن الفنية وتم الاستئناس برأيه مع أغلب وزراء الذين تداولوا على وزارة الثقافة في سنوات ما بعد الثورة.
وعلل ذلك بقوله:»في الحقيقة هذا القانون مختلفا عما طمحنا ورغبنا فيه لا بل غريبا عني باعتبار أني كنت قد شاركت في مختلف مراحل صياغته ووضعه وكان المشروع الذي اتفقنا عليه لا يتضمن «ما هو ردعي» ولم يكن مدخلا للرقابة والتضييق على الحريات والإبداع بل كان قانونا يدافع عن الفنانين وينتصر للإبداع وينظم مناخ الثقافة في تونس في هذه المرحلة ويضمن حقوق العاملين في هذا الحقل خاصة منهم العملة العرضيين الذين لا يتمتعون بتغطية اجتماعية او دخل قار. لكن ما راعنا أن ما اتفقنا عليه سابقا تحول بفعل فاعل إلى درجة أنه أصبح غريبا عنا».
من جهته أكد السينمائي مروان المدّب، ورئيس جمعية السينمائيين المستقلين، أن في تمرير هذا القانون ضرب للثقافة والفكر والإبداع والفنون من ناحية وتأكيد توجه تونس نحو خيار»التصحّر الثقافي» لأنه يعتبره قانونا ضد الإبداع يتنافى وخصوصيات الوسط الثقافي في تونس والنظام الديمقراطي. وأضاف في نفس السياق قائلا: «صحيح أني كنت من الأوائل الذين تحركوا ودعوا لوضع هذا القانون وقدمنا عديد المشاريع التي شارك فيها عدد كبير من المناضلين في المجال من مختلف القطاعات الثقافية والفنية بما في ذلك منير بعزيز ولكن فوجئت كغيري ممن شارك في صياغة بعض المشاريع أو من الناشطين في الحقل الثقافي بما يعرض اليوم على مجلس النواب. وأعتقد أن عددا كبيرا من النواب واعون بخطورة ذلك و»فاهمين اللعبة» لذلك سيقفون ضد تمرير هذا القانون».
«نتحرك لحماية الإبداع من ألاعيب الفاشلين»
«نتحرك لحماية الإبداع من ألاعيب الفاشلين»، هذا ما قاله عاطف بن حسين في تطرقه لهذا الموضوع. وأكد أنه اختار التحرك والمشاركة في كل اللقاءات المنظمة للغرض للتباحث في المخارج الممكنة من هذا «القانون» الذي يتنافى والأهداف المنتظرة واعتبره يشجع ويدفع للإرهاب والتطرف لخيار بديل للشباب المبدع والموهوب بشكل خاص.
وفيما يتعلق بأصل المشروع أفاد عاطف بن حسين أن البداية العملية لوضعه انطلقت مع الوزيرة السابقة للثقافة لطيفة لخضر خاصة أنه في تلك الفترة كان من «رجالات» الوزارة» وذلك بدعم من الاتحاد الأوربي وأضاف في نفس السياق قائلا: «لقد كلف الاتحاد الأوروبي محامية بلجيكية مختصة في المجال وحلت بتونس وتولت وضع مشروع القانون بالتشاور مع أهل الثقافة والفنون في تونس لكن وبحلول سنية مبارك على رأس الوزارة لم يتم الاتفاق مع نفس الجهة على مواصلة هذا المشروع وتم تكليف لجنة أخرى بهذا الأمر».
«مشروع قانون محرف»
واستنكر نص مشروع القانون المعروض اليوم على أنظار مجلس النواب. وأكد أن ما تعرض له المشروع المتفق عليه من المثقفين والفنانين والهياكل القطاعية من «تحريف» إنما الهدف منه ضرب حرية الإبداع والتضييق على الثقافة والفنون خاصة ما يتضمنه من «منع» و»زجر» و»خطايا» واعتبر الثقافة والإبداع مجال حر بل المطلوب حسب رأيه هو حماية الفنان والمبدع وتوفير مناخ من الحريات وقانون يجعل الفنان مواطن له خصوصيات ويتمتع بحقوق اجتماعية وصحية.
وحمل عاطف بن حسين من وصفهم بالمبدعين الفاشلين» مسؤولية الانحراف بهذا القانون عن أهدافه الحقيقية والمنتظرة والمطلوبة وقال «إن خلفيات نوايا هؤلاء الفاشلين واضحة في هذا القانون لأنهم استغلوا هذا القانون لممارسة سلطتهم الثقافية». وأكد أنه سيكون بالمرصاد إلى جانب زملائه من أهل الثقافة ضد وضع شرطة وبوليس ثقافي».
من جهته أكد منير بعزيز توحد صفوف الجميع لمراجعة مشروع القانون بعد مناقشة فصوله وإدخال التحويرات الممكنة عليها. موضحا أن المطلوب هو تنظيم القطاع وحماية المبدع والإبداع وليس تكريس المركزية الثقافية وخضوع الإبداع للسلطة «الفردانية» أو فرض «البوليس الثقافي» والرقابة بأشكال مفضوحة بما يفسح المجال لظواهر وممارسات تحيد عما ينتظره الجميع.
تحركات منظمة والفنون التشكيلية «استثناء»
لم يكتف أهل الثفافة والفنون بالرفض والنقد لهذا القانون المعروض على أنظار مجلس النواب بل دخلوا في لقاءات منظمة سواء مع الفنانين والمثقفين في حد ذاتهم أو عبر تقديم مقترحات للجنة المعنية بهذا «المشروع» في قبة باردو. وهو ما اختاره أبناء قطاع الفنون التشكيلية الذي يرون أنه لا يمكن أن تنسحب كامل فصول هذا القانون على أبناء قطاعهم نظرا لاختلافها مع خصوصيات العمل في هذا القطاع. وأجمع أبناء هذا القطاع في لقاء نظمه اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين وهياكل أخرى للنظر في هذه المسالة أن بعض فصول هذا القانون قُدّت بمقاييس العاملين في قطاعات أخرى كالموسيقى والمسرح. مما يستوجب مراجعة المنظومة القانونية الخاصة بهذا القطاع.
وقد التقى بعض أبناء هذا القطاع مع بعض أعضاء لجنة التربية والشؤون الثقافية والبحث العلمي بمجلس النواب لبسط وجهات نظرهم وتقديم مقترحاتهم البديلة في الغرض.
لقاء الأمس ب»التيارو» ولقاء بعد غد ب»الريّو»
وكان عدد من أعضاء مجلس النواب حاضرين في اللقاء المفتوح للفنانين والمثقفين الذي احتضنه فضاء «التياترو» بالعاصمة مساء أمس وخصص لمناقشة هذا القانون ليكون الموعد الهام المرتقب يوم السبت القادم في فضاء «الريو» بالعاصمة الذي تنظمه جمعية السياسات الثقافية بتونس بإشراف الحبيب بالهادي.
لذلك دعا المتحدثون أهل الثقافة والفنون للتحرك والمشاركة في اللقاءات وتقديم المقترحات الممكنة في خصوص مشروع القانون الذي اعتبروه مشروع «رقابة» ومدخلا للتصحر الثقافي بغلق مجالات الثقافة والإبداع أمام الأجيال الصاعدة بعد التضييق على المبدعين الموجودين على الساحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.