أول تعليق لرئيس الجمهورية على أعمال العنف في حي التضامن..    فظيع: وفاة كهل جرفته مياه وادي الصابون بفريانة بعد ارتفاع منسوبه..    في مكالمة هاتفيّة مع نظيره الصربي ..وزير الخارجية يتلقى دعوة إلى زيارة صربيا    الحكومة لا تتفاعل مع قرارات الرئيس...عمال الحضائر يطالبون بوضع حدّ للهشاشة المهنية !    فظيع: ينتمي إلى شبكة دولية في إيطاليا .. تونسي يستدرج أطفالا لفيديوهات جنسية    ملف التآمر على أمن الدولة ..ختم الأبحاث و إحالة الملف على دائرة الإتهام    وزارة الفلاحة :'' الحشرة أصيلة أمريكا اللاتينية وغزت تونس خلال صائفة 2021''    أولا وأخيرا: ربيع النقل السريع    صفاقس ..70 عارضا بصالون الموبيليا وجهاز العرس    تقلص العجز التجاري بعد ارتفاع الصادرات وتراجع الواردات    مع الشروق ..من «الصبر الاستراتيجي» إلى الرّدع ... ماذا بعد؟    إرتفاع أسعار الذهب لهذه الأسباب    طهران لإسرائيل: سنرد بضربة أقوى وبثوان على أي هجوم جديد    قوات الاحتلال تقتحم جنين ومخيم بلاطة وتعتقل عددا من الفلسطينيين بالضفة الغربية    بالمر يسجل رباعية في فوز تشيلسي العريض 6-صفر على إيفرتون    معز الشرقي يودع بطولة غوانغجو الكورية للتنس منذ الدور الاول    عاجل : خلية أحباء النادي الافريقي بألمانيا تهدد    خروج نديكا لاعب روما من المستشفى بعد سقوطه على أرض الملعب    أخبار النادي الإفريقي...بقاء المنذر الكبيّر غير مؤكد وغضب على العلمي    طقس الثلاثاء: سحب كثيفة وأمطار متفرقة بأغلب المناطق    سوسة: أحكام بالإعدام ضدّ قاتلي إمرأة مسنّة    الحماية المدنية: 19حالة وفاة و404 إصابة خلال 24ساعة.    صفاقس...يعتديان على الأفارقة ويسلبانهم    تفاصيل القبض على مروج مخدرات وحجز 20 قطعة من مخدر القنب الهندي في سليمان    الأولى في القيادة الأركسترالية في مهرجان «Les Solistes»...مريم وسلاتي مستقبل قائدة أوركستر عالمية    عنوان دورته السادسة «دولة فلسطين تجمعنا يا أحرار العالم»...المهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج يحطّ الرحال بنابل    أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني عمل إرهابي    عاجل : دولة افريقية تسحب ''سيرو'' للسعال    خطير/ حجز 70 صفيحة "زطلة" لدى مسافر تونسي بميناء حلق الوادي..    آخر زلات بايدن: أشاد بدولة غير موجودة لدعمها أوكرانيا    الكيان الصهيوني : الرد على طهران لن يعرض دول المنطقة الى الخطر    قيس سعيد: لابد من دعوة عدد من السفراء الأجانب لحثّ دولهم على عدم التدخل في شؤوننا    الامارات: سحب ركامية وأمطار غزيرة مرفوقة بنزول البرد    عاجل: قيس سعيد: آن الأوان لمحاكمة عدد من المتآمرين على أمن الدولة محاكمة عادلة    حركة المسافرين تزيد بنسبة 6،2 بالمائة عبر المطارات التونسية خلال الثلاثي الأوّل من 2024    جندوبة: الاتحاد الجهوي للفلاحة يدين قرارات قطع مياه الري ويطالب رئيس الجمهورية بالتدخل    زغوان: تكثيف التدخلات الميدانية لمقاومة الحشرة القرمزية والاصابة لا تتجاوز 1 بالمائة من المساحة الجملية (المندوب الجهوي للفلاحة)    البطولة الافريقية للاندية البطلة للكرة الطائرة - فوز مولدية بوسالم على النصر الليبي 3-2    معرض تونس الدولي للكتاب 2024: القائمة القصيرة للأعمال الأدبية المرشحة للفوز بجوائز الدورة    دار الثقافة بمساكن تحتضن الدورة الأولى لمهرجان مساكن لفيلم التراث من 19 الى 21 افريل    البطولة الوطنية لكرة السلة(مرحلة التتويج): برنامج مباريات الجولة التاسعة    معرض تونس الدولي للكتاب.. 