كانت سهرة الفنانة "صوفية صادق" على ركح مسرح الهواء الطلق لمدينة برقو ليلة الخميس 17 أوت ضمن فعاليات الدورة الرابعة والعشرين للمهرجان، علامة فارقة فى الطرب والغناء والتى سجلت من خلالها هذه النجمة عودتها إلى المسارح على الرغم من تأكيدها خلال ندوتها الصحفية الاخيرة أنها لم تبتعد لتعود، وأنها تلقت اقتراحات متتابعة للغناء لكنها أجلت الأمر لأن الوضع العام في البلد لم يكن يسمح بالغناء وأنها بمشاركتها هذا العام قد اختارت التوقيت المناسب للعودة إلى الساحة الفنية بعد 7 سنوات من الغياب الاختياري عن السّاحة الفنيّة بحيث نزلت بكل ثقلها لتغني بحفلة شهدت إقبالاً كبيراً من قبل الجمهور، وأدّت صوفية أغانيها القديمة والجديدة، كما غنّت مقتطفات من أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم مشفوعة باغان وطنيّة على غرار"أرضي وعرضي" وقد استهلّت بها الحفل. وكعادتها حرصت صوفية صادق على أناقتها وإطلالتها كما حرصت على الاستجابة لطلبات الحاضرين وألهبت الجمهور بأغنياتها ذات الايقاع الشبابي كما هو معرف عنها من الفلكلور الجزائري "يا بنيّة العرجون" التي رقص على أنغامها جمهور مسرح برقو وهكذا سجلت صوفية صادق عودة قوية بعد غياب طويل واثبتت انه بامكانها جلب جمهور غفير الذي كان طيلة السهرة يتمايل طرباً ورقصاً. جميلة وأنيقة كعادتها... مثلما تستعد موسيقيا، لا تغفل إطلالتها احتراما لجمهورها الذي اشتاق إليها وتدافع من أجل حضور سهرتها ضمن الدورة الرابعة والعشرون بمسرح الهواء الطلق لمدينة برقو". صوفية صادق" التي لم تعرف سوى النجاح على مدى مسيرتها، عادت إلى الفن الذي تعرفه جيدا، ووجدت في انتظارها كالعادة جمهورا تدافع لحضور سهرتها والاستمتاع بصوتها وأغانيها، ومثلما اشتاق هو إليها، اشتاقت "صوفية" لجمهورها، واستعدت جيدا للقائه.. كانت في أجمل حالاتها ترافقها كالعادة فرقة موسيقية كبيرة العدد تضم خيرة العازفين في تونس بقيادة "نبيل زميط". عادات كثيرة لم تتخل عنها النجمة "صوفية صادق" في سهرتها وهي الاستعداد الموسيقي الجيد، إعداد برنامج غنائي كبير ودسم حتى تكون جاهزة لأي اقتراح من جمهورها، الحرص على الظهور في شكل أنيق، فهي أكثر الفنانات أناقة وكانت ليلة الخميس ببرقو ليلة مشرقة وجميلة، أطلت متهادية في ثوب أنيق، تخطو بتأن في اتجاه جمهورها وتلوح له بيديها قبل أن تفتتح سهرتها بأغنيتين وطنيتين "استيقظي يا أمتي" و"تونس بلد النصر". كانت "صوفية صادق" راقية في حضورها، تغني بإقناع، وكانت تدرك أن الجمهور الذي اشتاق إليها وكان وفيا لها وانتظر بشغف عودتها إلى الفن يستحق أن يضبط هو إيقاع السهرة وهو ما اعترفت به للإعلام مباشرة بعد عرضها قائلة إن أغانيها تسمح لها بتأمين خمس سهرات وأكثر وأنها أعدت برنامجا دسما وواسعا ولكنها تركت نفسها لاقتراحات الجمهور، تغني له بمتعة ما يريد، والجمهور كان يريد الكثير الذي حاولت "صوفية صادق" اختصاره في ساعتين غنت خلالهما أربعة أغان جديدة، وعدد آخر من الأغاني التي جاءت في شكل اقتراحات ملحة من محبيها من بينها "حرام عليك"، "تدلل"، "يهبل"، "راني حرت معاه"، "عامل في"، "برة عمل على روحك"، وغنت أيضا بشكل مذهل "تعا ننسى" لملحم بركات، و"بعيد عنك" لأم كلثوم، واهتزت المدارج مع الإيقاعات التونسية بآدائها لكوكتال تونسي يضم عددا من الأغاني من بينها "عشيري الأول"، "أمان أمان يا ألماني"، "خالي بدلني"، "يامة لعوينة الزرقاء"، وغيرها من الأغاني التي تحكمت من خلالها في إيقاع سهرتها، غنت الطربي الذي يحبه الجمهور بصوتها، وغنت أيضا التونسي بطلب من هذا الجمهور.