لن آتي بالجديد عندما أؤكد أن لكل ميدان فرسانه وأبطاله. وميدان الإعلام بفروعه المختلفة لم يخل يوما من فرسان سجلوا حضورهم بأحرف من ذهب بفضل مواهبهم وما بذلوا من عرق وأرق وقلق.. ومع تعاقب السنين والأجيال تتغير ملامح الأبطال وتصبح ميادين الإعلام سهلة المنال ليؤمها معدومو الموهبة وقصار الخيال!.. تلك هي حال المشهد السمعي والبصري بعد أن غمرته موجة الابتذال والاستسهال! بين الغناء والإفتاء.. إدعاء! في ظل الانفلات الذي يعيشه الإعلام عندنا تسلل ثلاثة "فرسان" من بين عشرات إلى قناتي "الحوار التونسي" و"حنبعل" ليتصدروا واجهة أبطال هذا الزمن الرديء والذين سنأتي على فتوحاتهم العظيمة.. واحدا واحدا!! لقد حدثتكم في العدد الماضي عن دور المحامي الفاشل الذي اضطلع به كريم الغربي دفاعا عن قناته بأسلوب مضروب ولسان مسلوب.. واليوم جاء الدور على زميله فوزي بن قمرة الذي يطل علينا كل أسبوع عبر منوعة "أمور جدية" في جبة المفتي والشيخ الواعظ المحافظ! أعتقد أن فوزي لا يحتاج تقديما بصفته مطربا شعبيا له سجله الحافل بالنجاحات والمنجزات الراسخة في الأذهان.. ولئن أدخل تحويرا جذريا وإن ظاهريا على مسيرته من خلال تبنيه الإنشاد الديني.. فإنه حافظ على مكانته عند العامة.. لكن اللافت في حاضر "شيخ أمور جدية" هو إدارته الواضحة واجتهاده لإقناع المتابعين بصفته الجديدة التي لم يكن الجمهور على علم بها.. أي تبنيه الوعظ والإرشاد والإفتاء أيضا.. من البداية أقول إن لفوزي الحرية المطلقة في اختيار السبل التي يريد شرط أن يكون ذلك مبنيا على الاقتناع وقادرا على الإقناع. إن ما يقوم به في إطار قناة "الحوار" يثير العديد من التساؤلات والاحترازات التي لا تكفي مساحة اليوم للإتيان عليها عرضا وتفصيلا وتحليلا.. إلا أن الأمر يتطلب وقفة تأمل وإن بالحد الأدنى المطلوب! وأول ما يتبادر إلى الأذهان هو التساؤل عن سرّ اختياره لبرنامج "أمور جدية" الذي يعتمد الأسلوب الساخر حد التهريج والخروج عن النص بالتصريح والتلميح؟ ! هل فعل ذلك من باب البيداغوجيا التي تقول "علموا الأطفال وهم يلعبون" وحولها إلى "عظوا الكبار وهم يهرجون"! شخصيا لا أعتقد ذلك.. فلا بيداغوجيا ولا هم يتبدعجون.. بل هم يتدمغجون!.. فهو بحث فقط عن تسويق صورته الجديدة عبر برنامج يلاقي متابعة من الجمهور ويضم أسماء عديدة يستفيد من مخالطتها ومن الأضواء المسلطة عليها. أما نقطة الضعف الأهم فتتمثل في المداخلات وما تتسم به من ضعف في المبنى والمعنى.. وهو ما يعطي انطباعا بأن المتحدث يقوم بما هو فوق طاقته ومعارفه ومراجعه! وإذا أضفنا إلى ذلك خوضه في مواضيع لا علاقة لها بما يقدم في البرنامج على غرار "المساواة في الإرث" أو دعوة الفنانين والمبدعين الكبار إلى التخلّي عن النشاط "حتى لا يأخذوا وقتهم ووقت غيرهم" (حسب تعبيره)... فليبدأ بنفسه ليعطي المثال والقدرة! نصيحة إلى فوزي.. عليك أن تختار.. يا إما.. ويا إما. أما تلك الفصول المسرحية كالوقوف من دون سبب والخطابة والتظاهر