25 دولة تسجل مشاركتها و 314 جناح عرض    وزير الدفاع يستقبل رئيس اللجنة العسكرية للناتو    منظمة الأعراف تُراسل رئيس الجمهورية بخصوص مخابز هذه الجهة    موعد أول أيام عيد الاضحى فلكيا..#خبر_عاجل    أكثر من 129 ألف مترشحا لبكالوريا 2024 يشرعون في اجتياز اختبارات التربية البدينة " الباك سبور"    الدورة السادسة لملتقى "معا" للفن المعاصر بالحمامات يستضيف 35 فنانا تشكيليا من 21 بلدا    أنس جابر تبقى في المركز التاسع في التصنيف العالمي لرابطة محترفات التنس    نصائح للمساعدة في تقليل وقت الشاشة عند الأطفال    المؤتمر الدولي "حديث الروح" : تونس منارة للحب والسلام والتشافي    ايطاليا ضيف شرف معرض تونس الدولي للكتاب 2024    تألق المندوبية الجهوية للتربية صفاقس1 في الملتقى الاقليمي للموسيقى    تونس: التدخين وراء إصابة 90 بالمائة من مرضى سرطان الرئة    مفاهيمها ومراحلها وأسبابها وأنواعها ومدّتها وخصائصها: التقلّبات والدورات الاقتصادية    أولا وأخيرا... الضحك الباكي    تونس تحتضن الدورة 4 للمؤتمر الأفريقي لأمراض الروماتيزم عند الأطفال    فتوى جديدة تثير الجدل..    الزرع والثمار والفواكه من فضل الله .. الفلاحة والزراعة في القرآن الكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حديث الأربعاء: عمر صحابو ل«الصباح».. القضاء العسكري متيقن من وجود جهاز سري للنهضة.. والشاهد كان مجرد موظف بسفارة أمريكا
نشر في الصباح يوم 09 - 01 - 2019

لائحة لوم من حركة النهضة كفيلة بإنهاء يوسف الشاهد سياسيا
قبول كمال مرجان بحقيبة الوظيفة العمومية إهانة و«تطيح قدر»
هذه خفايا «صفقة التوافق».. والباجي قائد السبسي انتهى بالنسبة لحركة النهضة
كتلة الائتلاف الوطني تضم مرتزقة يبحثون عن «الرزق الحلال»
أخشى أن يكون مؤتمر النداء «عملية تبييض» لحافظ قائد السبسي بإكسابه الشرعية الانتخابية
◗ أجرت الحوار: منية العرفاوي -
كان عمر صاحبو من أوّل القيادات المؤسسة لحزب نداء تونس التي انتقدت بشكل لاذع الباجي قائد السبسي بعد أشهر قليلة من وصوله لمنصب رئيس الجمهورية، عمر صاحبو صاحب المسيرة الصحفية الطويلة والسياسي الذي يفضّل اليوم أن يكون مستقلا عن الأحزاب والذي كان ضمن أوّل الخمسة موقّعين على البيان التأسيسي لحزب نداء تونس مع رضا بلحاج ومحسن مرزوق ونبيل القروي ولزهر العكرمي، لم يغفر أبدا للباجي قائد السبسي «تحالفه مع الاسلاميين» وما زال الى الآن ينظر الى المسألة على أنها «خيانة لا تُنسى».. يعود اليوم في هذا الحوار المطوّل ل»الصباح» ليكشف تفاصيل صفقة هذا التحالف، وليتحدّث بجرأة وشجاعة عن مواقفه من عدّة قضايا ومن شخصيات فاعلة في المشهد السياسي، دون أن يخفي أنه يفكّر في مسألة ترشّحه كمستقل للانتخابات الرئاسية القادمة .
