مع انطلاق تقديم الأحزاب والائتلافات الحزبية والمستقلين لقائماتها الانتخابية البلدية 2018 استبق رئيس آفاق تونس ياسين إبراهيم الجميع بالتحذير من مغبة استعمال حزبي النداء والنهضة لوسائل الدولة خدمة لأحزاب الحكم ولقائماتهما المترشحة في350 دائرة انتخابية بلدية. وإذ يبدو إبراهيم على حق سيما وان ممارسة النداء واجهت انتقادات ووصفها كثيرون ب«ممارسات تجمعية قديمة»، فان ذلك لا يمنع القول بان رئيس آفاق يبدو وكأنه يسعى لاستباق»الهزيمة»حتى قبل ان تبدأ الانتخابات خاصة وانه ينتمي إلى تحالف يضم 11 حزبا لم ينجح في توفير الا 100 قائمة بلدية وهو ما طرح عدة أسئلة حول شعبية الأحزاب المجتمعة ضمن ما يسمى بالاتحاد المدني وهو شبيه في أهدافه بما تشكل قبل الانتخابات التشريعية لسنة 2014 وحمل اسم الاتحاد من اجل تونس. وقد عاد ياسين إبراهيم ليدون على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك»ان تونس تعيش على وقع حركيّة سياسية إيجابية متمثلة في تحضير القائمات المترشحة للانتخابات البلدية القادمة. وهذا ما نعتبره مهما للحياة الديمقراطية في بلادنا حيث نؤمن أن الإصلاح يمر أولا عبر حكم محلي ناجع». وإذ يعمل آفاق تونس على وضع اللمسات الأخيرة على قائماته الحزبية وقائماته الائتلافية ضمن الإتحاد المدني إِلَّا أنه يتابع بانشغال عودة ممارسات الماضي عبر تسخير إمكانيات الدولة لخدمة الأحزاب الحاكمة وتسليط ضغوطات في عديد الجهات على مترشحين وعائلاتهم وعدم حياد الإدارة حيث نجد موظفين عموميين منخرطين في حملة الحزبين الحاكمين. وفي هذا السياق يحذر حزب آفاق تونس من خطورة هذه الممارسات حيث أنها لا تخدم المصلحة الوطنية ويمكنها أن تمسّ من المناخ العام للانتخابات وأن تحرم تونس من انتخابات شفافة ونزيهة. كما يدعو المجتمع المدني والأحزاب السياسية لمزيد من اليقظة للتفطن لمثل هذه الممارسات والتنديد بها». وتكشف تدوينة رئيس آفاق تخوفات حقيقية من انحراف المسار الديمقراطي للانتخابات البلدية، والمس بنزاهتها وشفافيتها حيث تدخل الأحزاب بحظوظ غير متساوية في التأثير والفعل على عكس نداء تونس الذي يدخل البلديات بإمكانيات واسعة وفرتها الدولة وفِي صمت مريب من حكومة «الوحدة الوطنية» التي اكتفت بموقف هيئة الانتخابات التي اعتبرت استعمال النداء واستغلاله لأعضاء الحكومة لا يتضارب والتمشي الديمقراطي ليكون موقف»الايزي» المخرج الأقل إحراجا لحكومة الشاهد. انطلاق تقديم القائمات الانتخابية رافقته ضوضاء سياسية افتتحها ياسين ابراهيم وكأنه يعد أرضية الهزيمة قبل أن يبدأ أصلا، ولو كان البحث حقيقة عن إنجاح المسار الديمقراطي ورفضا لانحرافات ممكنة لا ما أعلن آفاق عن استعداده للانتخابات بل ولذهب الى حد المقاطعة حتى يضمن موقف الحياد من الحكومة. فإبراهيم يدرك تمام الإدراك ان الحظوظ غير متساوية ولكن ذلك يدفعه ايضا للمشاركة لا شجاعة من افاق وبقية تشكيلات الاتحاد المدني بل لإدراكهم ان اَي تأخير في المشاركة يعني بالضرورة خلق فراغ سياسي داخل الجهات لفائدة النهضة والنداء. تناقض الموقف السياسي وفقا لتدوينة ياسين إبراهيم يكشف حالة الاضطراب النفسي التي تسيطر على عدد اخر من الأحزاب ولئن كانت لآفاق تونس أفضلية ميدانية وفقا لأرقام مؤسسات سبر الآراء الوطنية والأجنبية فان أطرافا سياسية قد انتهت من ناحية التأثير في المعادلة السياسية وبقيت مجرد رقم لا إضافات له. موقف آفاق تونس وفِي رده على ما تقدم قال عضو المكتب السياسي لآفاق تونس وليد صفر ان موقف الحزب الصادر عن تدوينة ياسين ابراهيم هو نتيجة جملة التجاوزات التي تم تسجيلها منذ الْيَوْمَ الأول من إيداع الترشحات للانتخابات البلدية حيث تمت معاينة العديد من السلوكات المرفوضة سواء تعلقت بالدعوة الى التراجع عن الترشح ضمن قائمات الحزب أو قائمات الائتلاف المدني. وأضاف صفر في تصريح ل»الصباح» ان الجميع على علم باستغلال حزب النداء للدولة سواء عبر الوزراء أو جزء من الإدارة وقد نتج عن ذلك تأثيرات على المترشحين وحتى على عائلاتهم. وعن تدوينة ياسين إبراهيم واستباقها للهزيمة رد وليد صفر نحن مازلنا في مرحلة تسجيل القائمات وبالتالي فان الحديث عن الهزيمة خارج عن السياق رغم اعتقادنا الراسخ داخل الحزب او الاتحاد المدني بإمكانية الفوز وتحقيق نتائج محترمة رغم بعض الهزات التي دفعتنا لاستنكار ممارسات خلنا أنها ذهبت دون عودة. وبخصوص تخوفات آفاق تونس من انحرافات المسار الديمقراطي نتيجة «السلوكات» ومواصلته المشاركة في الانتخابات بدل الضغط بالتهديد بالانسحاب قال المتحدث»نحن لا نخسر بالانسحاب.. بل المشاركة وفضح التجاوزات والضغط عبر الإعلام.»