عميد المحامين الجديد بوبكر بالثابت يتسلم مهامه    الاساتذة النواب دفعة 2026 يستنكرون إجراء تغيير مقاييس ترتيبهم    فائض الميزان التجاري الغذائي يتراجع إلى 683,2 مليون دينار موفى أوت 2025    موسم الحبوب..البنك الوطني الفلاحي يرفع من قيمة التمويلات    حجز مواد غذائية غير صالحة للاستهلاك قرب إحدى المؤسسات التربوية..    الرابطة الأولى: تعيينات منافسات الجولة السابعة ذهابا    الرابطة الأولى: قطيعة بالتراضي بين الإتحاد المنستيري والنيجيري فيكتور موسى    إنتقالات: المهاجم الجديد للترجي الرياضي يحط الرحال في تونس    دليل استخلاص الديون في تونس: من التفاهم الودّي الى العُقلة على الأموال والممتلكات    قصر النظر عند الأطفال: الدكتور فهمي نافع يحذر ويقدم نصائح مع العودة المدرسية    الحماية المدنية: 537 تدخلا منها 124 لاطفاء الحرائق خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية    عاجل/ تفاصيل جديدة عن حادثة وفاة امرأة اضرمت النار في جسدها بأحد المعاهد..    قبلي: انطلاق التحضيرات الاولية لانجاز مشروع الزراعات الجيوحرارية بمنطقة الشارب    كرة السلة - شبيبة القيروان تتعاقد مع النيجيري فرانسيس ازوليبي    الغنوشي: '' البشائر تتأكد شيئا فشيئا خصوصاً بالشمال والوسط الأسبوع القادم.. وكان كتب جاي بارشا خير''    عاجل : وزير النقل يضع مهلة ب15يوما لضبط روزنامة برامج عمل    اجتماع بمعهد باستور حول تعزيز جودة وموثوقية مختبرات التشخيص البيولوجي    آلام المفاصل عند الأطفال مع العودة المدرسية: أسباب وطرق الوقاية    "يخدعني ويخلق المشاكل".. المعركة الكلامية تحتدم بين ترامب ونتنياهو    سليانة: رفع 372 مخالفة اقتصادية منذ شهر أوت الماضي    المدعي العام الإسباني يأمر بالتحقيق في الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال في غزة    عاجل: بذور جديدة وتطبيقات ذكية لمواجهة الجفاف في تونس    السجل الوطني للمؤسسات يعلن حزمة إجراءات رقمية جديدة: دفع حصري عن بُعد ومضمون إلكتروني مُحدَّث    هام/ وزير التجهيز يشرف على جلسة عمل لمتابعة اجراءات توفير مساكن اجتماعية في إطار آلية الكراء الممللك..    مونديال الكرة الطائرة - المنتخب التونسي يفوز على نظيره المصري بثلاثة اشواط نظيفة ويصعد الى الدور ثمن النهائي    الملعب التونسي يفسخ عقد هذا اللاعب..#خبر_عاجل    رابطة ابطال اوروبا : ثنائية كين تقود بايرن للفوز 3-1 على تشيلسي    عاجل/ بطاقة ايداع بالسجن ضد رئيس هذا الفريق الرياضي..    عاجل/ غرق 61 مهاجرا غير شرعي اثر غرق قارب "حرقة" قبالة هذه السواحل..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    عاجل/ تقلبات جوية وأمطار بداية من هذا التاريخ..    الموت يغيب هذه الإعلامية..#خبر_عاجل    عاجل/ مجلس الأمن الدولي يصوّت على مشروع قرار جديد بشأن غزة..    توقّف العبور في راس جدير؟ السلطات الليبية تكشف الحقيقة!    200 حافلة حرارية جايين من جنيف.. تحب تعرف التفاصيل؟    وفاة الإعلامية اللبنانية يمنى شري بعد صراع مع المرض    في بالك الى فما مكوّن سرّي في زيت الحوت... شنوة يعمل في جسمك؟    يا توانسة: آخر أيام الصيف قُربت.. تعرف على الموعد بالضبط!    أول سيناتور أمريكي يسمي ما تفعله إسرائيل في غزة "إبادة جماعية"    عاجل: عامر بحبّة يبشّر التونسيين...''منخفض جوي كبير باش يضرب تونس في آخر سبتمبر''    جدال في بنغازي: شنوّا صار بين هادي زعيم والإعلامية المصرية بوسي شلبي؟    بلعيد يؤكد خلال الدورة 69 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذريّة حرص تونس على مواصلة التعاون مع الوكالة    اللجنة الوطنية للحج تستعدّ لموسم 1447ه: ترتيبات متكاملة لضمان أفضل الظروف للحجيج    فرنسا على صفيح ساخن: مليون عامل إلى الشارع لمواجهة سياسات ماكرون    تونس ضيفة شرف مهرجان بغداد السينمائي...تكريم نجيب عيّاد و8 أفلام في البرمجة    السبيخة ..الاطاحة ب 4 من مروجي الزطلة في محيط المؤسسات التربوية    تنظمها مندوبية تونس بالتعاون مع المسرح الوطني...أربعينية الفاضل الجزيري موفّى هذا الأسبوع    من قلب القاهرة... عبد الحليم حافظ يستقبل جمهوره بعد الرحيل    القمة العالمية للبيوتكنولوجيا: وزير الصحة يعلن بسيول إطلاق مركز وطني للتدريب البيوطبي لتعزيز قدرات إفريقيا في إنتاج الأدوية واللقاحات    شهر السينما الوثائقية من 18 سبتمبر إلى 12 أكتوبر 2025    سورة تُقرأ بعد صلاة الفجر لها ثواب قراءة القرآن كله 10 مرات    جريدة الزمن التونسي    طقس اليوم: سماء قليلة السحب    بنزرت: إصابات خفيفة في انقلاب حافلة عمّال بغزالة    جريدة الزمن التونسي    كلمات تحمي ولادك في طريق المدرسة.. دعاء بسيط وأثره كبير    أولا وأخيرا ..أول عرس في حياتي    مع الشروق : الحقد السياسيّ الأعمى ووطنية الدّراويش    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف يقرأ الفلسطينيون الوضع في أفق العام الجديد؟
نشر في الحوار نت يوم 30 - 12 - 2010