في هذا الحوار تحدّث عمر صاحبو عن موقفه من الأحزاب وأسباب فشلها في نيل ثقة الرأي العام، رغم أنه لم يخف أن حزب التيار الديمقراطي من الأحزاب «التي لفتت انتباهه» والتي يكن لها «احتراما خاصّا وذات الاحترام يكنّه لمؤسس الحزب محمّد عبو»... وفي معرض هذا الحوار أكّد عمر صاحبو أنه يتوقّع مستقبلا سياسيا كبيرا لحزب التيار الديمقراطي، كما أبدى محدّثنا «إعجابه» بالأمينة العامة للحزب الدستوري الحر، عبير موسي التي قال إنها «نجحت في جمع شتات نسبة هامّة من التجمعيين» مضيفا «أن هذا يُحسب لها».
عمر صاحبو الذي بدا متشائما بشأن المؤشرات الاقتصادية الخطيرة التي تشهدها البلاد وارتفاع منسوب الاحتقان الاجتماعي بقوله إن «ظاهرة الجوع أصبحت حقيقة ملموسة في تونس»، بدا واثقا ممّا وصفه ب «طينة الشعب التونسي الذي لم يتمكّن أحد من أن يقضي عليه»، هذه الطينة التي قال أنها «تتجلّى في ذلك المدّ التضامني وبسخاء من طرف كل التونسيين في زمن الكوارث»..
* هل تتفق مع رئيس الدولة الباجي قائد السبسي، في تشخيصه للوضع الراهن، عندما وصفه بأنه «سيء» خاصّة وأن هذا الاعتراف اعتبرته قد أتى متأخّرا؟
- «الوضع سيء» تبدو عبارة دون المستوى، الوضع بات كارثيا، فتونس لم تصل قطّ الى هذا الحدّ من الانهيار منذ الاستقلال والدليل على ذلك تدهور جميع المؤشرات الاقتصادية بتمامها وكمالها دون وجود ولو مؤشّر إيجابي وحيد ..
* لكنك أنت ساهمت بقوة في ايصال منظومة الحكم الحالية إلى السلطة.. وكنت من أبرز الداعمين لرئيس الدولة الحالي؟
- صحيح أنا من مؤسسي نداء تونس في أولى «النواتات» التي انبثق عنها، ودعمت الباجي قائد السبسي وناصرته... ففي ذلك السياق السياسي لم تكن هناك شخصية سياسية أخرى بخلاف الباجي قائد السبسي تستطيع ان تجسّم في شخصها البديل للترويكا.. فرض نفسه تاريخيا وسياسيا وفرض نفسه على الجميع بمن فيهم رؤساء الأحزاب الوسطية القريبة من النداء مثل السيد نجيب الشابي والمرحوم أحمد ابراهيم، جميعهم قبلوا بزعامة الباجي قائد السبسي لأنه رجل المرحلة وقتها.. ولكن يجب ألا ننسّى أن عمر صحابو كان أوّل من شهّر بخيار التحالف مع النهضة وأوّل من انتقد بشكل لاذع رئيس الجمهورية.
* كنت من أوّل الناقدين لسياسية التوافق.. بماذا شعرت لحظة أعلن الباجي قائد السبسي، الذي بنى مشروعه السياسي والانتخابي في تضاد مع حركة النهضة، عن توافقه معها في الحكم؟
- بالخيانة.. وما دفعني إلى موقف التشهير ذاك هو أنّي تفطّنت الى ثلاث حقائق مفزعة، اوّلا أنه وقعت مقايضة أو صفقة سياسية بين قائد السبسي والغنوشي في اجتماع باريس وجوهرها الآتي: تعهّد راشد الغنوشي بأن لا يمنع الباجي قائد السبسي من الترشّح للانتخابات من خلال عدم تمرير القانون الذي يحدّد سنّ الترشّح ب 75 سنة، فمشروع ذلك القانون وقت لقاء باريس كان ما يزال بين أخذ وردّ وسيفا مسلولا على رأس الباجي قائد السبسي ذهب به راشد الغنوشي الى لقاء باريس، يعني صفقة الغنوشي مع الباجي هو أن يمنحه مفتاح قصر قرطاج ولكن بشرط أن تحكم معه النهضة وهو ما حصل بالفعل ..
