حذرت مصالح الرصد الجوي، مساء يوم الأحد الماضي من امكانية وصول تقلبات جوية جديدة إلى ولايات مدنين وقابس وصفاقس، لتكون بأكثر حدة في جزيرة قرقنة، حيث ينتظر وصول هذه التقلبات بداية من مساء امس الثلاثاء، وتتواصل إلى غاية يوم الجمعة القادم، منذرة بنزول كميات كبيرة من الأمطار، على شاكلة ما حدث في ولاية نابل كامل يوم السبت المنقضي. ولاية صفاقس التي ستشملها هذه التقلبات الجوية، حسب توقعات معهد الرصد الجوي، تعاني منذ سنوات من وجود عدة نقاط سوداء عرفت بتجمع مياه الأمطار فيها، ومن ذلك محيط إذاعة صفاقس من جميع الجهات، وأودية طريق المطار وساقية الزيت،ومحيط حي الحبيب من جهة طريق عقارب، ومنطقة الحاجب، ومنطقة بيق- فيل ومحيط محطة سيارات الأجرة الكبرى،وشارع الرائد البجاوي ومحيط معرض صفاقس الدولي، وحي طينة، ومحيط جامعة صفاقس، ومعهد 20مارس، وحديقة التوتة، وحي سيفاكس، وأحياء البحري 1 و2 وحي الرياض، وحي الخضراء، ومنطقة مركز شاكر، وحي النور قرب وادي الشعبوني، وهي أحياء شعبية تعاني رداءة الخدمات في مجال الصرف الصحي، والنظافة نتيجة تقصير البلديات، بالإضافة إلى مداخل الميناء التجاري، ومنطقة البودريار التي تغمرها المياه كلما نزلت الأمطار بكميات قليلة،ومنطقة باب البحر ووسط المدينة، وحي البستان، وهي جميعها مناطق منخفضة، تتجمع بها المياه، ومهددة بحصول فيضانات،وأضرار كبرى في المنازل والبنية التحتية. تقصير.. ويبدو ان مدينة صفاقس التي تعد لوحدها أكثر من مليون ساكن، لم تعرف خلال فترة الصيف المنقضي، استعدادات لموسم الأمطار، بل تم غلق ما يعرف بحزام بورقيبة وانجاز أشغال داخله، إلى جانب عدم قيام مصالح ديوان التطهير والتجهيز والبلدية، بجهر الأودية وتنظيف قنوات صرف مياه الأمطار، أو عمليات جهر للأودية التي أغلقت واستولى عليها البناء الفوضوي، كما هو الحال في طريق المطار، ووادي الشعبوني ووادي عقارب، ووادي الرمل، وهو تقصير واضح من الجهات المعنية، بالإضافة إلى تقصير مصالح بلدية صفاقس - ودوائرها دون استثناء- التي تمر بمرحلة انتقالية في تنفيذ برامجها، وأساسا في مجال النظافة ورفع الأتربة وتنظيف الطرقات، والعناية بالأحياء الشعبية التي أقيمت في سنوات الثمانينات والتسعينات، وبعد 2011 بشكل فوضوي قرب الأودية وفي المنخفضات. استنفار من جهة أخرى علمت «الصباح» أن اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث، شرعت في عقد اجتماعاتها، استنفارا منها لإمكانية حدوث فيضانات بجزيرة قرقنة ومدينة صفاقس ومعتمدياتها، وقد تم الاتفاق مساء أول أمس الأحد بين أعضاء اللجنة الجهوية، التي يترأسها والي الجهة، بمشاركة البلدية والتجهيز والفلاحة والتطهير، والحماية المدنية والأمن والجيش الوطني، على تجنيد كل الإمكانات اللوجستية للتدخل عند الضرورة وحتى بصفة استباقية قبل حدوث أضرار وخسائر، سواء وسط المدينة أو في المعتمديات، كما تم الاتفاق على التعجيل بإزالة الحواجز، التي قد تمنع وصول مياه الأمطار إلى»قنال بورقيبة»، الذي يحيط بمدينة صفاقس من جميع الجهات، فيما تم بجزيرة قرقنة توفير آليات ضخ للمياه وتوفيرجرافات ووسائل نقل وإسعاف، بالتنسيق بين رئيس البلدية والمجتمع المدني ومصالح الحماية المدني والأمن. ويذكر أن عديد الصفحات الناشطة بولاية صفاقس على شبكة التواصل الاجتماعي قد نقلت تخوفات الأهالي من تكرر فيضانات 1982 وحصول اضرار كبيرة في الأملاك والأراضي الفلاحية وفي المنازل المقامة قرب الأودية سواء وسط المدينة أو في المعتمديات مثل عقارب وبير علي بن خليفة، والحنشة التي شهدت أمطارا غزيرة الأسبوع المنقضي وفيضان احد الأودية، الذي جرف فتاة لما كانت مع والدها على متن جرار فلاحي وتسبب في وفاتها.