دعا مدير شركة ‘'AXIANS'' حلمي الرايس إلى ضرورة معالجة وإصلاح الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية لتقوم بدور سيادي لتوسيع تدخلاتها من اجل فرض الدفاع السيبرني باعتبار ان بقاء الوكالة تحت سلطة وزارة تكنولوجيات الاتصال لا يمنحها حرية كبيرة، مبينا أن بلادنا فقدت المراتب الأولى عربيا وإفريقيا في المجال لتحتل اليوم المرتبة ال 40 عالميا. كان ذلك على هامش منتدى قرطاج للسلامة المعلوماتية والدفاع السيبرني الذي انعقد أمس بالعاصمة. وطالب الرايس بضرورة توفير إطار تشريعي خاص بالوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية من اجل إعطائها إمكانيات اقتصادية ومالية أكثر وهو ما يسمح لها بانتداب مهندسين مختصّين في السلامة والأمن المعلوماتي بمؤسسات القطاع، خاصة أن هذا الهيكل الذي تكون منذ 15 سنة يعد مهما في ضمان سلامة المعطيات المعلوماتية للأشخاص والمؤسسات. كما عرج الرايس عن عدة مشاكل تعترض عملهم خاصة المتعلّقة بقلة الكفاءات في مجال الدفاع السيبرني بسبب هجرة المختصين الى الخارج لغياب الضمانات لهم من قبل هياكل القطاع عموما وهو ما يقتضي بالضرورة التدخل السريع في الإصلاحات من اجل ضمان بقائهم في تونس والعمل على خلق برامج وخطة عمل للتصدي إلى كل المشاكل من اجل تحقيق السلامة المهنية. كذلك، ذكر المدير بالشركة أنّ كل مؤسسة اليوم مطالبة بوضع إستراتيجية دقيقة متعلقة بالدفاع السيبرني ضد الإرهاب الذي قد يستهدف مؤسسات حيوية على غرار شركة الكهرباء والغاز في محاولة لاختراقها والتحكم فيها عن بعد. وبين احمد أمين بن الصويح مختص في مجال السلامة المعلوماتية في تصريح ل «الصباح» أن هذه التظاهرة تتنزل في إطار التحسيس بأهمية السلامة المعلوماتية، خاصة أن أكثر من200 مختص ومسؤول في المجال شارك في هذه التظاهرة. وحول المخاطر والمشاكل في مجال الانترنت والمعلومات الشخصية، أضاف الصويح أنها تتمثل بالأساس في الخروقات للحسابات الشخصية التي تؤدي إلى الكشف عن المعطيات المهمة والخاصة بالشركات وبالأشخاص، مبينا أن هذه التظاهرة وقفت على كل هذه العراقيل من اجل إيجاد حلول لها في اقرب الآجال. وأشار الصويح في ذات السياق إلى أن أهم هذه الحلول التي تم التطرق اليها في هذا المنتدى تخص البرمجيات والتطبيقات الجديدة عبر العالم على غرار «الجريمة السيبرنية ونجاعة السلامة المعلوماتية» و»تطبيقات الواب والأهداف المفضلة للقراصنة»، مبينا أن هذه الحلول ستكون في متناول كل المهنيين لتوجيهها إلى كل مستخدمي الانترنت. ويشار إلى ان هذه التظاهرة انعقدت بتنظيم من الشركة الدولية المختصّة في السلامة المعلوماتية Axians Cybersecurity بمشاركة اكثر من 200 مسؤول عن سلامة النظم المعلوماتية ومسؤولين مختصين في أهمّ الهياكل والمؤسسات الوطنية من مختلف قطاعات النموّ. كما تعتبر هذه التظاهرة بمثابة الملتقى الأوّل من نوعه الذي يهدف إلى النهوض بمنظومة دولية للأمن السيبرني في تونس وتتمثل أبرز أهدافها في اقتراح والاتفاق حول رؤية شاملة ومتكاملة ومستدامة للسلامة المعلوماتية كما أنها ستمكّن من الإجابة عن مختلف الإشكاليات المطروحة عبر بسط وإيجاد حلول ملموسة ومبتكرة وفعلية، ومن تبادل الخبرات والمعارف بين المختصين والخبراء والمهنيين في هذا المجال الدقيق.