وبالتالي التحالف بين الباجي والغنوشي كان اختياريا وليس اضطراريا كما صوّره البعض.. هي مقايضة سياسية على حساب التوجّه الإصلاحي التاريخي التونسي.
* وماذا عن القطيعة التي أعلنها قائد السبسي مع حركة النهضة منذ أشهر؟
- هذا القطيعة أرادها الغنوشي وليس الباجي قائد السبسي الذي أعلن صراحة ان القطيعة كانت برغبة من رئيس حركة النهضة .
* ولماذا في تقديرك أرادت حركة النهضة في هذا الوقت بالذات القطيعة؟
- النهضة تعتبر أن الباجي قائد السبسي ونجله حافظ وحزبه نداء تونس لن يعودوا يشكلون بديلا جدّيا للتحالف الحكومي.. بالنسبة لحركة النهضة الباجي قائد السبسي انتهى، قام بالدور المطلوب منه وانتهى، وما تبقى من نداء تونس وعلى رأسه نجله لا يمثّل شيئا، وهو مرشّح للانهيار.
* في تقديرك ما الذي أنهك نداء تونس، هل هو سوء تصرّف رئيس الدولة أم إخفاق نجله أم طموحات مبالغ فيها لقيادات الحزب المؤسسة؟
- لو لم يكن حافظ قائد السبسي على رأس نداء تونس ومتحمّلا لمسؤوليات حسّاسة لبقي نداء تونس على حاله.. حافظ قائد السبسي هو «الدمالة» في النداء.. كل الذين زاغوا عن النداء وأسسوا أحزابا جديدة كان سببها سطو حافظ على الحزب.
* حافظ قائد السبسي هذه الشخصية الغامضة بالنسبة للتونسيين، في تقديرك وأنت ربّما عرفته عن قرب هل يستحق كل هذا النقد لأدائه السياسي؟
- باختصار لو لم يكن الباجي قائد السبسي مؤسس نداء تونس ولو لم يفز بمنصب رئيس الجمهورية لاستمرّ نجله حافظ في التجارة و»البزنس» الخاصّ به.. فوجوده السياسي يستمدّه من وجود والده.. ليست له الخصال الذاتية، ليست له المسيرة النضالية التي تؤهّله لتولي مناصب في الدولة وليست له الكاريزما الضرورية لتحمّل المسؤولية وليست له الشهائد العلمية.. فهو «فارغ» من حيث الشروط الأساسية.
* كيف ليست لديه الشهائد العلمية وهو يقول أنّه من أصحاب الشهائد العليا؟
- يكذب.. ليس صحيحا.. هو لم يتحصّل حتى على شهادة الباكالوريا.
* لو بقي محسن مرزوق أمينا عاما للنداء هل سيكون وضع النداء اليوم أحسن مما هو عليه؟
- أنا أعرف جيّدا محسن مرزوق وخبرته سياسيا.. اذ هو كان ضمن النواة الأولى التي أسّست حزب نداء تونس وكتبت البيان التأسيسي وقد كنّا 5 أشخاص، رضا بلحاج ولزهر العكرمي ومحسن مرزوق ونبيل القروي وأنا. موقفي منه جدّ سلبي وأعتبره وليد خليط من الظروف السياسية والجيوسياسية الدخيلة على تونس، وما نلاحظه في تصرّفاته خلال السنوات الأخيرة يدلّ على أنه غير مسيطر على مسيرته السياسية فهو ذاتيا شخصية مسترابة جدّا وله اتصالات وانتماءات جيوسياسية مشبوهة جدّا.
* بعد أسابيع قليلة سيكون المؤتمر الأوّل لحزب نداء تونس، ماذا تنتظر من هذا المؤتمر؟
- خوفي من أن يكون هذا المؤتمر عملية تبييض وعملية إكساب حافظ قائد السبسي الشرعية الانتخابية والسياسية التي يفتقدها.
