حادثة غريبة وعجيبة ويصعب أن يدركها ويصدقها العقل البشري وتتمثل في اختفاء مواطن أصيل ولاية توزر في ظروف غامضة منذ ما يقارب عن الأربع سنوات ورغم المحاولات المتكررة لجميع أفراد عائلته وأقاربه وأصدقائه منذ تاريخ اختفاءه في السعي لمعرفة مصيره المجهول إلا أن كل المساعي ذهبت سدى حيث لم يتمكنوا من الحصول على أي معطى أو معلومة يتحدد بها مصيره الذي ظل مجهولا ويطمئن بها بال عائلته وكل من عرفه بالجريد التونسي. عن هذه الحادثة الغريبة حدثنا أحد أصدقائه المقربين قائلا «أن هذا المواطن يدعى فؤاد بن محمد علي بن يوسف من مواليد 28 نوفمبر 1955 قبل اختفائه بأيام قليلة تعرض للاعتداء من قبل الوحدات الأمنية بالجهة وهو أمر موثق من خلال محضر في الغرض وكذلك شهادة طبية تثبت الاعتداء مما جعله يدخل في حالة من الانهيار العصبي وبعد أسبوع من عملية الاعتداء اختفى عن الأنظار ليظل مصيره مجهولا إلى حد هذه اللحظة. إلى ذلك كان ل»الصباح» اتصال بزوجته وتدعى ثريا التي تحدثت عن ظروف اختفاء زوجها بكل حرقة وألم وحزن منذ ما يقارب عن الثلاث سنوات تحديدا في 15 ديسمبر 2015 فقالت بأن زوجها كان يشكو من مرض عصبي وقد كان يتناول للغرض بعض الأدوية التي وصفها له الطبيب المعالج له، وقبل اختفائه بأسبوع توجه إلى مركز الأمن بالجهة أين تم الاعتداء عليه في أنحاء متعددة من جسده مما خلف له بعض الأضرار ورغم ما حصل له فانه تجاوز تلك الحادثة وعاد إلى سالف نشاطه. وعن ظروف اختفاءه تحدثت إلينا ثريا قائلة أنه «ليلة اختفائه عاد للمنزل بعد أن جلب معه بعض الحاجيات والمستلزمات وبعد قضائهم لسهرة بمعية بناته الثلاث خلدوا جميعا للنوم لتتفاجأ باختفائه وعدم وجوده بالمنزل عندما نهضت لأداء صلاة الفجر فبحثت عنه بكافة أرجائه ثم بمنزل والدته التي كانت تقطن على مقربة منهم فلم تجده ثم تولت إعلام الوحدات الأمنية بالجهة وكذلك مراسلة وكالة الجمهورية حيث تولوا البحث عنه في كل المستشفيات والمراكز الأمنية ودور المسنين دون أن يعثروا له على أي أثر مما بعث في أنفسهم الحيرة والقلق على مصيره. وناشدت محدثتنا و كافة أفراد العائلة المتكونة من بناته الثلاثة (وهن من مواليد 1985 و1986 و1998) ووالدته وبقية أفرادها السلطات المعنية بالتدخل للبحث عنه وإيجاده ومعرفة مصيره وفي صورة وفاته إعلامهم كي يطمئن بالهم سواء ما زال حيا أو قد وافاه الأجل المحتوم خاصة وأنهم لم يتركوا مكانا للبحث عنه.