لندن (وكالات) أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس أن «نظام بشار الأسد لم يعد بمأمن» من أي رد إسرائيلي، مضيفا إنه «إذا ما أطلق النار علينا فسندمر قواته... تم تبني مقاربة جديدة في إسرائيل». جاء ذلك في خطاب ألقاه في مؤتمر يقيمه معهد «Policy Exchange» في العاصمة البريطانية لندن بصورة متزامنة مع ما إيراد صحيفة «هآرتس» العبرية، أن جولة ناتنياهو الأوروبية «حققت هدفها»، وهو أن كلا من لندن وباريس وبرلين وتل أبيب «اتفقت على توحيد الجهود لإخراج القوات الإيرانية من سوريا» ونقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن ناتنياهو ىقوله إنه «خلال قتال الأسد في حربه الأهلية وضدّ داعش لم نتدخّل، إلا في تقديم مساعدات إنسانيّة. لكن، الآن، وبعد انتهاء الحرب والقضاء على داعش، فإنه يستقدم قوات إيرانية إلى الأراضي السورية، ويسهّل لها التمركز في سوريا لمهاجمة إسرائيل». وهدّد ناتنياهو قائلاً: «تتبنّى إسرائيل مقاربة جديدة على الأسد أن يفهمها، وهي أن إسرائيل لن تحتمل تمركزاً إيرانياً في سوريا... إذا هاجمنا الأسد فسنهاجمه، عليه التفكير بذلك ملياً». أمّا بشأن المباحثات الجارية بين موسكو وتل أبيب على مستوى خبراء عسكريين وضباط، أوضح ناتنياهو أنه أبلغ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن «لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها أمام إيران... إذا حرّكوا قواتهم تجاه حدودنا فسنتحرك». وأضاف أن «بوتين فهم أن إسرائيل ستتصرف كما كانت أية دولة أخرى ستتصرف حيال عدو يحاول القضاء عليها». جولة أوروبية... «لإخراج إيران من سوريا» «اتفقت كلٌ من إسرائيل وفرنسا وبريطانيا وألمانيا على أنه يتوجّب تركيز الجهود من أجل إخراج القوات الإيرانية المنتشرة في سوريا». هكذا علقت صحيفة «هآرتس» العبرية على ما حقّقته زيارة ناتنياهو إلى أوروبا، وفق ما نقلته عن مصادر سياسية رافقته في جولته. وفعلا، فما أن أنهى رئيس الوزراء الإسرائيلي جولته إلى أوروبا حتى صرّح أمام الصحافيين بأن «الهدف منها كان تفكيك الوجود الإيراني في سوريا والحصول على موقف دولي جامع لتحقيق ذلك». تصريح تطابق مع معلومات نقلتها مصادر سياسية إسرائيلية مرافقة له في جولته، إذ قالت إن «المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي اتفقوا مع ناتنياهو على أنه يتوجب العمل من أجل إخراج القوات الإيرانية من سوريا». وفي سياق ليس ببعيد عن هدف الجولة الأوروبية (إيران)، قالت الصحيفة إن «مسؤولين عسكريّين روس رفيعي المستوى، التقوا أول أمس في تل أبيب، نظراءهم في الجيش الإسرائيلي، وكذلك وزير الحرب أفيغدور ليبرمان، لبحث التطورات في سوريا». أمّا الاتفاق الثاني الذي توصلت إليه الأطراف الأوروبية مع إسرائيل فهو، بحسب «هآرتس»، «رفع طلب إلى الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة لتفحص الأخيرة الأرشيف النووي الإيراني»، في إشارة إلى ما سرقه جهاز العمليات الإسرائيلية الخارجية الخاصة (الموساد)، وعرض ناتنياهو جزءاً منه في خطاب متلفز عُرف ب«الخطاب النووي». وضمن هذا الإطار، تحدثت المصادر عن أن ناتنياهو قال أمام مسؤولي الدول الأوروبية التي زارها، إن «الاتفاق النووي مع إيران سينهار عاجلاً أم آجلاً، بسبب العقوبات الاقتصادية التي ستفرضها واشنطن». أمّا ما قد يترتب على انهيار الاتفاق، فقد أشار ناتنياهو إلى أن «هذا الأمر نوقش خلال المحادثات. والهدف هو أن تلغي إيران برنامجها النووي المعد للأغراض العسكرية... لا يوجد أي سبب ليكون لديها برنامج نووي عسكري». ولوّح، مهدداً أنه «في حال سعت طهران لامتلاك القنبلة النووية، فإن إسرائيل ستعمل على عرقلة ذلك». غزة و«حماس» والجولان في سياق آخر، ناقشت محادثات ناتنياهو والزعماء الأوروبيين، الأوضاع في قطاع غزة. وقال ناتنياهو إن «لدى تل أبيب مطلب استعادة الأسرى الجنود لدى حركة حماس، قبل كل شيء». وعن تخفيف الحصار، قال