* هل يشكل حافظ خطرا على الحياة الديمقراطية؟
- ليس بهذا المعنى تحديدا، ولكن غاية الباجي قائد السبسي الحريص كل الحرص على أن المؤتمر يعقد زمنيا في أقرب مدّة ممكنة، هو اكساب نجله حافظ قائد السبسي الشرعية الانتخابية والذاتية التي يفتقدها وبذلك يكون هو في حلّ من ابنه، هذا هو حسب رأيي الهدف الاستراتيجي والشخصي للسبسي وابنه، وبالنسبة للمؤتمر فانه إذا أفضى من جديد إلى تركيز حافظ قائد السبسي على رأس الحزب فستكون نهاية النداء.
* ماذا تقول لحافظ قائد السبسي؟
- «امشي على روحك».. عد الى «البزنس» خاصتّك.
* في تقديرك ما هي الأخطاء التي ارتكبها الباجي قائد السبسي وكانت أخطاء تاريخية لا تغتفر؟
- خطأن تاريخيان أولّهما التحالف مع النهضة والتعنّت في تركيز ودعم ابنه.. وأخشى على الباجي من خروج مهين وغير مشرّف من القصر وهي فرضية متوقّعة جدّا ..
* يوسف الشاهد هذا اللاعب الجديد في الساحة السياسية بعد أن غادر جبّة الباجي قائد السبسي، كيف تحكم على مسيرته كرئيس حكومة وموقفك من طموحاته السياسية؟
- لن أحكم على يوسف الشاهد إلا بناء على وقائع موضوعية، أولا كرئيس حكومة هو يقدّم أرقاما مغشوشة ومغلوطة للمؤشرات الاقتصادية، وثانيا لن أنسى شخصيا أنّه مصدر مأساة صابر العجيلي وعماد عاشور ظلما..
* لكن إيقافهما تم على خلفية قضية شفيق جراية وعملية إيقافه، فما هو تعليقك على القضية التي استهلّ بها رئيس الحكومة «حربه على الفساد»؟
- سجن شفيق جراية عكس ما يُقال ويُشاع ليس بسبب الفساد إنما وقع إيقافه والزج به في السجن بسبب «التخابر ضدّ الدولة».. يعني إيقافه كان عملية إيحائية، تمويهية وتضليلا للرأي العام بعد أن قيل أنّه سُجن من أجل الفساد، وبالتالي هذا يعدّ نوعا من المغالطة والتضليل التي قام بها يوسف الشاهد في حربه المزعومة على الفساد بصفة عامّة.
* هل تعتقد أن رئيس الحكومة يُقود فعلا حربا على الفساد؟
- أين ذلك؟.. لم نر شيئا... فحتى قضية وزارة الطاقة قيل إن الوزير «نظيف» واقتصر الأمر على كاتب الدولة للوزارة.. ثم إن عملية حذف الوزارة كانت غير قانونية وغير دستورية. كان يُفترض استشارة مجلس الوزراء، يعني عملية صبيانية اعتباطية لا تمت لثقافة الدولة بصلة.
* ماذا ينقص رئيس الحكومة في تقديرك ليتشبّع بثقافة الدولة كما تراها؟
- تنقصه التجربة والخبرة، قبل تسميته كان مجرّد موظّف في السفارة الأمريكية مسؤولا عن ملف الفلاحة، ليتحمّل رئاسة الحكومة يُفترض أن تكون له مسيرة وخبرة ادارية وسياسية كبيرة في أجهزة الدولة.
* لكن من اختاره هو رئيس الدولة؟
- اختاره لغاية في نفس يعقوب.. وغايته كانت التحكّم في السلطة التنفيذية للدولة عن طريق «صبيّه» وإذا بالسحر ينقلب على الساحر.
* لماذا اليوم حركة النهضة تُراهن بقوّة على يوسف الشاهد، مجازفة حتى بعلاقتها مع رئيس الدولة؟
- الغنوشي واقعي.. النهضة تطوّرت من السلوك العقائدي، النظري، الطوباوي الى السلوك السياسي الواقعي الذي لا يعتبر ولا يُبنى الاّ على ميزان القوى.. وقد نظر الغنوشي في المشهد واعتبر أن الباجي وحزبه ونجله انتهوا ويوسف الشاهد يمكن أن يكون حليف المستقبل.