بتسجيل بعض الخواطر والأفكار فهو غير ذات معنى وجدوى لأنها خارج الإطار. اختر.. الجبة الأميري أم الكسوة "السوري"؟! ألاعيب درويش.. درويش الذي أقصده هو شكيب القناة نفسها الذي سبق أن قلنا بشأنه ما يجب آملين عودة الوعي إلى لسانه ووجدانه ولكن يبدو أن "النافع ربي" ! هذا المحامي المتخلي عن بدلته حلت له العيشة في دفء "الحوار" وحلاوة الجوار والدينار فبنى بالقناة دار مقام حيث تزهو الأيام وتنمو الأحلام! لقد أكد عضو "الرباعي الراعي للحوار" وأحد عناصر الإسناد في "كلام الناس" أنه جاء لإنجاز مهمة خاصة تتمثل بالأساس في ضرب بعض القناعات التي تتضارب مع توجهات الجهات التي كلفته بتلك المهمة المفضوحة رغم التمويهات والمراوغات.. سجلنا في حلقات سابقة العديد من الشطحات في مداخلات شكيب الذي لم يستطع إخفاء ما يضمر في أكثر من مناسبة وخاصة حساسيته المفرطة تجاه الزعيم الحبيب بورقيبة! ورغم هذا سجلنا ذلك في باب الاختلاف الذي يثري الحوار ويدفع إلى مقارعة الأفكار أما أن يقتحم المعني باب الإيحاءات التي تتقصد المساس بالأشخاص وبكرامتهم مهما كانت أسماؤهم وأوضاعهم وانتسابهم فإنه يدخل نفقا ما أغنانا عن ولوجه رغم أنوفنا وبتدبير ممن يدعي الدفاع عن الأخلاق والمبادئ السامية. لقد جاء على لسانه بمناسبة التعرض في إحدى حلقات البرنامج إلى موقف المطربة أحلام من شمس الدين باشا مهددة بإدخاله السجل.. جاء ما يفيد بأن دخول شمس السجن سيفرح كل المساجين!. هذا الكلام ذو أوجه عديدة ومنها ما يدفع إلى صم الأذان وغض البصر عنه!... هكذا إذن يدافع "المحامي" عن ابن بلده بإيحاءات تستبطن التشويه والاعتداء على الكرامة والسمعة!.. ألاعيب شكيب باتت مفضوحة والعيب في من تركه بلا رقيب! بركاتك يا شيخ مصطفى! مصطفى الدلاجي تسلل بدوره وبتآمر من عبد الرزاق الشابي إلى قناة "حنبعل" حيث أصبح عنصرا قارا في منوعة الأحد ليحكم بأحكامه ويفرض أنغامه ويضرب بسهامه! لن أتحدث عن حزامه الدوار أو ألحاله الضاربة في تونس وخارج الديار.. مثل "بطية".. و"ماهأه" ولكن سأتوقف عند آخر بيضاته التي جاء بها بعد رحلة إلى ألمانيا حيث قال باختصار: إنه كتب ولحن وأدى أغنية سنة 1997 مفادها أنه "يطيح في من يعاديه"... بمعنى آخر انه "ولي صالح يدق" ! (والمقصودة هنا هي درة بشير). الشيخ مصطفى قادر كل يوم على تغيير الجبة ومن النقيض إلى النقيض يمضي بتشجيع "أقوى أقوى" من عبد الرزاق الذي فتح الأبواب أمام كل من هب ودب ليشبعوا العباد بوابل من الرداءة والسب. وتبركا بسيدي الشيخ تمت استضافة الدلاجي في "أمور جدية" في انتظار بناء زاوية الدلاجي لينفع ببركاته رزوقة من لف لفه! وقد لحق الطش نوفل وجماعته واسألوا بية! زقزقة شكرا قال صاحب العصفورة: كل ضيوف المنوعات التلفزية يصرون على شكر المذيع أو المذيعة والفرقة الموسيقية والمخرج والتقنيين وجمهور الأستوديو. قالت العصفورة: .. وينسون طبعا شكر المشاهدين على صبرهم الجميل والطويل رغم ما يلحقهم من مرجة وغصة بسبب ترهات ببوش بومصة..