أصبح تغيير المدربين في البطولة التونسية وبأرقام تثير الدهشة أمرا عاديا حتى انه بات مطلبا جماهيريا حال وقوع أول هزيمة أو عدم ظهور الفريق بأداء مقنع وترضخ هيئات الفرق إلى هذه المطالب خوفا من النقد الشديد أو التهجم عليها في الملاعب ولا تحتفظ الذاكرة لمدرب تونسي نجاحه مع فريق معين وبقاؤه على رأسه لثلاثة مواسم متتالية عكس ما يحدث في أعتى الفرق الأوروبية ذلك أن المدرب يمكنه أن يواصل عمله لسنوات وحتى وان طاله النقد فان إدارة النادي تتفهم ذلك وتسعى إلى إقناع جماهيرها بسلامة موقفها.. كل هذا جعل من سوق المدربين سوقا لا تعرف الكساد فالمدرب يعلم انه سيغادر هذا الفريق ويتسلم فورا مقاليد ناد آخر.. وفيما يلي قراءة لسوق انتقالات المدربين في المواسم الأربع الأخيرة في الجولات الأربع الأولى من مرحلة الذهاب.. 2015 الأكثر حدة سجل موسم 2015/2016 أكبر عدد من عمليات تغيير المدربين حتى أن ذلك انطلق قبل إعطاء شارة انطلاق الموسم إذ أن المسابقات الإفريقية وكاس تونس لعبت دورا هاما في إبعاد بعض الأسماء.. أول إقالة تمت في الشبيبة القيروانية التي أبعدت مدربها لوك ايميل وعوضه سالم القضامي بعد الانسحاب من الدور ربع النهائي لكاس تونس.. تلتها إقالة مدرب الترجي جوزي انيغو بعد الفشل في مسابقة كاس الاتحاد الإفريقي ليعوضه عمار السويح.. ودائما وقبل بداية الموسم الرياضي غير النادي الصفاقسي مدربه دوارتي بسبب سوء النتائج على المستوى الإفريقي ليعوضه شهاب الليلي الذي خير ترك النادي البنزرتي بعد الاتفاق معه لخوض تجربة مع نادي عاصمة الجنوب الشيء الذي جعل البنزرتي يستنجد بغازي الغرايري.. أما بعد انطلاق البطولة فقد كان أول تغيير مدرب في صفوف فريق شبيبة القيروان بعد الجولة الثالثة إذ ابعد سالم القضامي وعوضه باسكال جانين.. كما غادر لسعد معمر اولمبيك سيدي بوزيد بعد عرض من السعودية وقد عوضه طارق ثابت. التغيير السادس كان في فريق اتحاد بن قردان إذ غادر لطفي السبتي وعوضه سفيان الحيدوسي.. والتغيير الأخير كان في الجولة الرابعة عندما تمت إقالة حمادي الدو من قوافل قفصة وعوضه خالد بن يحيى... موسم 2016 لم يختلف كثيرا لم يختلف موسم 2016/2017 عن سابقه إذ سجل 6 حالات تغيير في صفوف المدربين والتي انطلقت رحاها مع الجولة الثالثة وطالت الأسعد معمر مدرب اولمبيك سيدي بوزيد وحل مكانه خالد المولهي ومدرب نادي حمام الأنف رودريغاز الذي غار بعد سلسلة من النتائج السلبية وخلفه كمال الزواغي.. التغيير الثالث كان في النادي البنزرتي اذ تم إبعاد سفيان الحيدوسي وعوضه ماهر الكنزاري.. شبيبة القيروان كانت كالعادة حاضرة إذ تم التخلي عن انطونيو دوماس وعوضه سفيان الحيدوسي.. جيرار بوشار أنهى تجربته مبكرا مع مستقبل المرسى وقد عوضه عبد الكريم بوقرة.. والتغيير الأخير كان في النادي الصفاقسي عندما رحل شهاب الليلي بعد الجولة الرابعة رغم النتائج الايجابية.. 2017 هادئ كان موسم 2017/2018 أكثر هدوءا من المواسم التي سبقته ولم يسجل سوى 3 تغييرات وطالت كلا من سالم القضامي من شبيبة القيروان الذي غادر تاركا مكانه لباسكال جانين.. كما غير اتحاد بن قردان مدربه حكيم عون وعوضه سفيان الحيدوسي.. والتغيير الأخير كان في صفوف ترجي جرجيس الذي أقال الأسعد معمر وعوضه محمود بورقيبة.. 2018 الفرق الكبرى في الصدارة الموسم الحالي عرف تغيير 5 مدربين إلى حد الجولة الرابعة وقد كانت الفرق الكبرى حاضرة بقوة إذ غير النجم الساحلي مدربه شهاب الليلي وحل محله جورج ليكنز والترجي الرياضي الذي قرر إنهاء تجربته مع خالد بن يحيى والنادي الإفريقي الذي اتفق على إنهاء العلاقة مع البلجيكي جوزي ريغا.. كما قرر الحبيب بن رمضان ترك الشبيبة وقد عوضه عامر دربال فيما عوضه لطفي السليمي حاتم الميساوي على رأس مستقبل قابس والأسعد الدريدي مكان كمال القلصي في الاتحاد المنستيري.. أن ظاهرة تغيير المدربين أصبحت من ابرز مميزات الكرة التونسية ولا يمكن أن تختفي إلا أن التقليص في عدد الإقالات والاستقالات وارد شريطة أن تغيير الفرق سياساتها وترسم إستراتيجية عمل واضحة وعلى مدى طويل..