أسبوع يفصل التونسيين عن استقبال شهر رمضان الذي يتميز فيه سلوك التونسي بثقافة استهلاكية تقوم على اللهفة وارتفاع نسق التبذير رغم أن 66 بالمائة من العائلات تقوم بإلقاء الأكل في القمامة خلال شهر رمضان وفقا لسبر آراء قام به المعهد الوطني للاستهلاك حول المواد الغذائية التي يكثر تبذيرها في رمضان أجراه في سنة 2017، علما وان إنفاق العائلات التونسية يسجل ارتفاعا بسنة 30 بالمائة خلال شهر رمضان مقارنة بالأشهر العادية. وتعمل المنظمات التي تعنى بترشيد الاستهلاك في تونس منذ فترة على تجذير ثقافة المقاطعة كسلاح للضغط على الاسعار الجنونية ولقطع الطريق أمام سياسة المضاربة والاحتكار التي ينتهجها العديد من التجار في استغلال واضح وصريح لغياب أو نقص واضح في الرقابة الاقتصادية. وتفيد توقعات لطفي المرايحي رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك ان اغلب المواد مرجحة للارتفاع بين 20 و30 بالمائة قبل حلول شهر رمضان. سليم سعد الله رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك اكد ل»الصباح «ان المنظمة انطلقت منذ أكثر من شهرين في وضع برنامج خاص بشهر رمضان بالتنسيق مع وزارة التجارة وتم عقد عديد الاجتماعات للتثبت من توفر مختلف المواد الاستهلاكية التي يرتفع الاقبال عليها في الشهر الكريم مثل البيض والحليب والماء. نقص بعض المواد وأفاد سعد الله انه تم تسجيل نقص في بعض المواد مثل اللحوم الحمراء التي ارتفعت أسعارها في الآونة الأخيرة ولهذا السبب قررت وزارة التجارة الترفيع في عدد حاويات التوريد لهذه المادة من حاويتين أسبوعيا الى 5 حاويات في الأسبوع الواحد وذلك قصد تعديل السوق مضيفا بان اللحوم البيضاء هي الأخرى شهدت ارتفاعا في الأسعار بعد ان تراوح سعر الكيلو غرام من لحم الدجاج بين 8.500د و9 دنانير وهو ما سيدفع بوزارة التجارة الى اللجوء الى توريد كميات من اللحوم البيضاء في حال تواصل ارتفاع الأسعار. وفي سياق تصريحه قال رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك انه سيتم تنظيم حملات مراقبة مشتركة مع وزارتي الصحة والتجارة للحرص على توفير كل المواد الاساسية لقطع الطريق امام المحتكرين. كما دعا سعد الله التونسيين الى القطع مع عادات استهلاكية متوارثة مثل اللهفة التي تدفع بالتجار الى استغلال المناسبات الاستهلاكية مثل الاعياد وفصل الصيف وشهر رمضان للترفيع بصفة غير قانونية في معظم المواد الاستهلاكية. وثمن رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك ثقافة «المقاطعة «التي بدأت تترسخ عند المستهلك التونسي مضيفا ان المنظمة ستوفر يوميا عبر العديد من وسائل الاعلام كل المعلومات التي يحتاجها المواطن قصد ترشيد ثقافته الاسهلاكية. ونذكر ان عديد المنظمات التي تعنى بترشيد الاستهلاك مثل منظمة الدفاع عن المستهلك والمنظمة التونسية لارشاد المستهلك والمعهد الوطني للاستهلاك سجلت نتائج ايجابية بعد ان دعت الى حملات مقاطعة الاولى لمادة «الزقوقو» خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والثانية بمناسبة راس السنة الميلادية وحملة مقاطعة «الدجاج» الذي ارتفع سعره بطريقة غير معقولة حيث وصل الكيلوغرام الواحد الى 15 دينارا. وادت حملة «المستهلك الفاعل» التي اطلقتها المنظمة التونسية لارشاد المستهلك الى مقاطعة 8 الاف عائلة تونسية للدجاج خلال رأس السنة الميلادية. وبمناسبة شهر رمضان ستطلق المنظمة في تطبيقة على الهواتف المحمولة لمساعدة المواطن على التوجه إلى نقاط البيع التي تتوفر فيها مواد استهلاكية بأسعار مقبولة. المراقبة.. وبخصوص برنامج المراقبة افاد عبد القادر التيمومي مدير الأبحاث الاقتصادية بوزارة التجارة انه بالنسبة لشهر رمضان تم ضبط برنامج منذ شهري فيفري ومارس الماضي. وذكر التميومي بأنه في رمضان يتم التركيز أساسا على مسالك البيع بالتفصيل مع وضع فرق مراقبة قارة خاصة باسواق الجملة ذات المصلحة الوطنية وبالاسواق البلدية. وحسب المتحدث فانه سيتم تشكيل فرق مشتركة مع الشرطة البلدية ومصالح الصحة والمراقبة البيطرية والامن تشتغل على مستوى الطرقات في مراقبة نقل المنتوجات او على مستوى المخازن. وافاد التيمومي انه سيتم تخصيص 160 فريق مراقبة اقتصادية يوميا خلال شهر رمضان يغطي المستوى الوطني لمراقبة شفافية المعاملات التجارية من اشهار الاسعار والفوترة.