تواصلت إلى حد يوم أمس احتجاجات التلاميذ بسبب قرار الجامعة العامة للتعليم الثانوي بمقاطعة امتحانات الثلاثي الأول لا سيما أن الاسبوع القادم يفترض أن يكون أسبوعا مغلقا تجرى فيه الامتحانات خلال الفترة الممتدة من 3 إلى 8 ديسمبر الجاري، بما يؤشر إلى أن الوضع سيظل قابلا لمزيد الاحتقان والتشنج خاصة أن الأولياء في بعض الجهات قد حسموا أمرهم وقرروا التحرك مطلع الاسبوع المقبل. ووفقا لما تداولته أوساط إعلامية، توقفت الدروس أمس بمختلف المدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية بمدينة أم العرائس من ولاية قفصة، وذلك على خلفية احتجاجات تلمذية. قالت ذات الأوساط أن التلاميذ رفضوا الالتحاق بقاعات التدريس بسبب قرار جامعة التعليم الثانوي مقاطعة الامتحانات، وتم إيقاف الدروس بعد أن عمد عدد منهم إلى رشق الأقسام بالحجارة. وارتفعت خلال هذا الاسبوع وبنسق تصاعدي وتيرة الاحتجاجات لاسيما حدتها في ظل اعمال العنف التي شهدتها بعض الاحتجاجات على غرار ما حصل مؤخرا في بعض معاهد ولاية القصرين. تصعيد يستدعي من جميع المتدخلين في المنظومة التربوية العمل على وقفه وتطويق الخلاف سريعا حتى لا نصل الى ما تحمد عقباه. الملفت للانتباه أنه وبالتوازي مع هذه التحركات الاحتجاجية المطالبة بإجراء الامتحانات، تٌطالعنا بعض التصريحات التي تؤكد إجراء امتحانات الأسبوع المغلق بما يجعل الولي والتلميذ في حيرة من أمرهم. فقد أعلن أمس المندوب الجهوي للتربية بسوسة نجيب الزبيدي أنّ التلاميذ بإعداديات ومعاهد الجهة سيُجرون فروضهم التأليفية للثلاثي الأوّل طيلة الأسبوع القادم أي من 3 إلى 8 ديسمبر الجاري بما يعني إلغاء الأساتذة مقاطعة الامتحانات. وشدّد وفقا لما نقلته إذاعة «شمس أف أم» على أنّ الأسبوع القادم سيكون أسبوعا مُغلقا تُجرى خلاله الامتحانات مع تعليق الدروس تطبيقا للسير العادي والطبيعي لتقسيم السنة الدراسية، داعيا في هذا الاطار التّلاميذ إلى الالتزام بروزنامة مواعيد الامتحانات، وحاثّا الأولياء على أن يكونوا على بيّنة تامة من جدول توزيع الفروض وأن يحرصوا على حثّ أبنائهم على اجتياز امتحاناتهم.. وبدوره أكد أول أمس المندوب الجهوي للتربية بنابل نجيب الخراز أنه لا تغيير في روزنامة الامتحانات التي ضُبطت مسبقا، وأنه سيتم إجراء امتحانات الأسبوع المغلق في موعدها وفقا لما نقلته إذاعة «راديو ماد». حرب التصريحات الإعلامية تصريحات سرعان ما عقب عليها الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الثانوي فخري السميطي أمس بالقول في تصريح ل «الصباح» إن دعوات بعض ممثّلي المندوبيات الجهوية للتربية التلاميذ الى التقيّد بروزنامة الامتحانات والالتزام بها «تندرج في إطار حرب التصريحات الإعلامية على اعتبار أن الإدارات تطبق قرار الوزارة القاضي بإجراء الامتحانات في مواعيدها» مؤكدا في المقابل التزام الأساتذة بقرار الهيئة الإدارية والقاضي بمقاطعة الامتحانات وبالتالي، فان الفروض التاليفية لن تٌجرى الاسبوع القادم مع المحافظة على السير العادي للدروس على حد تعبيره. ومن جهة أخرى، أشار السميطي إلى وجود ما وصفه «بتأليب» للرأي العام على المدرسين وهو ما تعكسه الاعتداءات المسجلة مؤخرا على بعض المربّين على غرار ما حصل في زغوان قائلا: «هناك ميليشيات تم تحريضها على المدرسين وهي ممارسات تعود بنا الى ما قبل سنة 2011 وهذه الطريقة لا تؤشر إلى تطويق الخلاف وتجاوزه». كما اضاف السميطي أن الأساليب القديمة من قبيل الوشاية بالمدرسين قد عادت لتسجل حضورها بقوة هذه الفترة مٌشددا أن مثل هذه الممارسات لن تزيد المدرّسين إلا اقتناعا بأن وزارة التربية تستهدف قوتهم، ومعتبرا أن ما يقوم به المدرسون هو بمثابة الرد المناسب على ما تقوم به وزارة التربية. «أولياء غاضبون» يذكر ان تنسيقية «أولياء غاضبون» قد قررت الدخول في سلسلة من الاحتجاجات الجهوية السلمية بداية من مطلع الأسبوع القادم وذلك تنديدا بقرار جامعة التعليم الثانوي القاضي بمقاطعة امتحانات الثلاثي الأوّل والمطالبة بحق أبنائهم في إجراء الامتحانات. واعتبر عضو التنسيقية حسن عبد الله الشك -وفقا لما نقلته وكالة الأنباء (وات)- انه «من غير المنطقي أن تتسبب الجامعة العامة لنقابة التعليم الثانوي، في كل سنة دراسية، في إرباك معظم العائلات التونسية عبر توخيها لأشكال نضالية ترتهن التلاميذ وتقلق أولياءهم»، وذلك مع إقراره «بمشروعية مطالب الأساتذة وتعاطفه الكامل معها، ولكن شريطة ان لا تكون على حساب مصلحة التلاميذ» على حد تشخيصه.