تدارس ممثلو اللجنة الوطنية الدائمة لتفادي الكوارث وتنظيم النجدة أمس بمقر وزارة الداخلية استعدادات مختلف الأطراف المعنية بمجابهة الفيضانات خلال موسم الخريف والشتاء وذلك بعد تقييم تدخلات موسم الصيف. ونبهوا خاصة من مخاطر ظاهرة البناء الفوضوي فوق مجاري الأنهار وطالبوا بالتصدي للمخالفين وبالحيلولة دون القاء فضلات البناء والأتربة في الأودية. المدير العام للديوان الوطني للحماية المدنية قدم تقييما لتدخلات الموسم الصيفي كما أشار خلال هذا اللقاء الذي دام أكثر من ثلاث ساعات وحضره ممثلون عن وزارات الداخلية والصحة والشؤون المحلية والبيئة والدفاع الوطني والفلاحة والموارد المائية والصيد البحري والشؤون الاجتماعية والصناعة والطاقة الى جانب ممثلين عن المعهد الوطني للرصد الجوي، الى انجاز دراسة خاصة بالفيضانات التي جدت مؤخرا في بنزرت بسبب تساقط امطار غزيرة خلال الصائفة وقال انه تم اتخاذ حلول عاجلة كانت ناجعة من قبيل هدم جدران شيدت بصفة عشوائية. وقدم المدير العام للمعهد الوطني للرصد الجوي لمحة عن تطور الحالة الجوية خلال الاشهر القادمة وقال انها تتميز بالسحب الرعدية العنيفة لذلك فإن الاحتياط واجب وبين ان المعهد لديه مشروعا هاما يتمثل في وضع رادار يمكن من اعطاء فكرة عن كميات الامطار المتوقعة والمكان الذي ستنزل فيه ودعا الى تشريك ممثلين عن المعهد في اللجان الجهوية لمجابهة الكوارث. أما ممثل وزارة الصحة الدكتور نوفل السمراني فتحدث عن الصعوبات التي تنجر عن تهاطل الامطار واهمها استحالة وصول المرضى واعوان الصحة للهياكل الصحية وتعكر حالة حاملي الامراض المزمنة خاصة امراض الكلى وبروز امراض ناتجة عن انخفاض درجات الحرارة الى جانب تفشي الاوبئة، وللتوقي من المخاطر قال انه تم توزيع 14 سيارة اسعاف في جندوبة وسليانة والكاف والقصرين وفي ولايات الجنوب وتم ارسال مخزون احتياطي من الادوية والمستلزمات الطبية ومن الاكسجين والوقود وتفقد وصيانة نظام التدفئة بالهياكل الصحية وتحيين قائمة مرضى القصور الكلوي. اما خارج الوحدات الصحية فيقع على حد قوله تركيز وحدات طبية متقدمة في المناطق المتضررة وزيارة مراكز ايواء المتضررين وزيارة المتضررين والتدخل على عين المكان وتوزيع كميات من مادة الجافال عليهم وارساء نظام ترصد الامراض السارية. واضاف السمراني أنه على خلفة اشاعة انتشار مرض الكوليرا تم تشديد المراقبة الصحية وتكثيف متابعة حالة المياه. الطرقات والمسالك أشار ممثل وزارة التجهيز والاسكان الى ان الوزارة قامت بتعهد الطرقات والمسالك الفلاحية وبجهر وتنظيف مجاري الاودية واصلاح منشآت مائية وصيانة أخرى وتدعيم سعتها. واضاف ان تدخلات الوزارة متواصلة وتم تفقد آلات ازالة الثلوج، أما ممثل الديوان الوطني للتطهير فبين انه تم جهر الاودية والتدخل في الاماكن المنخفضة التي تتجمع فيها مياه الامطار والتخفيض في منسوب المياه في سبختي السيجومي واريانة، وقال انه تم تكليف فريق تدخل يعمل 24 ساعة على 24 ساعة. وأشار ممثل وزارة الشؤون الاجتماعية الى ان الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي المعني بتوفير مواد غذائية واغطية لضحايا الكوارث وأنه عمل على تحيين المخزون الاستراتيجي على المستوى الجهوي وبالمستودعات المركزية كما تم الانطلاق في تهيئة مستودع فرعي في عين دراهم لتلافي اشكاليات تزويد المتساكنين بالمواد الغذائية والاغطية عند تساقط الثلوج. أما ممثل جيش الطيران فقال إنه تم اعداد المروحيات والطائرات الخفيفة لكي تحلق فوق المناطق التي تحصل فيها كوارث بما يساعد على اتخاذ القرارات الصائبة وذكر ممثل جيش البر ان جيش البر على أهبة الاستعداد لاتخاذ الاجراءات اللازمة للمساهمة في مساعدة المواطنين وذكر انه عند الحاجة يقع تجهيز شاحنات وافراد وتوفير مضخات ومياه واغطية صوفية. وقال مدير عام الامن العمومي والامن الوطني إنه لا بد من مخطط واضح لتلافي الكوارث ومخطط لمجابهتها ومخطط للنجدة مع تكثيف العمليات البيضاء في الجهات لتحسين الدربة والاهبة العملياتية، اما ممثل ادارة الطاقة فقال انه يقع توفير مخزون من قوارير الغاز في كل موسم شتاء لفائدة متساكني الشمال الغربي لمجابهة الحاجيات في صورة حصول فيضانات وذلك اضافة الى اتفاقية مع الجزائر يتم بمقتضاها توفير ستة الاف قارورة غاز يوميا لمتساكني المناطق الحدودية بالقصرين والكاف وجندوبة. ولاحظ ممثل ادارة الحرس الوطني عدم احترام المواطنين للعلامات التي تحذر من انقطاع في الطريق وحصلت مجازفات خطيرة كانت عواقبها وخيمة. وافاد ممثل الادارة العامة للسدود ان وزارة الفلاحة قامت بصيانة المعدات من مضخات وصمامات خاصة في سدود سيدي سالم وملاق وبوهرتمة وعروسة وقلعة الاندلس ولاحظ ان الاشكال الكبير المطروح على ادارة السدود يتمثل في عدم توفر العدد الكافي من الحراس وفي عدم استكمال تجهيز السدود بكاميرات مراقبة وفي عدم القيام ببعض التحاليل المخبرية وهي ضرورية للتوقي من الاعتداءات الكيميائية، اضافة الى ضعف التنسيق مع الجزائر عند حصول الفيضانات فالجزائر احيانا تقوم بتنفيس السدود دون اعلام الجانب التونسي خاصة على مستوى وادي مجردة ووادي ملاق.