القبض على عنصر ارهابي..ورئيس الدولة يتوعد..#خبر_عاجل    رئيس الجمهورية: تونس لن تقبل أن تكون موطنا أو معبرا للمهاجرين غير النظاميين    البنك المركزي : ضرورة مراجعة آليات التمويل المتاحة لدعم البلدان التي تتعرض لصعوبات اقتصادية    اجتماعات ربيع 2024: الوفد التونسي يلتقي بمجموعة من مسؤولي المؤسسات المالية الدولية    مكتب الرابطة يسلط جملة من العقوبات على الأندية    بطولة شتوتغارت للتنس: أنس جابر تواجه اليوم المصنفة 14 عالميا    أبطال إفريقيا: ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي يحط الرحال بتونس    إلزام جوفنتوس بدفع 7ر9 ملايين أورو لكريستيانو رونالدو كرواتب متأخرة    ما قصة ''الجسم المشبوه'' في سوسة ؟    دراسة: المناخ سيؤدي لتقليص الاقتصاد العالمي بنحو 20% في 2050    سعيد يفجرها: "لا عودة الى الوراء..الأقنعة سقطت وأوراق التوت يبست وتكسرت"..    سيدي بوزيد: حجز مواد غذائية من اجل الاحتكار والمضاربة بمعتمدية الرقاب    حادث مرور قاتل في القصرين..وهذه حصيلة الضحايا..    القصرين: حادث مرور قاتل    عاجل/ زلزال بقوة 5.4 درجات يضرب هذه المنطقة..    استغلال وابتزاز جنسي للأطفال عبر الإنترنات..وزارة المرأة تتخذ هذه الاجراءات..    توريد 457 ألف طن من القمح اللين.. مضاعفة الكميات في السوق    إيداع مواطن بالسجن من أجل نشر صورة كاريكاتورية ..التفاصيل    مواطن يتفطن لجسم مشبوه بهذه المنطقة واستنفار أمني..#خبر_عاجل    ريال مدريد يفوز على مانشستر سيتي ويتأهل الى نصف نهائي رابطة أبطال أوروبا    نادال يودع الدور الثاني من بطولة برشلونة للتنس    مفوض عام الأونروا يحذر من أن المجاعة تحكم قبضتها على غزة..    تعرض كاهن للطعن داخل كنيسته في سيدني    فيديو.. سائق شاحنة غاضب يحطم مبنى في تكساس    الهوارية : انهار عليه الرّدم في بئر و هو بصدد الحفر    مصر: رياح الخماسين تجتاح البلاد محملة بالذباب الصحراوي..    اليمن: سيول وفيضانات وانهيارات أرضية    الأعنف منذ 80 عاماً.. فيضانات روسيا تغمر 18 ألف منزل    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    قضية التآمر: هيئة الدفاع عن السياسيين الموقوفين تقرر مقاطعة جلسة اليوم    بطولة شتوتغارت: أنس جابر تتاهل الى الدور ثمن النهائي    البطولة الوطنية المحترفة لكرة السلة(مرحلة التتويج-الجولة9): النتائج والترتيب    زغوان: تطور في قيمة نوايا الاستثمار في قطاع الخدمات في الثلاثي الاول للسنة الحالية    تعيين أوسمان ديون نائبا جديدا لرئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا    خمسة عروض من تونس وبلجيكا وفرنسا في الدورة الثانية لتظاهرة المنستير تعزف الجاز    أطفال من بوعرادة بالشمال الغربي يوقعون إصدارين جماعيين لهم في معرض تونس الدولي للكتاب 2024    أريانة: الدورة الثانية لأيام المنيهلة المسرحية من 17 إلى 23 أفريل الجاري    وزير الصحة يشدد في لقائه بمدير الوكالة المصرية للدواء على ضرورة العمل المشترك من أجل إنشاء مخابر لصناعة المواد الأولية    توزر: المؤسسات الاستشفائية بالجهة تسجّل حالات إسهال معوي فيروسي خلال الفترة الأخيرة (المدير الجهوي للصحة)    الكاف: تلقيح اكثر من 80 بالمائة من الأبقار و25 بالمائة من المجترات ضد الأمراض المعدية (دائرة الإنتاج الحيواني)    "سينما تدور": اطلاق أول تجربة للسينما المتجولة في تونس    الفضيلة    لعبة الإبداع والإبتكار في كتاب «العاهر» لفرج الحوار /1    حالة الطقس ليوم الخميس 18 أفريل 2024    أخبار المال والأعمال    غدا افتتاح معرض تونس الدولي للكتاب...إمضِ أبْعد ممّا ترى عيناك...!    وزير الصحة يعاين ظروف سير العمل بالمستشفى الجهوي بباجة    جراحة فريدة في الأردن.. فتحوا رأسه وهو يهاتف عائلته    لإنقاذ مزارع الحبوب: تزويد هذه الجهة بمياه الري    جورجيا ميلوني: "لايمكن لتونس أن تصبح دولة وصول للمهاجرين"    عاجل/ القبض على شخصين متورطين في طعن عون أمن بهذه الجهة    سيلين ديون تكشف عن موعد عرض فيلمها الجديد    بعد صمت طويل: هذا أول تصريح لأمين قارة بعد توقّف برنامجه على الحوار التونسي    علامة ''هيرمس'' تعتذر لهيفاء وهبي    عاجل : دولة افريقية تسحب ''سيرو'' للسعال    موعد أول أيام عيد الاضحى فلكيا..#خبر_عاجل    مفاهيمها ومراحلها وأسبابها وأنواعها ومدّتها وخصائصها: التقلّبات والدورات الاقتصادية    فتوى جديدة تثير الجدل..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ممنوع من الحياد/ شارع الابرتاييد.. أو ثمار عبث فتح وحماس
نشر في الصباح يوم 13 - 01 - 2019

إنجاز عنصري آخر يضاف إلى سجل الاحتلال الإسرائيلي الذي يمضي بعد جدار الفصل العنصري إلى إقامة شارع الابارتاييد في مدينة القدس للفصل بين السائقين الفلسطينيين وبين المستوطنين تماما كما في زمن العنصرية البغيضة في أمريكا حيث لا مكان للسود في مدارس ومطاعم ومحلات البيض وكما في جنوب إفريقيا حيث الأقلية البيض تتمتع بالأرض وخيراتها على حساب الأقلية من السود..
