كانت جهة القصرين منذ اواخر 2012 مسرحا لأكبر العمليات الارهابية التي شهدتها بلادنا بعد الثورة بلغت حصيلتها عشرات الشهداء والجرحى من عسكريين وأمنيين ومدنيين، وذلك بحكم جغرافية الولاية التي تغلب عليها المرتفعات والسلاسل الجبلية ذات الكهوف والمغارات المتعددة والغابات الكثيفة والأودية السحيقة، ولذلك تقرر منذ سنة 2014 لما كان لطفي بن جدو وزيرا للداخلية تركيز عدد من «كاميرات» المراقبة لتغطية أهم مداخل مدينة القصرين والمفترقات القريبة من جبال الشعانبي والسلوم وسمامة المحيطة بالمدينة من ثلاث جهات أين ما تزال بعض المجموعات الارهابية متحصنة هناك الى حد الان لرصد تحركات عناصرها .. برجا مراقبة بأخطر مفترقين بعد الحادثة الإرهابية بمفترق بولعابة «التي وقعت خلال الليلة الفاصلة بين 17 و18 فيفري 2015 (اثر أيام قليلة من تسلم حكومة الحبيب الصيد مهامها) وتمثلت في مهاجمة مجموعة ارهابية تابعة لكتيبة عقبة بن نافع دورية للحرس الوطني متمركزة بمفترق قرية «بولعابة» على الطريق الوطنية عدد 17 الرابطة بين تالةوالقصرين وهو مفترق يقع تحت سفح جبل الشعانبي ولا يفصله عن جبل سمامة غير وادي الحطب، كانت حصيلتها سقوط أربعة أعوان شهداء والاستيلاء على أسلحتهم وترك جثثهم في سيارتهم الأمنية.. بعد هذه الحادثة قررت وزارة الداخلية تعزيز دورياتها بكل المفترقات ووضع حواجز لحماية أعوانها، وبالتنسيق مع وزارة التجهيز تم الاتفاق على تركيز «أبراج مراقبة» بأخطر مفترقات القصرين وتجهيزها ب»كاميرات» انطلقت أشغال اثنين منها منذ أشهر وأصبحت الآن جاهزة.. واحد بمفترق «بولعابة» المذكور بين جبلي الشعانبي وسمامة على الطريق الوطنية عدد 17 في المدخل الغربي للقصرين (يبعد عنها حوالي 8 كلم)، والثاني بالمفترق الذي يوجد بمنطقة «بوزقام» على الطريق الوطنية عدد 13 بين جبلي سمامة والسلوم (شرق مدينة القصرين بحوالي 5 كلم في اتجاه سبيطلة) وتم وضع البرجين على ذمة وحدات الحرس الوطني المتمركزة ليلا نهارا وعلى مدى 24 ساعة بالمفترقين لمراقبة كل الوافدين والمغادرين لمدينة القصرين من جهتيها الغربية في اتجاه تالة ومناطق الشمال الغربي والشرقية نحو سبيطلة ومنها إلى سوسة والقيروان والعاصمة ومدن الشمال وسيدي بوزيد وصفاقس وبقية مدن الجنوب ويبلغ علو كل برج حوالي 10 أمتار وتوجد في قمته غرفة مراقبة يتم الوصول اليها عن طريق مدارج داخلية بها نوافذ تطل على الاتجاهات الأربعة وأضواء كاشفة بما يسمح برصد أية تحركات إرهابية محتملة بكامل محيط المفترق ومن المنتظر أن تستكمل قريبا عملية تجهيز البرجين بكاميرات مراقبة. تركيز عدد من الكاميرات بالقصرين من جهة أخرى ولمكافحة الإرهاب والجريمة تشهد مدينة القصرين منذ فترة اشغالا لتركيز مجموعة من كاميرات المراقبة بأهم شوارع ومفترقات المدينة مزودة بأجهزة تصوير متطورة جدا تتميز بجودة عالية، تُرسل الصّور و»الفيديوهات» بصفة حينية إلى قاعات العمليات وتتولى تسجيل المعطيات على قواعد البيانات الخاصة بوزارة الداخلية فيتم تحليلها والرجوع إليها عند الحاجة واتخاذ الإجراءات السريعة عند وجود أي خطر.. وحسب ما عايناه فان الاماكن التي اوشكت فيها الاشغال على نهايتها هي مفترق شارعي الحبيب بورقيبة والحسين زروق بوسط المدينة مقابل مدخل حي النور.. والمفترق الدائري المؤدي من قلب المدينة (قرب مقر الهيئة المستقلة للانتخابات والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي) إلى حي الزهور.. وأمام محطة النقل البري بالقصرين.. والمفترق الدائري المقابل للمستشفى الجهوي بالمدخل الغربي للقصرين الذي يربط بين وسط المدينة والكاف شمالا وقفصة جنوبا.. كما علمنا ان هناك اماكن اخرى بالقصرين ستشهد ايضا تركيز عدد إضافي من «كاميرات» المراقبة.