عقدت هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد والحاج محمد البراهمي بالتنسيق مع المكتب الجهوي للجبهة الشعبية ببنزرت صباح أمس الأحد ندوة إعلامية حول المستجدات في ملف الاغتيال السياسي، والجهاز السري الموازي الذي تم الكشف عنه مؤخرا . وقد كان من المنتظر أن يكون الناطق الرسمي للجبهة الشعبية حمة الهمامي في الموعد، لكن اعتذر لأسباب صحية، كما تعذر على الأمين العام للتيار الشعبي محسن النابتي الحضور كما جاء في الكلمة الافتتاحية للندوة. وقد اشتمل برنامج الندوة على ثلاث مداخلات لكل من منسق المكتب الجهوي للجبهة الشعبية يوسف طرشون، وممثل عن هيئة الدفاع الأستاذ المحامي وليد سلامة، والأمين العام لحزب الوطد الموحد زياد لخضر. وقد وضع يوسف طرشون الاجتماع في اطاره فأكد أنه يندرج في سياق متابعة مستجدات الاغتيال السياسي وما يرتبط به من وثائق وقع الكشف عنها، وفي سياق تأكيد النضال لاستكمال أهداف الثورة الذي لا يقتصر على الجهات، وإنما يشمل الجهات كذلك للوقوف لتونس، والدفاع عن مطلب أساسي من مطالب الثورة وهو الحرية والكرامة الوطنية التي عملت أطراف معينة منذ البداية على الانقلاب عليها وعلى مؤسسات الدولة، كانت قواها وتحديدا الإسلام السياسي ترتع في تونس في 2012 و2013، وتجلت في سكرة والقيروان وتسفير الشباب إلى سوريا؛ ولذلك «يجب أن نقف لتونس» ، وهو الشعار الذي رفعه الرفيق شكري بلعيد، والذي سنكون له أوفياء، ومشاريع شهادة في سبيل هذا الوطن، وفي سبيل بناء مجتمع مدني، ونضالنا نضال سلمي ديمقراطي، ولسنا دعاة عنف» . وأما وليد سلامة فقد بين أنه لا يمكن الحياد أمام مثل هذه الجرائم، لأن الحقائق الموجودة لا تترك المحامي يتعامل بمبدأ تقني فقط إلا إذا كان متخليا عن الشعور الوطني والشعور الإنساني كذلك. وأوضح المحامي أنه تبين خلال النظر في ملف الارهاب وجود خيط رابط بينها، وهو العقل المدبر، وقد ظل غامضا، وهو ما يؤكد أن الظاهرة الإرهابية مرتبطة بعضها ببعض، وأنه لا يجب الفصل بين القضايا ذات العلاقة، وهو ما يجب أن يعمل عليه القطب القضائي، ولا يجب إسناد قضايا الاختصاص إلى قضاة تحقيق مختلفين . عقل مدبر يسير الظاهرة هذا ما وجدناه في ملف مصطفى خذر يجمع المعلومات عن الجميع حتى على أعضاء حركة النهضة نفسها، وأن الغالبية منهم، وبصرف النظر عن موقفنا منهم، لا علم لهم بهذا التنظيم السري، وهذا من مقتضيات نجاح العمل السري. هذا الجهاز تم اكتشافه بالصدفة إثر خلاف بين مستأجر اتخذ محل مدرسة لتعليم السياقة وصاحبة المحل التي اشتكته إلى مركز الشرطة بالمروج والتي وجدت عند تحولها الى المحل وثائق لا يمكن أن تكون بحوزة أشخاص أو أحزاب لأنها لا يمكن أن تستعمل إلا في سياق ذي طبيعة أمنية موازية . وفي السياق ذاته ذكر زياد لخضر أن الحقائق الخطيرة التي تم اكتشافها لا تقتصر فقط على ملفي الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، وإنما التنظيم السري لحركة النهضة للأخطار التي يشكلها مثل هذا الجهاز السري على مدنية الدولة واستقرار مؤسساتها، قائلا «نشاطنا اليوم يدعو الى التعريف بهذه المعطيات، ودعوة التونسيين والتونسيات للدفاع عن بلادهم واستقرارها وأمنها، والضغط في اتجاه محاسبة كل من تآمروا على تونس، واخترقوا مفاصل الدولة، وحرضوا على الاغتيال السياسي». وحسب ما صرح به خميس المشرقي ل»الصباح الأسبوعي» عضو المكتب الجهوي للجبهة ببنزرت فإنه سيتم تنظيم ندوات محلية بجهات الولاية حول نفس الموضوع لاطلاع القواعد والمواطنين على آخر المستجدات في هذا الملف.