المشكلة أن ممارسات الميز العنصري والابرتاييد التي كانت تستنهض الضمير العالمي للتصدى لنظام جنوب إفريقيا العنصري قد ابتلي بالعجز والشلل وأصيب بالصمم منذ أسقط قرار إلغاء مساواة الصهيونية بالعنصرية حيث دخلت الممارسات العنصرية الإسرائيلية قيد العادة والمألوف وباتت تمر دون أن تحرك ساكنا لدعاة الحرية والمساواة في العالم الحر.. والأكيد اليوم أن هذه الممارسات وغيرها باتت تجد لها في الانقسام الفلسطيني الذي دخل مرحلة غير مسبوقة ما يغذيها بعد أن استفحل كالداء وبات ينخر ما بقي من الجسد الفلسطيني العليل.. وهو انقسام أنهك مختلف فئات الشعب الفلسطيني من الضفة إلى القطاع وأصابهم بالإحباط واليأس من النخبة الفلسطينية التي ابتليت بداء تدمير بعضها البعض متجاهلة مخاطر وتحديات الاحتلال والمعاناة اليومية للشعب الفلسطيني بين مطرقة المستوطنين وسندان جيش الاحتلال و قمعه.. لا أحد بإمكانه اليوم أن ينكر أن تداعيات الانقسام قد ضاعفت المأساة وجعلت القضية الفلسطينية تحصد الخيبات وتتراجع في مختلف المحافل الإقليمية والدولية وتفسح الطريق أمام الاحتلال لاستغلال هذا الوضع والمضي قدما في مشاريع التهويد والتوسع الاستيطاني وتضييق الخناق على الأهالي والتفنن في اهانتهم وقمعهم ومواصلة حرق واقتلاع أشجار الزيتون وكل ما يمكن أن يدفع الفلسطينيين في التخلي عن الأرض والبحث عن ملجئ له حيثما يكون.. وقد وجب الإشارة أن النتيجة كانت ولا تزال إسقاط الاحتلال من سلم الأولويات ورفع القضية الفلسطينية من دائرة الاهتمامات إقليميا ودوليا.. وهو ما حدث فعلا والفضل في ذلك يعود في جزء منه إلى الحرب المعلنة بين فتح وحماس التي يبدو وكأنها دخلت مرحلة اللاعودة في المدة الأخيرة بعد انسحاب السلطة الفلسطينية من معبر رفح وإعلان حماس رفع الشرعية عن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.. من الواضح أن الانقسام الحاصل في المشهد الفلسطيني سيظل اكبر هدية يحظى بها الاحتلال حتى الآن والأرجح أنه الأحرص على استمرار الوضع على حاله لاستكمال مشروع التوسع ..
افتتاح شارع الابرتاييد لن يكون آخر ابتكارات الاحتلال الإسرائيلي ونظام الميز العنصري الذي يتجاوز ما كانت نظام الابرتاييد في جنوب إفريقيا أقدم عليه ...
هل كانت سلطات الاحتلال ستقدم على ما تقدم عليه اليوم وكل يوم لولا مظاهر الانقسام المهين الذي بات يوفر مظلة للاحتلال لمواصلة تنفيذ مخططاته؟ وهل كان الشارع الفلسطيني سيكون هذا حاله من الاستسلام والانكسار لولا حروب الاستنزاف بين قياداته؟ نكاد نجزم أن الشعب الفلسطيني لم يسبق له أن وجد نفسه في مثل هذا الوضع من الهشاشة والانهيار والضياع بعد فقدان البوصلة ..
ان اخطر ما يحدث في المشهد الفلسطيني اليوم أن الاحتلال لم يعد القضية الأولى المطروحة أمام الفلسطينيين وأن الأولويات اختلطت والأوراق تبعثرت بسبب حرب المواقع والتناحر القائم على سلطة وهمية تحت قيد الاحتلال.. ولعل في تعمد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو التعبير عن ترحيبه من القاهرة بالتقارب الحاصل بين العرب وإسرائيل بعد تعدد جولات التطبيع بين تل أبيب وحلفائها الجدد في العالم العربي ما يفترض استعادة الوعي الفلسطيني المفقود وكبح جماح عملية التدمير والقضاء الغبي على القضية...
بالأمس خرجت قوى فلسطينية تستصرخ الفصائل المتناحرة أو الإخوة الأعداء في الضفة والقطاع تردد بصوت واحد "يا عباس ويا حماس وحدتنا هي الحل".. ولا شيء حتى الآن يؤشر إلى أن صرخات الاستغاثة يمكن أن تبلغ أسماع القوى التي تعتقد كل منها واهمة بأنها قادرة على إقامة دولتها.. شارع الابارتييد لن يكون نهاية الماسي وآن الأوان لإيقاف العبث بين حماس وفتح.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.