صفاقس (وات) - أكّد وزير التنمية المحلية والبيئة، رياض المؤخر،أمس بصفاقس، أنّه تمّ إحداث فريق عمل مشترك مع وزارة التربية يشتغل على ادراج مادة التربية البيئية في المناهج التعليمية في المدارس والمعاهد، مشيرا الى انه تمّ إيجاد الاستثمارات والتمويلات اللازمة في نطاق التعاون الدولي. وأفاد الوزير في تصريح إعلامي على هامش زيارة تفقد أدّاها الى المدرسة الابتدائية «محمد بالي» بمدينة صفاقس بمناسبة العودة المدرسية، أنه سيتم العمل في هذا السياق على مراجعة المناهج التربوية في إطار خطة استراتيجية بالشراكة مع وزارة التربية ترمي إلى تجذير الوعي المواطني بالرهان البيئي والتأسيس لتنمية مستدامة تنطلق من المدرسة كشرط أساسي لنجاح مختلف السياسات العامة للدولة. وأعلن، المؤخر، في الاطار ذاتهن عن تطوير برنامج «المدارس المستدامة» انطلاقا من السنة المقبلة بما يجعل من المدرسة فضاء، ليس فقط لإحداث المساحات الخضراء والنوادي البيئية، ولكن كذلك، لممارسة الأنشطة البيئية على غرار الفرز الانتقائي للنفايات والفضلات، الذي فشلت تجاربه المنجزة في تونس خلال السنوات الفارطة في عديد الأماكن حتى الآن، بسبب عدم الإعداد الأرضية له وغياب الوعي المسبق به، وفق قوله. كما سيتم تدريب الناشئة في إطار هذه «المدارس المستدامة»، حسب الوزير، على قيم المحافظة على الماء وحسن التصرف فيه وتكريس استعمال الطاقات المتجددة والنظيفة وغيرها من السلوكيات الجيدة والمحافظة على البيئة والموارد الطبيعية بما يجذر مفهوم الاستدامة في الأنشطة التنموية والحياتية. وشدد من جهة اخرى على دور مختلف الأطراف المتدخلة في العملية التربوية في المحافظة على المدارس والمعاهد وتوفير الظروف الملائمة للدراسة فيها. وأوضح المؤخر، أنّه «من المهم جدا أن تعود المدرسة العمومية إلى قلب السياسات العمومية» وذلك لأنها «المصعد الاجتماعي» الذي عرفت به تونس وبنيت وأنشأت بفضله الطبقة الوسطى وأجيال من المتعلمين وهم مدينون لها اليوم ومطالبون بالمساهمة في جهود المحافظة عليها وتنميتها، وفق قوله. يذكر أن زيارة المؤخر الى المدرسة الابتدائية «محمد بالي»، تندرج ضمن سلسلة من زيارات أعضاء الحكومة للمدارس التي درسوا فيها والاطلاع من خلالها على ظروف العودة المدرسية في الجهة بشكل عام، وفق توضيح الوزير. وعرفت العودة المدرسية بصفاقس، من جهة اخرى، بعض الصعوبات في مستوى النقل المدرسي، إذ سجل غياب حافلات نقل التلاميذ بعدد من الخطوط في معتمديات العامرة وجبنيانة وعقارب ومنزل شاكر ما انجر عنه استياء في صفوف التلاميذ والأولياء وتعذر التحق عدد من التلاميذ بمقاعد الدراسة في هذا اليوم من العودة. وأكد مصدر بالشركة الجهوية للنقل بصفاقس، أنه سيقع تلافي هذا الخلل الناتج عن عطب في الحافلات وتأمين النقل لفائدة تلاميذ هذه المناطق بشكل منتظم بداية من يوم الاثنين القادم. وفي منطقة بليانة من معتمدية العامرة، منع الأولياء أبنائهم من الالتحاق بمدرسة بليانة 1 بسبب ما اعتبروه عدم توفر ظروف الأمان والسلامة في المدرسة التي قالوا أن بعض أقسامها آيلة للسقوط. وناشد هؤلاء الأولياء السلط الجهوية، التدخل العاجل والقيام بأشغال الصيانة اللازمة للمدرسة حتى تتم العودة المدرسية في أفضل الظروف. وتتميز العودة المدرسية في صفاقس كذلك بانطلاق التدريس في مستوى أولى ثانوي بالنسبة للمكفوفين في معهد 9 أفريل بالشراكة مع الجمعية التونسية لتمدرس الأطفال المكفوفين بصفاقس علما وأن السنوات 7 و8 و9 يدرسون في المدرسة الإعدادية علي البلهوان. كما اقترنت العودة في المندوبية الجهوية للتربية صفاقس 1 بإحداث المدرسة الابتدائية حي الحبيب 3 وتحويل المدرسة الإعدادية التقنية محمد الجموسي إلى إعدادية تعليم عام علاوة على تحويل الإعدادية النموذجية الى مقر إعدادية محمد محفوظ سابقا مع بناء مبيت ومطعم وبتحويل إعدادية محمد محفوظ إلى بناية جديدة محاذية للمدرسة الابتدائية الإسعاد. يذكر أن عدد التلاميذ الذين استقبلتهم المؤسسات التربوية الراجعة بالنظر للمندوبية الجهوية للتربية بصفاقس1 في مفتتح السنة الدراسية 2018-2019 يقدر بحوالي 96922 تلميذ منهم 53100 تلميذ بالمرحلة الابتدائية و 23548 تلميذا بالمرحلة الإعدادية و20274 تلميذا بالمرحلة الثانوية. وقد شهد عدد التلاميذ زيادة بحوالي 3600 تلميذ مقارنة بالسنة الدراسية 2017-2018. أما في مندوبية التربية صفاقس 2 فقد بلغ عدد التلاميذ حوالي 94 ألف تلميذ وتلميذة.