غيوم ملبدة تخيم على اجواء حزب مشروع تونس وذلك بعد التصريح الذي ادلى به الامين العام للحركة محسن مرزوق والذي عبر فيه عن استعداداته الكاملة لتجاوز أزمة الماضي والحواجز النفسية القديمة والجلوس مع كل الاطراف وطي صفحة الخلافات للخروج من الازمة الحالية. وقد اثر هذا الموقف على العلاقة الداخلية للكتلة وأعضاء من الحزب، حيث علمت «الصباح» ان موجة من الاستقالات سيعرفها الحزب في قادم الساعات والتي من المنتظر ان تشمل القيادات التاريخية للكتلة. وحسب ما توفر ل»الصباح» من معطيات فان الأيام القادمة ستشهد استقالات لشخصيات مؤثرة داخل الكتلة والحزب وذلك بسبب ما اعتبروه موقف الامين العام المخالف لتوجهات «مشروع تونس» بعدم العودة الى الوراء رافضين الحديث اصلا عن اَي تقاطع هيكلي او سياسي مع النداء الذي يعتبرونه سببا أساسيا في استفحال الازمة الحاصلة في البلاد. ويتأكد التحضير للاستقالات داخل مشروع تونس من خلال ما دونه مؤخرا الناشط السياسي رياض عزيز عندما أشار إلى أنه «يبدو ان احد اهم الكتل النيابية بالبرلمان ستفقد عددا من نوابها مما سيفقدها قوتها التأثيرية على مسرح الأحداث السياسية في بلادنا، فاستقالة احد المؤثرين في الكتلة سيحمل في تفاصيله استقالات اخرى». وظهرت الخلافات داخل المشروع بعد حديث عن لقاء جمع كلا من محسن مرزوق بالمدير التنفيذي للنداء، وبالرغم من إنكار مرزوق لهذا الاجتماع في تصريح ل»الصباح» فان ذلك لم يفلح بعد ان دون القيادي السابق بنداء تونس لزهر العكرمي ليكشف «إن الأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق طعن في الظهر الصادقين في أعضاء كتلة الحرة والقيادات الذين رفضوا هيمنة العائلة وكانوا زبدة نداء تونس لأن حافظ قائد السبسي وعده بحقيبة وزارة الخارجية.» وفي واقع الامر فان توسع دائرة الخلافات داخل المشروع ظهرت بشكل جلي بعد تعمد قياديين من الحزب تسريب تسجيل للامين العام محسن مرزوق جاء فيه «ان النداء مرتبط بوجود الباجي قائد السبسي، وان حافظ لا احد معترف به، فقط الانتهازيون وقطاع الطرق هم المحيطون به لإدراكهم ان أهميته تكمن اساسا من السلطة التي يستمدها من عند والده كرئيس للدولة». وأكد مرزوق «ان الباجي لن يترشح لانتخابات 2019, وان هذا الامر لن يكون محل نقاش وحديث الان بل سيقع تأجيله الى حين اقتراب الاستحقاق الانتخابي اكثر «موضحا في ذات السياق ان عدم ترشح الرئيس مستقبلا سيؤثر سلبا على نجله حافظ «اللي باش يمشي هباء منثورا»على حد تعبيره. كما كشف التسريب ان عددا من القيادات الجهوية من داخل نداء تونس على غرار القصرين وسوسة والقيروان بصدد التنسيق مع الامين العام للمشروع وذلك لإعداد قائمات انتخابية استعدادا للانتخابات التشريعية لسنة 2019. وبخصوص الانتخابات البلدية قال مرزوق ان كل القائمات الحزبية للنداء بالقيروان قد اتصلت به وعبرت له عن غضبها من اداء المدير التنفيذي وخاصة مع ارتفاع وتيرة الخلاف الحاصل بين حافظ قائد السبسي والقيادية بالنداء أنس الحطاب. واعتبر مرزوق ان «نصف النداء مطلوب للعدالة» مذكرا في هذا السياق بالأحكام القضائية ضد كل من القيادي الجديد للحزب برهان بسيس المحكوم بسنتين سجنا وكذلك الامر للقيادي سمير العبيدي «موضحا ان الحزب بات المكان الآمن «للقطعية».