ناتنياهو إن «الموضوع بيد حماس ورئيس السلطة محمود عباس، الذي يخنق غزة»، متجاهلاً كون الحصار المفروض منذ 11 سنة هو حصار إسرائيلي قبل كل شيء. أمّا بشأن ما تردّد بشأن مساعٍ يبذلها أعضاء في الكونغرس الأميركي تهدف للاعتراف الأُحادي بالجولان السوري المحتل كجزء من إسرائيل، على غرار الاعتراف بالقدس «عاصمة لإسرائيل»؛ أكد ناتنياهو أن «الجولان سيبقى جزءاً لا يتجزّأ من إسرائيل، ويجب الاعتراف بالسيادة العلمية عليه من قبل العالم». السلطة الفلسطينية اعتبرته عارا في وجه أمريكا: إعدام إسرائيلي بدم بارد لشاب فلسطيني شمال رام الله رام الله (وكالات) أعدم جيش الاحتلال الإسرائيلي، بدم بارد أول أمس، شاباً فلسطينياً، وشن حملات اعتقال في عدد من المناطق الفلسطينية. واستشهد الشاب عز عبد الحفيظ التميمي (21 عاماً)، بعد إطلاق النارعليه وإصابته بجروح حرجة، خلال مواجهات اندلعت في قرية النبي صالح شمال رام الله. وكان جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص الحي على الشاب من مسافة أقل من مترين، وأصابوه بثلاث رصاصات في الرقبة، ومنعوا أهالي القرية من تقديم العلاج له أو نقله بسيارة إسعاف، واعتدى الجنود على كل من حاول مساعدته، وأخذوه معهم في الجيب العسكري، حتى أعلن عن استشهاده متأثّراً بجروحه التي لم يسمح الاحتلال بعلاجها. واعتبرت وزارة الإعلام الفلسطينية، جريمة قتل الشاب التميمي، فصلاً دموياً جديداً، يضاف إلى سجل الاحتلال الحافل بالإرهاب والعدوان واستباحة الدم الفلسطيني. وأكدت الوزارة أن إعدام التميمي بدم بارد، وبثلاث رصاصات من مسافة قصيرة، يثبت مدى حاجة أبناء الشعب لتوفير الحماية الدولية من آلة الحرب الإسرائيلية، ولمحاسبة القتلة، وكل الواقفين خلفهم. يشار إلى أن قوات الاحتلال تطارد الشاب التميمي، وحاولت اعتقاله أكثر من مرة. كما أصيب مواطن آخر بالرصاص الحي في المواجهات. المحرر سائد عماد محمد الصليبي (22 عاماً)، ومحسن محمد محسن زعاقيق (17 عاماً)، وسمير أسامة حسن عرار (19 عاماً)، وهو طالب جامعي. وأضاف عوض أنه، وقبل انسحاب قوات الاحتلال، وقعت مواجهات، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز، ما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق، عولجوا ميدانياً. وفي سياق متصل، أفاد عوض بأن قوات الاحتلال سحبت تصاريح عمل من عدد من أهالي من بيت أمّر من عائلة الصبارنة، التي ينتمي إليها الشهيد رامي صبارنة، والذي ما زال جثمانه محتجزاً لدى قوات الاحتلال منذ السبت الماضي. الخارجية الفلسطينية: جريمة إعدام التميمى وصمة عار فى جبين أمريكا من قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إن الجريمة الوحشية التى أقدمت عليها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بإعدام الشاب عز الدين التميمى (21 عاما) من قرية النبى صالح فى رام الله، بإطلاق النار عليه من مسافة قريبة وتركه ينزف، وصمة عار فى جبين أمريكا، التى تواصل تعطيل صدور قرار عن مجلس الأمن لتوفير الحماية الدولية لشعبنا. وأكدت الخارجية فى بيان صحفى الخميس، أن عدم محاسبة سلطات الاحتلال الإسرائيلى على جرائمها وانتهاكاتها والصمت الدولى عليها، يُشجعها على مواصلة ارتكاب المزيد من الجرائم بحق شعبنا وأرض وطنه.وشددت على أن هذه الجريمة الوحشية تعكس بوضوح العقلية الإجرامية الإرهابية، التى تسيطر على مفاصل الحكم فى إسرائيل، وهى ترجمة فورية ميدانية للتعليمات الصادرة عن المستوى السياسى والعسكرى فى إسرائيل لجنود الاحتلال، التى تمنحهم الضوء الأخضر لإعدام أى فلسطينى وفقاً لتقديرات هؤلاء الجنود ومزاجهم وعنصريتهم. وأشارت إلى أن هذه الجريمة هى نتيجة للمناخات التى أوجدتها عديد القوانين العنصرية، التى أقرها الكنيست الإسرائيلية، للتحريض على استباحة الفلسطينى وأرضه وحياته، بما فى ذلك القوانين التى تصادر حرية الصحافة وتنكل بها وتمنعها من تغطية وتوثيق جرائم قوات الاحتلال.