في بادرة نوعية أقدمت عليها مؤسسة كمال لزعر وبالاشتراك مع مؤسسة «زوكونفتسلابور» الألمانية، وبدعم من الوزارة الاتحادية الألمانية للشؤون الخارجية سيشارك مجموعة من تلاميذ المعهد الثانوي ابن خلدون بولاية منوبة في تقديم عرضين موسيقيين في مدينة بريمن بألمانيا في إطار التبادل الثقافي وذلك يومي 15 و16 من الشهر الجاري. وذلك في إطار برنامج مختبر تونس المستقبل بإشراف الموسيقي سفيان الفقيه. وتتنزل هذه المبادرة الموسيقية ذات الأهداف الثقافية والاجتماعية في إطار نشاطات مؤسسة كمال لزعر الثقافية الموجهة للمناطق والفئات المهمشة والهادفة للمساهمة في تنشيطها وجعل الثقافة آلية استقطاب ونشاط وعمل للشباب، لذلك كان الاختيار على معهد ابن خلدون بمنوبة الذي ينتصب في منطقة شعبية لا تتوفر على فضاءات وهياكل للترفيه باستثناء دار شباب. وقد وجد هذا المشروع التجاوب السريع من تلاميذ هذا المعهد، إذ سجلت المبادرة إقبال أكثر من مائة تلميذ من أبناء هذه الجهة، رغم أن أغلبهم لم يسبق أن مارس العزف على آلة موسيقية. ولعل ما شجع على ذلك هو ما وجدوه من تشجيعات ودعم من القائمين على هذا المشروع بعد أن وفروا لهم الآلات الموسيقية فضلا عن إخضاعهم لسلسلة من الورشات التكوينية بإشراف مختصين في المجال أبرزهم سليم البكوش، تواصلت على امتداد أكثر من عام. خاصة أن هذا المشروع سيمكن هؤلاء التلاميذ من مشاركة عازفي الفرقة الوطنية للموسيقى في عرض «لحن الحياة» المزمع تقديمه في مناسبتين في المانيا. وتجدر الإشارة إلى أن عازفين من فرقة «دي دوتش كامر فيلهرمني ببريمين الألمانية سيشاركون العروض المبرمجة بألمانيا. ليكون 18 تلميذا من هذا المعهد ممن شاركوا في مختبر تونس الغد ضمن الوفد المسافر اليوم إلى ألمانيا والذي يضم أيضا 42 عنصرا من عازفي الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة محمد الأسود. والهام في هذا المشروع أن الأغاني الخاصة بعرض «لحن الحياة» هي كلها جديدة وتم انتاجها خصيصا لهذا العرض وفي إطار نفس المشروع والمختبر. ليفتح هذا التبادل الثقافي المجال لهؤلاء العازفين الصغار لممارسة النشاط الموسيقي ومشاركة الموسيقيين الكبار في احياء العروض الموسيقية فضللا عما يوفره لهم من فرصة للسفر واكتشاف ثقافة أخرى الى جانب ربط الأواصر الصداقة مع الجانب الألماني باعتبار أن إقامة هؤلاء ستكون لدى عائلات الموسيقيين الألمانيين شركاؤهم في هذه المبادرة. ومن المنتظر أن يشارك هؤلاء التلاميذ الفرقة الوطنية للموسيقي في تقديم نفس العرض بتونس خلال شهر ديسمبر المقبل. وأكدت كنزة الزواري المكلفة بالاتصال في هذا المشروع أن اختيار بعض التلاميذ المشاركين في هذا المختبر الموسيقي شجع أعداد كبيرة من التلاميذ بهذه المعهد الثانوي للالتحاق بالمختبر بأعداد أكبر مما سجل في العام الأول. وهو عامل من شأنه أن يثمر عروضا وأنشطة وأعمالا عديدة خاصة أن مؤسسة كمال لزعر القائمة على المشروع تواصل خياراتها في الانفتاح على الداخل التونسي وعلى التجارب الرائدة على مستوى عالمي في إطار تشاركي هادف.