تستعد مدينة فريانة لاحتضان الدورة الاولى من تظاهرة ثقافية ذات علاقة بتاريخ المنطقة وانتاجها الفلاحي وهو مهرجان «الزيتونة» الذي تولت جمعية صيانة التراث بفريانة مؤخرا الاعلان عن بعثه لما لهذه الشجرة من اهمية في حياة ابناء المنطقة وعراقة غراستها في جهة القصرين عموما التي تعود الى ما قبل العهد الروماني وما وجود مئات المعاصر الاثرية في مختلف انحاء الولاية بما في ذلك جبال الشعانبي وسمامة ومغيلة الا دليل على ذلك.. وحسب ما اكده لنا رئيس الجمعية الباعثة والمنظمة لهذا المهرجان الجديد لطفي التليلي فان الدورة الاولى ستمتد على يومي17 و18 ديسمبر الجاري، وستنطلق من فضاء دار الثقافة بفريانة بتوزيع استمارة تروي قصة «زيتونة الزواغر» الموجودة بحي البلد بفريانة والتي يبلغ عمرها حسب بعض الاساطير المتعلقة بها عديد القرون وانها تعود الى فترة ما قبل الفتح الاسلامي لشمال افريقيا، واقيمت حولها بعض الدراسات مثل دراسة للدكتور محمد الناصر صديقي الباحث والجامعي التونسي الصادرة بمجلة الحياة الثقافية في عددها 251 /ماي 2014 تحت عنوان «معتقدات الروح الأخضر بتونس في التراث الشفوي المحلي: فريانة وزيتون نماذج «واشار فيها الى»ان زيتونة « الزواغر»بفريانة المعمرة سجلت في سجلات الجمعية التونسية للمدن المنتجة لزيت الزيتون, وتعد من الزياتين ذات الخصوصيات المميزة وتعرف بأنها من أشجار الزيتون الكبيرة المعمرة بحومة البلد، وهي زيتونة موغلة في القدم قيل إن عمرها يربو عن خمسمائة عام وقيل عن الألف عام ولا شك أن عمرها الحقيقي ابعد من هذا التاريخ التقريبي نظرا لجذعها المفرط في الضخامة وفروعها القوية..» كما يتضمن اليوم الاول من الدورة القاء محاضرة حول المخزون التراثي لمنطقة فريانة واقامة معرض للمنتوجات الفلاحية وعرض نماذج من اشجار الزيتون وورشة حول اعداد الاكلات التقليدية التي تتميز بها المنطقة ويدخل الزيتون في مكوناتها مثل»رفيس التمر» و»الملاوي « و»خبز الفطير بالزيتون» وغيرها.. ويختم اليوم الاول بتنظيم مباريات مدرسية بمشاركة عدد من المؤسسات التربوية بالمدينة. اما اليوم الثاني والاخير من التظاهرة فهة ذو طابع ميداني من خلال تنظيم زيارة الى شجرة «زيتونة الزواغر»بحي البلد واخرى الى معصرة معروفة بطابعها التقليدي في عصر الزيتون بفريانة ثم التحول لاحدى الضيعات بضواحي فريانة لمواكبة موسم جني الزيتون بها.