* هل هناك قوى أخرى محلية أو دولية تراهن على يوسف الشاهد؟
- من المعلوم أن الاتحاد الأوروبي يُراهن عليه وقالها صراحة السفير الفرنسي.. يدعمونه لأنه التزم بأجندات الاتحاد الأوروبي، يعني مشروع اتفاق التبادل الحرّ والشامل «أليكا».
* هل تعتقد أن الشاهد جادّ في تأسيس حزب أم سيكون تحت جبّة النهضة وقد يترشّح باسمها في الانتخابات القادمة؟
- من الواضح أن المقربين منه وأصدقاءه يتحرّكون اليوم على الساحة السياسية ليعلنوا عن قرب تأسيس حزبه.
* هل هناك اتصالات ببعض القيادات من نداء تونس؟
- عموما أنصار يوسف الشاهد جميعا ينحدرون من نداء تونس ...
* وجود كمال مرجان في الحكومة هل يعدّ مؤشّرا على أن التجمعيين مرحّب بهم في الحزب المرتقب لرئيس الحكومة؟
- التجمعيون والدستوريون الحقيقيون، أبدا لن يتحالفوا مع النهضة، ولن يكونوا معها في نفس السلطة.. مستحيل.. السيّد كمال مرجان لا يمثّل غير نفسه وطموحه.
* تعليقك على قبوله بحقيبة الوظيفة العمومية؟
- إهانة.. و»تطيّح قدر»...
* وكيف تعلّق على كتلة الائتلاف الوطني التي باتت فاعلا رئيسيا في المشهد السياسي؟
- كتلة مكوّنة من ثلاثة أصناف، شخصيات محترمة قرّرت ان تناصر يوسف الشاهد عن قناعة، ومهرولون نحو السلطة، ومرتزقة لا يرغبون الاّ في امتلاك مواقع تمكّنهم من «الرزق الحلال».
* بالنسبة لحركة النهضة هل تعتقد أن لها جهازا سرّيا بعد الثورة وأنت ربمّا عايشت زمنيا فترة الجهاز السرّي الأوّل؟
- طبعا لها جهاز سرّي بالوثائق وبالتسجيلات.. وحتى القضاء العسكري تثبت في الأمر وتيقن من وجود هذا الجهاز السرّي.
* لكن إلى الآن لم تعلن أي جهة تورّط أي قيادي من قيادات حركة النهضة؟
- الأبحاث تم التعتيم عليها وعُطّلت، مثلا لم نسمع يوسف الشاهد ينبس ببنت شفة واحدة فيما يخصّ الجهاز السرّي.
* لماذا في تقديرك؟
لأنه حليفها.. ولأن بقاءه رئيسا للحكومة ووجوده السياسي رهين تحالفه مع النهضة.. فاذا سحبت النهضة من تحت أقدامه البساط وقدّمت فيه لائحة لوم.. سينتهي سياسيا.
* هل تتوقّع أن تخرج معطيات جديدة وصادمة عن هذا الجهاز السرّي؟
- مع الأسف، ورغم قيمة وخطورة المعطيات التي قد تخرج الى العلن فانه سيقع تعطيل مسار المحاسبة وتغييبه.
* الباجي استقبل هيئة الدفاع وأخذ على عاتقه كشف الحقيقة؟
- أجل.. وماذا بعد؟.. عموما هذه «فنيات» الباجي قائد السبسي...
* هل تعتقد أن رئيس الدولة يعرف حقائق خطيرة لا نعلمها بخصوص هذا الملف؟
- أكيد طبعا.. لكن هناك اليوم ميزان الخوف يتحكّم في علاقة كل الأطراف الفاعلة سياسيا، فكل طرف يملك «دوسيات ادانة» ضدّ الطرف الآخر ..
* يعني اليوم أن الدولة محكومة بمنطق «الدوسيات» والملفات؟
- ميزان الخوف يتحكّم في علاقة الأطراف الحاكمة والنافذة في البلاد..
