سيتم خلال السنة الدراسية القادمة 2018 - 2019 اعتماد نظام التقييم الثلاثي بالنسبة لمختلف مراحل التعليم: الابتدائية والإعدادية والثانوية بعد أن أثبتت التقييمات والدراسات فشل النظام السداسي. هذا ما أعلن عنه صباح أمس وزير التربية حاتم بن سالم خلال ندوة صحفية عقدتها الوزارة بمقرها لتسليط الضوء على نتائج الامتحانات الوطنية مثمنا في هذا الاتجاه الاتفاق الحاصل مع نقابتي التعليم الأساسي والثانوي والذي يندرج في إطار التغيير الاستراتيجي في قطاع التربية. وفي معرض حديثة عن المستجدات التي سترافق السنة الدراسية القادمة أورد الوزير أنه بعد نجاح تجربة نقل مواضيع الامتحانات التطبيقية بصفة الكترونية بنسبة مائة بالمائة، سيتم اعتماد نظام التسجيل عن بعد سواء عبر الهاتف الجوال أو عن طريق الانترنات بالنسبة لتلاميذ المرحلتين الإعدادية والثانوية فضلا عن الاستغناء عن مضامين الولادة والظروف والطوابع البريدية» على ان يتم بداية من السنة القادمة إرسال بطاقات الأعداد عن طريق البريد مباشرة إلى الولي. كما أورد الوزير أن الجهود أفضت إلى التوصّل إلى توحيد جداول الأوقات التي سيتلقاها التلميذ عبر إرسالية قصيرة أو عبر البريد الإلكتروني. ومن المستجدات الأخرى التي أعلن عنها بن سالم بخصوص السنة الدراسية القادمة، فسيتم فيما يتعلق بالمرحلة الابتدائية التخفيض في ساعات التدريس واعتماد يوم سبت ضمن العطلة الأسبوعية على أن يخصص هذا اليوم للأنشطة الثقافية والرياضية خلال الفترة الصباحية فضلا عن مراجعة البرامج المدرسية تدريجيا في إطار التخفيف منها. وفي محاولة منه لإعادة «الاعتبار» لشعبة الآداب داخل المعاهد النموذجية أعلن الوزير أنه سيتم بداية من السنة القادمة تعميم شعبة الآداب بمختلف المعاهد النموذجية بالبلاد لاسيما أن غالبية الشعب التي يلتحق بها تلاميذ المعاهد النموذجية هي شعب علمية. تراجع للنتائج وفي تعرّضه لمختلف نتائج الامتحانات الوطنية: «الباكالوريا» والنوفيام والسيزيام»، لم يخف وزير التربية استياءه من مسالة تراجع نتائج الامتحانات قائلا في هذا الإطار: «من غير المعقول ألا ينجح ما يقارب 59 بالمائة من المترشحيين لاجتياز امتحان الباكالوريا» موضّحا في الإطار نفسه أن هذا التراجع على مستوى نتائج الامتحانات ليس وليد هذه السنة وإنما هو تراجع تمت ملاحظته خلال السنوات الأخيرة غير أن سنة 2018 كانت فعليا السنة التي ثبٌت فيها هذا التراجع على حد تشخيصه. واعتبر الوزير في هذا الإطار أن الوزارة ليست مستعدة للمواصلة في هذا النّسق من النّسب التي تهم بعدم النجاح مؤكدا وجوب القيام بعملية تقييم تكون حقيقية وموضوعية . من جانب آخر تعرض وزير التربية خلال هذا اللقاء إلى المحّطتين التقييميتين الاختياريتين «النوفيام» والسيزيام مٌستعرضا في هذا الإطار بعض الأرقام على غرار تسجيل 150 ألف تلميذ في مناظرة السّيزيام في حين لم يتقدم للامتحان سوى 50 ألف تلميذ مٌوضحا في