علمت "الصباح" ان حوالي 10 ملايين شجرة زيتون من اصل 90 مليون شجرة، اصبحت هرمة وغير منتجة، وباتت تحتاج الى التقليع وإعادة الغراسة،وفق طرق علمية، وذلك بهدف انقاذ الغابة والمحافظة على انتاجيتها وديمومتها، وتشجيع الفلاح على اعتماد المشاتل التي تتناسب والظروف المناخية في كل منطقة،عبر تكثيف الارشاد الفلاحي،وتدخل الدولة لحماية غابة الزياتين بإيجاد الاليات المناسبة لتجديدها خلال السنوات القادمة. وأفاد الباحث بمعهد الزيتونة وأستاذ التعليم العالي البشير بن روينة ان آخر احصائيات الادارة العامة للإنتاج الفلاحي لسنة 2018 تشير الى وجود حوالي 90 مليون شجرة زيتون 12 % منها تقريبا تحتاج الى التجديد وإعادة الغراسة،وان حوالي 7 مليون شجرة من غابة الزياتين توجد بولاية صفاقس،منها 2 مليون اصل زيتون بات يعاني بدوره من التهرم ويحتاج بصفة اكيدة وعاجلة الى التقليع والتعويض، ويصل عمر بعض الاشجار في جهات الساحل وصفاقس وجرجيس الى 120 سنة صارت اليوم غير قادرة على الانتاج،وبات من الضروري قلعها وإعادة غراستها. وأفاد الباحث البشير بن روينة ان حوالي 55 مليون شجرة زيتون فقط قادرة على الانتاج من اصل 90 مليون شجرة،وان جهود الدولة لغراسة 10 مليون شجرة في الشمال التونسي لم تستكمل،وتم غراسة حوالي 5مليون شجرة فقط،فيما تتم بجهة القيروان غراسة حوالي 25 الف هكتار من الزياتين،و5 آلاف شجرة من النوع السقوي بجهة صفاقس،الى جانب عملية الغراسة لحوالي 95 الف هكتار من النوع السقوي في عدد من الجهات. مشاكل بالجملة وذكر محدثنا بخصوص مشاكل غابة الزيتون في تونس، ان اغلبها مطروحة في المناطق التقليدية للإنتاج وهي الساحل والجنوب الشرقي ومطماطة وولاية صفاقس، وكذلك بمناطق الشمال وتستور والعلا،حيث تقلصت انتاجية الغابة،بسبب تهرم الاشجار،وان عددا هاما من الاشجار اصبح عرضة للتيبس في سنوات الجفاف،وهو ما يمثل 10 بالمائة من مجموع الاشجار. وقال البشير بن روينة ان غابة الزيتون في بلادنا، قديمة من حيث تاريخ غراستها،ويصل عمر الشجرة بمنطقة "الشعال" بجهة صفاقس الى مابين 120 و130 سنة وكذلك بجهات الساحل،كما تعاني اشجار الزيتون من سوء اختيار التربة، خاصة في فترة ما بعد الاستقلال،حيث تمت الغراسة في مناطق غير صالحة لإنتاج الزيتون،اضافة الى ان التوسع في المساحات المغروسة اليوم لا يراعي خصوصية التربة سواء في المناطق السقوية او البعلية،ويتم اعتماد مشاتل من اصناف دخيلة ومستوردة، فيما يعاني قطاع انتاج الزيتون عامة من غياب العناية وفقدان اليد العاملة المختصة،وغياب الميكنة في عمليات الجني. حلول علمية ويرى الباحث بمعهد الزيتونة بصفاقس الاستاذ البشير بن روينة، ان امكانيات انقاذ غابة الزيتون ممكنة ومتوفرة،وقابلة للتنفيذ وذلك باعتمادالبحث العلمي الذي شخص معظم مشاكل غابة الزيتون في تونس،ومن ذلك ضرورة التكثيف من الارشاد الفلاحي،وإيصال المعلومة الى الفلاح بالسرعة والنجاعة المطلوبة، والتي تخص كيفية الغراسة والجني وغيرها،واختيار الاصناف التي تتأقلم مع الظروف المناخية،وضرورة تدخل الجهات المعنية لإيجاد الاليات لمساعدة الفلاح على تقليع ما هرم من اشجار وإعادة غراسة المشاتل المناسبة،بهدف استدامة غراسة الزيتون، وتطبيق الحزمة الفنية المناسبة التي استنبطها البحث العلمي بخصوص قطاع الزيتون من الغراسة الى التحويل.