* كيف تقيّم أداء المعارضة في السياقات الراهنة؟
- هناك معارضة مؤسساتية عن طريق أحزاب فاعلة، وهناك المعارضة المدنية الشعبية، أي الشارع ووسائل التواصل الاجتماعي للاحتجاج والتعبير عن الغضب من سوء الأوضاع الراهنة.
* هل تدعم احتجاج الشارع وتحرّكاته للإطاحة بالحكومة مثلا؟
- أن يتحرّك الشارع فهذه فرضية معقولة جدّا.. ولا مناص منها لأن درجة الاحتقان لدى الشعب بلغت ذروتها، فبالنسبة للتونسي هناك شيئان مقدسان لا يجب المساس بهما «قوته» و»دراسة أبنائه».. والاثنان انتهكا وتم المساس بهما.
* كيف تحكم على دور الاتحاد العام التونسي للشغل في هذه المرحلة؟
- الحمد الله أن هناك اتحاد شغل وطني ومسؤول، فعكس ما يُقال ويُشاع، الاتحاد أطرّ وجنّب الحياة الاقتصادية والاجتماعية عشرات الاضطرابات والاعتصامات وتمكّن من تطويقها واحتوائها والوصول بها الى اتفاقات ..
* في الفيديو الاخير الذي نشرته على صفحتك الرسمية بدا واضحا أنكّ أردت طمأنة الرأي العام بشأن عدم الخوف من الاحتجاجات وبأن المؤسسة العسكرية جاهزة للتصدّي للفوضى؟
هذا صحيح.. وهذا ما جرت عليه العادة منذ الاستقلال.. عند الفوضى الجيش التونسي يتحمّل مسؤوليته.. وتبقى دائما الفوضى فرضية قائمة خاصّة عندما ننظر بواقعية الى ما يجري في الساحة السياسية، فعلاقة رئيس الدولة ورئيس الحكومة، أي رأسا السلطة التنفيذية، منعدمة منذ سنة.. فهل هذا معقول؟.. أضف الى ذلك الوضع الاجتماعي المحتقن، كذلك البطالة، الإحباط، ارتفاع مؤشرات الجريمة... دخلنا في سلّم ال «لا قيم» لم نعهده من قبل..
* لو كتب للانتخابات أن تجرى في مواعيدها المقرّرة، هل تعتقد أن الباجي قائد السبسي سيترشّح لعهدة ثانية؟
- أتمنى ذلك.. حتى يتمكّن من التعرّف إلى درجة انهيار وتفتّت شرعيته و»يعرف قدره».. يعني أن يتجرّأ مرّة أخرى وبعد فشله الذريع في السنوات الماضية أن يتقدّم بترشّحه من جديد وعمره 93 سنة لمدّة انتخابية يصل بها إلى 99 سنة.. فذلك أظنّه غباء غير قادر عليه ..
*هل تعتقد أن راشد الغنوشي يمكن أن يترشّح إلى الانتخابات؟
- هو أيضا أتمنى أن يترشّح حتى يتبيّن مدى إشعاعه لدى الرأي العام في تونس .
* اذا لم يكن راشد الغنوشي هل تعتقد أن حركة النهضة يمكن أن يكون لها مرشّح في الانتخابات؟
- لا أعتقد لأنه محكوم عليها بالهزيمة ولهذا السبب عند كتابة الدستور تجنّبت حركة النهضة النظام الرئاسي لأنها تعلم علم اليقين أنه لن يكون لها أي حظ في الفوز بالانتخابات الرئاسية.
* عمر صحابو هل سيترشّح؟
- أفكّر في المسألة.
* كمستقلّ؟
- كثرة الأحزاب ونفور الرأي العام منها لفشلها جعلني أفضّل أن أكون مستقلا.. وبناء على روح الدستور أرى أنه من المناسب أن يكون رئيس الدولة مستقلا عن الأحزاب ورئيسا لكل التونسيين وليس رهين حزبه كما هو الشأن اليوم.
* في الانتخابات القادمة هل تعتقد أن المستقلين يمكن أن يحقّقوا ذات النتائج المفاجئة التي أفرزتها الانتخابات البلدية الأخيرة؟
- دون شك لأن الأحزاب فشلت في إقناع الرأي العام وخذل جميعها التونسيين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.