علمت "الصباح" ان اجتماعا سياسيا ستحتضنه جهة المنستير الْيَوْمَ ،حيث من المنتظر ان يصدر عن الجهة بيان تحت عنوان"نداء المنستير" أو "ميثاق المنستير"، ويهدف الاجتماع الى خلق ديناميكية سياسية جديدة تقوم على اعادة الاعتبار للعمل السياسي بما هو مفتاح للتعايش بين مختلف الفواعل الحزبية والنقابية بعيدا عن التخوين ومنطق الاقصاء. وقال قاسم مخلوف احد منسقي اللقاء في تصريح ل "الصباح" انه حان الوقت لتجاوز خلافات الماضي والتأسيس لعائلة سياسية متماسكة عمادها الوسطية والديمقراطية بعيدا عن سطوة الأشخاص او جهة ما، وأضاف مخلوف ان لقاء المنستير فرصة للتأكيد على ان الفعل السياسي يمكن ان يكون فعلا مبنيا على البعد الاخلاقي، اذ انه من غير المعقول ان تتحول العملية الديمقراطية في تونس الى عمل أناني في ظل غياب الحوار والتنسيق بين العائلة السياسية الواحدة تجنبا لمزيد من الانتكاسات. وحول الجهة التي تقف وراء هذا الاجتماع، بين مخلوف ان أبناء المنستير من مختلف الحساسيات يدعمون هذا التوجه وبالتالي فإن مخرجات الاجتماع ستكون موقف جهة كاملة ولا فضل لأحد عن الآخر، فإنجاح الاجتماع سيكون مدخلا لتعميم الفكرة على بقية جهات البلاد شرط ان يلتزم الحميع بأخلاقيات العمل السياسي. وقال المتحدث "ان الفكرة تقوم على إعادة رص الصفوف والمحافظة على مكتسبات الدولة الوطنية من خلال تجميع الوطنيين حول الوطن وإعادة المناضلين الصادقين للوقوف مجددا في الصف الاول دفاعا عن تونس". من جهته قال المنسق الاعلامي لاجتماع المنستير نورالدين التليلي ل"الصباح" انه حان الوقت لاستعادة المبادرات السياسية في ظل الازمة الخانقة التي تكاد تعصف بالبلاد، فلقاء المنستير بمثابة منصة انطلاق لاستعادة الوطن، ولإعادة تدوير العلاقات بين الفاعلين على قاعدة الوطن قبل الاحزاب، فالمطلوب الْيَوْمَ هو التخلص من الانانية والأنا المنتفخة عند بعض السياسيين والالتفاف اكثر حول هذا الشعب الذي يعاني الفقر والبطالة والتهميش، فأزمة الحكم لا حل لها الا بالصدق في القول والاخلاص في العمل بعيدا عن أدوات "البروبغندا" الزائفة، فكشف الحقائق للمواطنين جزء من الحل، وتجنب الصدام السياسي جزء من الحل، والعمل الصادق والمشترك جزء من الحل". وأضاف التليلي ان إطلاق المبادرة السياسية من المنستير قد تتبعها مبادرات تجميعية أخرى وهو دليل حي على أن التفكير في تونس لم ينقطع رغم حجم الخلافات التي لامست القاع في الكثير منها، وعلى اعتبار أن تونس في الميزان الآن فقد بات على كل الوطنيين التجميع والتجمع وصياغة المواقف الوطنية والاستعداد لمعارك تحرير البلاد من الفقر والارهاب والبطالة وإعادة الأمل للتونسيين بتذكيرهم ان في الوطن رجال شرفاء كما الجندي والامني والمعلم والقضاة فهناك سياسيون يفكرون في المواطنين دون طمع او انتهازية سياسية". خليل الحناشي