باريس (وكالات) أعلن في العاصمة الفرنسية باريس أن الاطراف الأربعة الرئيسيين في النزاع الليبي والذين عقدوا أمس اجتماعا مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أعلنوا التزامهم بالعمل معا لتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في العاشر من ديسمبر المقبل. وجاء في «الاعلان السياسي في شأن ليبيا» الذي تمت تلاوته في نهاية اللقاء ان «القادة الليبيين يلتزمون بالعمل بشكل بناء مع الاممالمتحدة لتنظيم انتخابات سليمة وذات مصداقية». وقال الرئيس الفرنسي ان الاتفاق يمثل «خطوة رئيسية نحو المصالحة» في البلد الغارق في الفوضى منذ سقوط نظام القذافي في 2011. ووصف اللقاء الذي عقد في الاليزيه صباحا بانه «لقاء تاريخي تواكبه الأسرة الدولية بمجملها». وحدد الاعلان «إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في 10 ديسمبر 2018». واتفق الأطراف الأربعة على «قبول نتائج الانتخابات والتأكد من توفر الموارد المالية اللازمة والترتيبات الأمنية الصارمة». ووقع الاعلان رئيس حكومة الوحدة الوطنية فايز السراج ومنافسه الرجل القوي في شرق البلاد المشير خليفة حفتر ورئيس برلمان طبرق (شرق) عقيلة صالح عيسى، ورئيس مجلس الدولة ومقره طرابلس خالد المشري، وذلك بعد أربع ساعات من المباحثات. واتفق الفرقاء الليبيون على «الالتزام بتحسين الظروف العامة من اجل تنظيم الانتخابات الوطنية بشتى الوسائل الممكنة بما في ذلك نقل مقر مجلس النواب وفق ما ورد في الإعلان الدستوري وإلغاء الحكومة والمؤسسات الموازية تدريجيا وحث مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة على السعي فورا إلى توحيد البنك المركزي الليبي والمؤسسات الأخرى». وحض ماكرون الفرقاء الليبيين وممثلي القوى الاقليمية الأخرى على الموافقة على خريطة طريق سياسية لتحقيق الاستقرار في البلد الغني بالنفط. وعلى مدار السنوات الماضية فشلت جهود الوساطة التي قامت بها الأممالمتحدة وايطاليا في تحقيق الاستقرار في البلد الواقع في شمال افريقيا بعد ان سادته الفوضى في اعقاب الإطاحة بالدكتاتور الليبي معمر القذافي في العام 2011. واثناء الاستعداد لالتقاط صورة جماعية، طلب الرئيس الفرنسي من ضيوفه اعلان التزامهم شفهيا بالاتفاق ففعلوا. وقال ماكرون «إذا نحن نعمل على هذه الأرضية المشتركة. أحسنتم!» ماذا بعد؟ وحضر ممثلون من 20 دولة من بينها مصر والامارات العربية وقطر والكويت والسعودية وتركيا، بالإضافة إلى تونس والجزائر فعاليات الاجتماع. وقال دبلوماسي طلب عدم ذكر اسمه «سارت الأمور على ما يرام. وما بعد ذلك، يعتمد على تنفيذ» الاتفاق. ويشكك بعض الديبلوماسيين في قدرة البلد، الذي ينتشر فيه السلاح وتسيطر عليه تيارات سياسية متناحرة وفصائل مسلحة، على إجراء انتخابات. وسبق وأعلنت عدة دول من بينها إيطاليا، المستعمر السابق لليبيا، أن ليبيا بحاجة إلى الاتفاق على دستور جديد قبل إجراء انتخابات. وفي اعقاب صدور الإعلان السياسي أمس، شدد رئيس حكومة الوحدة الوطنية السراج على أنه «لا بد من قاعدة دستورية متينة لإجراء الانتخابات، وبالتالي قيام مجلس النواب بإعداد القوانين اللازمة ومنها قانون الانتخابات». ودعا السراج إلى «وقف الاقتتال في كافة انحاء البلاد»، كما دعا «كل الاطراف الحاضرة الى العمل على انجاح الاتفاق، معربا عن امله في ان يكون الاجتماع المقبل في ليبيا».