الغرض من تنظيم هذه المبادرة هو تأكيد التوجه الاستراتيجي للمؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة لتكون فاعلا ثقافيا وشريكا عمليا في المشهد الثقافي وليست فقط مؤسسة ذات دور وأهداف قانونية فقط». هذا ما أكده يوسف بن إبراهيم مدير المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ل»الصباح» في حديثه عن المبادرة التي نظمتها هذه المؤسسة منذ يومين في إطار الاحتفال باليوم العالمي للحرية الفكرية الذي يتزامن مع يوم 26 أفريل من كل عام وهي تعد الأولى من نوعها في تاريخ هذه المؤسسة التي لا تزال تتحسس موقعها وتبحث عن توسيع ادوارها وتفعيل أهدافها بشكل أوسع وأنجع في تونس. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المؤسسة نظمت مساء أول أمس الأول بمدينة الثقافة، سهرة فنية احتفائية تكريمية شملت مجموعة من الفنانين والمبدعين في تونس من مختلف المجالات الفنية والقطاعات الثقافية وشمل هذا التكريم كل من الفنانة سلاف والشعراء الحبيب محنوش ونور الدين صمود وحسن المحنوش وعلي اللواتي إضافة إلى حمادي بن عثمان ونبيلة المزغني والفنان الهادي حبوبة والمخرج «المنصف البلدي والملحن عبد الرحمان العيادي كما تم تكريم في نفس المناسبة عدد من الطلبة المتميزين في الملتميديا ممن أنجزوا ومضات تحسيسية بأهمية الملكية الفكرية. واعتبر مدير عام المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة هذه السهرة كطريقة مثلى لتقريب أهداف هذه المؤسسة من المبدعين والناشطين في الحقل الثقافي ليكونوا على بيّنة من «المتعلقات» القانونية المعتمدة والتي يجب اتباعها في مختلف مراحل ومسالك الانتاج والإبداع الثقافي. لأن الهدف الذي تسعى له المؤسسة هو تحسيس أهل الحقل الثقافي بأهمية وضرورة الانخراط في المؤسسة ومدى أهمية التصريح بالمصنفات الفنية والثقافية لحمايتها. افتتحت السهرة الفنانة محرزية الطويل بمرافقة الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة محمد الأسود وغنت في وصلتها ثلاث أغان كتكريم لصاحباتها ممن أعطين الكثير للأغنية التونسية من خلال «إنت مرادي» لأمينة فاخت و»ياما قلبي يطير ويجنح» لسلاف و»ناديلي وناديك» لنبيهة كراولي. وكان نجم السهرة والمحتفى به الفنان الشعبي الهادي حبوبة العائد بعد غياب طويل بسبب أزمة صحية فاستقبله الجمهور بالتصفيق والتهليل فغنى «ناري عالزين يامة» و»إذا عطاك العاطي» ليكون الموعد في الشطر الختامي من السهرة الفنية مع الفنان محمد بن صالح الذي اختار من خلاله القائمون على السهرة تكريم كل من صابر الرباعي وعدنان الشواشي. وأكد يوسف بن إبراهيم أنه حاول من خلال لمسة الوفاء هذه تأكيد أن المؤسسة وبالموازاة مع دورها القانوني والتنظيمي قادرة على لعب أدوار أخرى تتمثل في نشر الثقافة الوطنية والمساهمة في تنشيط الفعل الثقافي بشكل عام على غرار ما هو معمول به في العالم في مؤسسات مماثلة. وأضاف في نفس السياق قائلا:»في الحقيقة حرصت على معرفة انطباعات وردود أفعال أغلب الحاضرين في هذه المناسبة خاصة منهم المعنيين بالشأن الإبداعي الثقافي في تونس وتأكدت من مدى نجاعة هذه المسألة كطريقة نافذة في مسار تفعيل أهداف المؤسسة والتعريف بدورها في الأوساط الثقافية والإبداعية في تونس». وبين أن الفترة القادمة ستشهد مبادرات من نفس القبيل لكن بطرق مختلفة عن السهرات والحفلات. وذكر أقرب موعد منها يتمثل في تنظيم ورشات ثقافية في مقر المؤسسة بإشراف مختصين في المجال على غرار ورشة الكتابة السردية.