تم أمس الخميس رسميا في القيروان بحضور وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين ومسؤولين بالوزارة وشخصيات ديبلوماسية الإعلان عن اختتام أشغال مشروع تهيئة متحف رقادة الأثري. وأكد الوزير في كلمته خلال حفل انتظم بالمناسبة أن تونس تسعى إلى إبراز قيمة التراث الإسلامي وأبعاده الحضارية والتاريخية والإنسانية، خاصة وأن تونس ستكون خلال سنة 2019 عاصمة للثقافة والتراث للعالم الإسلامي. يذكر أن قيمة الاعتمادات التي وظفت في مشروع إعادة تهيئة متحف رقادة الأثري قدرت ب146 ألف دولار وقد انطلقت الأشغال في أواخر شهر سبتمبر من سنة 2016 وذلك بمساهمة أمريكية وهو ما يفسر حضور سفير الولاياتالمتحدة حفل تدشين المتحف بعد انتهاء أشغال إعادة التهيئة. وتتمثل المساعدات الأمريكية في تهيئة المتحف خاصة وفق ما أعلنت عنه وزارة الثقافة في توفير: خزائن عرض لكل من قاعة المخطوطات وقاعة العملة مصحوبة بمحامل النصوص، وآلة مسح رقمية عصرية مصحوبة بأقراص صلبة وحاسوب للتخزين، وآلة شفط الرطوبة من المخطوطات، وآلة لصناعة عجين الورق المستعمل في ترميم المخطوطات. وتقع مدينة رقادة على بعد 10 كلم عن القيروان (الجنوب الشرقي) وهي مدينة عريقة أسسها الأغالبة وكانت لفترة عاصمة للحكم في افريقية قبل أن ينتقل إلى المهدية. ويمتد المنتزه الأثري برقادة على حوالي 20 هكتارا، شُيّد فيه في الستينات قصر رئاسيّ، حوّل فيما بعد إلى متحف ومركز للبحوث المختصّة في الحضارة الإسلامية بتونس. وقد خصصت قاعة المدخل بالمتحف للجامع الكبير بالقيروان، حيث يعرض نموذج خشبيّ، مع مقطع على مستوى المئذنة والصحن المحوريّ يتيح للزائر اكتشاف مختلف الخصائص المعمارية، وقبالة هذا النموذج توجد نسخة مصغّرة من محراب هذا الجامع أيضا. وتلي هذه القاعة قاعة الخزف التي تعرض فيها مجموعة هامّة من الأواني الفخّارية تعود إلى العهود الأغلبيّة ( القرن التاسع) والفاطميّة (القرن العاشر) والمتأتّية أساسا من موقعي رقّادة وصبرة (قرب القيروان). ثمّ تأتي قاعة النقود وفيها مجموعة هامّة جدّا من النقود التي تصوّر تاريخ إفريقيّة الاقتصادي على مدى أكثر من ستّة قرون. وتلفت قاعة القبّة الأنظار لجماليتها الخاصة ولدقّة زخارفها وتنميق زجاجيّاتها وإشرافها على المنتزه. وفي هذه القاعة تعرض قطع ثمينة من البلّور والرصاص والبرنز. وتحتوي قاعة المصاحف القرآنية على صحف من القرآن الكريم على الرقّ تتميز باختلاف أشكالها وأناقة خطوطها وتنوّع أساليبها وثراء منمنماتها، ممّا يجعل من هذه المجموعة كنزا لا يقدّر بثمن ومن المتحف إضافة هامة من شأنها حفظ جزء هام من تراث بلادنا الثري والمتنوع والتعريف به إلى جانب توفير مادة تاريخية هامة للمختصين وخاصة للباحثين في تاريخ الحضارة العربية الإسلامية بتونس.