حافظت تونس على مرتبتها ال97 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة، أدرجه صهيب خياطي مدير مكتب شمال إفريقيا لمنظمة مراسلون بلا حدود ضمن موجة التراجع العالمي التي تعيشها حرية التعبير والصحافة في مختلف دول العالم الديمقراطية منها والمستبدة. وأشار إلى أن الوضع العام للصحافة في تونس بدوره حمل خلال السنة الماضية عديد المؤشرات السلبية التي تكشف عن إرادة واضحة من قبل الحكومات المتعاقبة للتحكم في وسائل الإعلام ومضايقة الصحفيين الذين يتجرؤون على تناول مواضيع حساسة واستشهد في السياق بالتضييق الإداري والأمني الذي سجل على الصحفيين خلال تغطياتهم للتحركات الاحتجاجية والمظاهرات التي عرفتها البلاد خلال شهر ديسمبر 2017 وتواصلت خلال شهر جانفي 2018. من جانبه عبر النوري اللجمي رئيس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري عن تخوفه من فرضيات العودة للوراء بالحرية التعبير والصحافة عرفت انفتاحا وتعددية خلال السنوات السبع الأخيرة خاصة إذا ما ربطنا ذلك بمشروع القانون الخاص بالهيئة والذي سلمته الحكومة التونسية منذ شهر ديسمبر 2017 لمجلس نواب الشعب. واعتبر اللجمي انه قانون مخيب للآمال ولم يكن في مستوى الانتظارات وتنقصه الكثير من الضمانات فيما يتصل بالاستقلالية وصلاحيات الهيئة التعديلية المستقلة. واعتبرت فيرجيني دانجل، رئيسة التحرير بمنظمة مراسلون بلا حدود أن الصحفي مازال يتعرض في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط إلى ضغوطات عديدة وقيود كثيرة تمنعه من أداء دوره وضمان معلومة مستقلة ومتعددة وحرة معتبرة أن وضع حرية الصحافة في المنطقة هو الأسوأ. وأشارت في السياق إلى انه ولئن استقرت مرتبة تونس، فان ترتيب كل من المغرب (135) والجزائر ( 136) يواصل تراجعه في التصنيف العالمي لحرية الصحافة وذلك بفقدان كل منهما لمركزين مقارنة بالسنة الماضية لتأتي ليبيا في مؤخرة الترتيب (167) مسجلة تقدما خادعا يعود لتدهور الأوضاع في البلدان التي تحتل أسفل الترتيب. ورأت دانجل أن الصحافة وحرية التعبير يمران اليوم بالمرحلة الأحلك على الإطلاق فالتصنيف العالمي لمراسلين بلا حدود يبرز تصاعد الكراهية ضد الصحفيين حيث ارتفعت نسب رؤساء الدول المنتخبين ديمقراطيا والذين لا يعتبرون الصحافة ركيزة أساسية للديمقراطية وأشارت في نفس السياق الى ان خارطة الحريات قد طغت عليها الألوان المظلمة اين اتسعت مساحة السواد فيها على حساب بقية الألوان وخاصة منها الأصفر والأبيض (وضعية جيدة إلى حد ما أو وضعية جيدة لحرية الصحافة). وفي نسخة 2018 لوضع حرية الصحافة لمنظمة مراسلون بلا حدود، تبقى النرويج على رأس التصنيف للسنة الثانية تليها السويد وتراجعت في المقابل مرتبة فنلندا لفائدة هولندا (أصيبت دول الشمال بعدوى التدهور العام) وفي الطرف الآخر تحافظ كوريا الشمالية على المرتبة الأخيرة (180). وتعتمد منظمة مراسلون بلا حدود في تصنيفها 6 مقاييس هي مدى التعددية في وسائل الإعلام واستقلاليتها وبيئة العمل ومستويات الرقابة الذاتية فضلا عما يحيط بعملية إنتاج الأخبار من آليات داعمة مثل الأطر القانونية ومستوى الشفافية وجودة البنية التحتية.