في إطار الاحتفال باليوم الوطني للثقافة نظمت إدارة المكتبة الجهوية ببنزرت وبدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية أمس الأول الجمعة ندوة فكرية حول رائدة الأدب التونسي باللغة الفرنسية الأستاذة "سعاد قلوز تحت عنوان "دع الكتاب يقرؤك: قراءة في روايات سعاد قلوز". ورغم انعقاد أكثر من لقاء ثقافي بمدينة بنزرت في نفس الوقت، وهو ما يطرح قضية التنسيق بين الجمعيات الثقافية لتعميم الفائدة، فإن الحضور كان محترما. بعد الكلمة الترحيبية للأستاذ خالد العبيدي نيابة عن المندوب الجهوي للشؤون الثقافية الذي تعذر عليه الحضور قدمت أمينة المكتبة الأستاذة صبيحة بوجمعة الروائية أستاذ قلوز فذكرت أنها من مواليد 1937، وأنها بدأت الكتابة منذ 1957، وهو ما يجعلها رائدة الأدب النسائي باللغة الفرنسية. وقد حمل أول أعمالها عنوان "الحياة بسيطة" ثم "حدائق الشمال" في 1982، و"مريام أو موعد بيروت " في 1998، إضافة إلى ديوان شعري بعنوان "شبيها بقوس قزح". وأبرزت الصلة المتينة بين هذه الأعمال وعالم الكاتبة الداخلي، والعالم من حولها، وهو ما يكسبها الطابع الإنساني من جهة، والبعد التاريخي الوثائقي من جهة أخرى، وعددت أيضا الجوائز الكثيرة التي توجت بها هذه أعمالها بالداخل والخارج، وتكريمها من قبل وزير الثقافة في الدورة الماضية لمعرض الكتاب. وفي حديثها عن تجربتها الروائية التي تمتد حوالي ستة عقود قالت الروائية سعاد قلوز إن الطاهر بن جلون يقول "إن الحب الأول هو الحب الأخير" ، وأنا أقول " إن الكتاب الأول هو الكتاب الأخير" ، مضيفة أنها أوضحت في رواية " الحياة بسيطة" من خلال قصة الأختين إيمانها بالديمقراطية التي تضمن الحق للجميع رجالا ونساء في التعليم والحياة والكرامة والطموح إلى المركز الأفضل عن جدارة واقتدار، وليس بوسائل أخرى كالوساطة والنسب وغيرها، ولذلك فلا بد من تكافؤ الفرص أمام الجميع. ثم تحدثت عن أوجاع الكتابة فأبرزت التضحيات التي تجدها المرأة في ممارسة فعل الكتابة؛ في ضوء الالتزامات العائلية والمهنية الكثيرة التي تعيشها، وفي هذا الإطار ذكرت أن تأليف رواية "مريام أو موعد بيروت" استغرق حوالي عشر سنوات. ولم تخف رائدة الأدب النسائي بالفرنسية سعادتها بتنظيم هذه الندوة وتقديرها للقائمين بها، مؤكدة ضرورة التواصل بين الأجيال حفاظا على الموروث القيمي الأصيل. وقبل اختتام الندوة تم تكريم الروائية سعاد قلوز من قبل منظمي اللقاء وهو ما كان له أطيب الأثر في نفسها.