هذا السياق ان نسبة التلاميذ الذين لم يتحصلوا على 10 من 20 في المواد الأساسية (في مناظرتي النوفيام والسيزيام) تتراوح بين 57 و60 بالمائة. وهو ما يفضي إلى وجود مشكل هيكلي على حد تشخيصه. واعتبر الوزير أن هذه الأرقام والنسب لا تتعلق بهذه السنة فقط ومن هذا المنطلق لابد من القيام بعمليتي مراجعة وتقيم قائلا: «اقترحت على رئيس الحكومة تقييم هذه النتائج»، مضيفا من جانب آخر أن تجربة المعاهد والاعداديات النموذجية تحتاج بدورها إلى التقييم في ظل تسجيل حالات لتلاميذ في النموذجي لم ينجحوا خلال الدورة الرئيسية. وشدد وزير التربية انه لن يتم مطلقا النزول تحت معدل 15 من 20 في قبول التلاميذ للدخول للاعداديات والمعاهد النموذجية، رغم ان عدد المؤهلين يقل ب50 بالمائة عن المقاعد المخصصة بهذه المؤسسات. مشددا على أنه سيقع العمل بالمنشور المخصص للغرض قائلا: «رغم كل الضغوطات التي نتعرض لها لن نقبل تحت أي ظرف باتخاذ إجراء يتعارض مع المناشير المتعلقة بالالتحاق بالاعداديات والمعاهد النموذجية كما انه لا تراجع عن تطبيق القانون». من جهة أخرى تولى مدير عام الامتحانات الوطنية بوزارة التربية عمر الولباني خلال هذا اللقاء تقديم عرض مفصل لأبرز نتائج الامتحانات الوطنية. وقد استهل الولباني عرضه بامتحان الباكالوريا مؤكدا وجود استقرار على مستوى النسبة المسجلة مقارنة بالسنة الماضية فضلا عن تسجيل تحسن طفيف في عدد الناجحين هذه السنة والذي قدر ب4.10 بالمائة بعد ان كان السنة الماضية في حدود 3.2 بالمائة. من جانب آخر تعرض الولباني خلال مداخلته إلى حالات الغش هذه السنة والتي قدر عددها إجمالا ب971 حالة، 674 منها خلال الدورة الرئيسية، مشيرا في هذا الإطار إلى أن شعبة الاقتصاد والتصرف احتلت المرتبة الأولى من حيث ارتفاع حالات الغش تليها شعبة علوم التقنية ب199 حالة غش فشعبة الآداب. خمس مندوبيات تحتل «الصدارة» في عدد حالات الغش كما كشف الولباني أن خمس مندوبيات جهوية احتلت المراكز الأولى من حيث ارتفاع عدد حالات الغش وتتوزع كالآتي: القصرين: 185 حالة سيدي بوزيد: 91 حالة قفصة: 83 حالة القيروان: 59 حالة وتونس 2: 55 حالة وبخصوص حالات الغش والجدل الذي رافقها أكد وزير التربية انه سيتم قريبا الإعلان عن نتائج البت في الملفات مشيرا إلى أن الحسم من المؤكد سيكون قبل العودة المدرسية القادمة. سنة دراسية لمكافحة العنف والتطرف تجدر الإشارة إلى أن اللقاء استهل بالوقوف دقيقة صمت ترحما على شهدائنا البررة من الحرس الوطني. وثمّن بن سالم في هذا الإطار جهود قواتنا الأمنية والجيش الوطني بما أنهم يمثلون حلقة من الحلقات الأساسية في نجاح الامتحانات الوطنية. مشيرا في السياق ذاته إلى أن المنظومة التربوية مطالبة بالتّحسيس ضد كل مظاهر التطرف والعنف التي لامسناها في بعض المؤسسات التربوية قائلا :»سنسخّر السنة الدراسية القادمة كسنة لمكافحة مظاهر العنف والتطرف داخل المؤسسات التربوية».