لا شك أن قانون الاحتراف في الرياضة عامة يجيز لكل رياضي أن يتنقل من فريق إلى آخر... وأن الاحتراف في حد ذاته يقطع مع عقلية الهواية إلا في كرتنا.. فما حدث مع الحارس أيمن المثلوثي يقيم الدليل على ذلك، إذ أن الحارس المذكور امضى عقدا لفائدة النادي الافريقي وكان متواجدا طيلة فترة التحضيرات وشارك في المباراة الأولى من البطولة ثم فجأة انقطع عن التمارين لأنه التحق بعائلته التي تبين أنها تدفع ثمن احتراف ابنها في فريقه الأم... الظاهرة ليست بالجديدة، فقد حصل سابقا مع نبيل معلول عندما التحق بالنادي الافريقي، وحصل ضغط كبير عليه لكن معلول كان قويا وتجاوز الصعوبات نفس الموقف يعيشه مجدي تراوي الذي لا يلقى الترحاب في سوسة ولا أيضا في فريقه الأم النجم الساحلي لأنه لعب في الترجي كما أنه واصل كمسؤول في نفس الفريق.. وقبله أحمد الحامي الذي جاء من النادي الصفاقسي إلى النجم الساحلي ثم إلى الترجي.. عدة لاعبين تنقلوا بين الأندية الكبرى اصبحوا مرفوضين في فرقهم الأصلية، فأسامة الدراجي مثلا اصبح مرفوضا في الترجي بعد أن اصبح أحد أبرز لاعبي الإفريقي، وها أن الدور جاء على الحارس البلبولي الذي تتعرض عائلته لضغط شديد.. وهرسلة مما اضطره إلى الانقطاع عن التمارين مع الإفريقي، فما حدث مع عائلته لا يمكن الحديث عنه لكن المؤكد أن البلبولي لم يعد بمقدوره المواصلة في حديقة منير القبايلي حتى لو كلفه الأمر اعتزال اللعب.. فحتى الإفريقي سافر أمس إلى مصر بدونه. ما حدث مع البلبولي وعائلته لا يمكن تفسيره إلا بقمة التعصب وبالنعرات التي خلنا أنها قد رحلت، فالاحتراف مخالف تماما لعقلية الهواية، لكن ما تعيشه كرتنا اليوم هو الاحتراف بعقلية الهواية، أي أنه بقي مجرد ديكور ومجسد فقط في عقود اللاعبين والمدربين وبالنسبة إلى المشجعين والأحباء غير معترف به، وإلا بم يمكن تفسير التعدي على عائلة لاعب وهرسلتها لمجرد أنه انتقل للعب في فريق آخر؟.. ومتى ستتوقف هذه الفوضى؟.. مهما يمكن العقلية «مصرة» على عدم التغيير.. والمحب في تعصبه يغرق وكرتنا في النهاية، هي الضحية، ويكفي التذكير بأن ما حدث مع الحارس البلبولي أدى إلى إلغاء دعوته في المنتخب، في الوقت الذي يحتاج فيه النسور لكل لاعبي الخبرة في رحلة تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2019...