كيف يقرأ الفلسطينيون الوضع في أفق العام الجديد؟

حوار: آسيا العتروس قبيل نهاية العقد الاول من القرن الجديد، وفي سياق الحصاد الذي شرعت فيه «الصباح» منذ يومين، التقينا عبر الهاتف من تونس، بعدد من الشخصيات الفلسطينية للإطلالة على المشهد الفلسطيني بعقل ابنائه ومكوناته..
وننشر اليوم ثلاثة حوارات: الأول للمحلل السياسي، هاني المصري، والثاني مع النائبة المستقلة في المجلس التشريعي الفلسطيني، راوية شوا المقيمة في غزة، أما الحوار الثالث، فهو مع طلب الصانع (العضو العربي في الكنيست الاسرائيلي)... وذلك في محاولة لرصد اهم القضايا المتعلقة بمشروع الدولة الفلسطينية ومخاطر الانقسام والمصالحة الوطنية الى جانب تهويد القدس ومخططات الترانسفير التي تستهدف السكان الاصليين من فلسطينيي الداخل..

المحلل السياسي هاني المصري
المشهد الفلسطيني سيئ.. والحرب على غزة وشيكة

كيف تقيمون سنة 2010 التي نستعد لتوديعها وما هو تقييمك للمشهد الفلسطيني الراهن؟

المشهد الفلسطيني سيئ جدا نتيجة استمرار الانقسام وتعمقه مع ظاهرة وجود سلطتين واحدة في غزة والاخرى في الضفة ثم ان الاحتلال يواصل مشاريعه العنصرية الاستيطانية التوسعية أكثر من أي وقت سابق لحسم الصراع على الارض وخلق الامر الواقع بحيث يكون الحل الاسرائيلي هم الحل العملي الوحيد. سنة 2010 كانت سنة خيبة الامل من فشل الادارة الامريكية في اقناع اسرائيل حتى في تجميد جزئي ومؤقت للاستيطان والعودة للمفاوضات وهي ايضا سنة تخلف الادارة الامريكية عن الوعود التي سبق وقدمتها للعرب. ومن هنا فان علينا ان نتخلى عن وهم الاعتماد عن الدور الامريكي. ومهما كان رئيس الولايات المتحدة ستكون هناك علاقة عضوية استراتيجية بين امريكا واسرائيل وهي علاقة لا يمكن ان تتغير بدون توفر استراتيجية فلسطينية وعربية تجمع اوراق القوة والضغط وتوظفها للوصول الى مرحلة تصبح فيها خسارة امريكا من دعمها لاسرائيل اكثر من ربحها. إذن علينا ان نتخلى عن اوهام التسوية والمفاوضات. ومن دون استراتيجية واضحة فان امريكا واسرائيل لن ياخذا بعين الاعتبار مصالحنا او مطالبنا الشرعية.

ما هي الاولويات القائمة ونحن على ابواب سنة جديدة ؟

الاولوية يجب ان تكون لانهاء الانقسام وتحقيق الوحدة واعادة الاعتبار للبرنامج الوطني الفلسطيني وحق العودة وتقرير المصير بهدف اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود ال67، كما يجب اعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية لتلعب دورا فاعلا كممثل للشعب الفلسطيني تضم الجميع بما في ذلك حماس والجهاد، فالمنظمة كيان للفلسطينيين جميعا ويجب ان تعبر عن مطالبهم وطموحاتهم حيثما كانوا في الضفة او غزة. وعندما تتعزز المقاومة الشاملة وفق المتاح وتتحقق الوحدة الوطنية حينئذ يمكن القول ان طريق الحرية والسيادة قد بدا اما استمرار الصراعات الداخلية فتعني بكل بساطة وبكل اسف سقوط كل الجهود وتحولها بالتالي لخدمة اسرائيل ومساعدتها على تحقيق اهدافها.

في اعتقادك هل ان الانباء بشان تجميد عضوية دحلان في حركة فتح مؤشر على وجود ازمة فتح او على بداية انفراج في حركة فتح ؟

هذه الصراعات الداخلية تؤكد ان فتح في ازمة وان عليها ان تصحو من كبوتها وان تعيد للمقاومة موقعها ضمن برنامجها الوطني، فالمفاوضات لم تحقق شيئا وبدون مرجعية واضحة وبدون امل اوبرنامج وطني يرتكز على دعم الصمود وانهاء الانقسامات لا اعتقد ان المشهد سيتغير. وتفجير الخلافات الداخلية مع اشتداد الازمة الخارجية يستوجب اصلاحا سريعا وجذري.

وماهي البدائل المتبقية في هذه المرحلة ؟

من لا بدائل له سيكون عليه دوما القبول بما يفرضه عليه العدو.. الارادة قادرة على صنع البدائل والصمود والوحدة والمقاومة والبعد العربي، كما يمكن ملاحقة اسرائيل على جرائمها وانتهاكاتها في حق شعبنا، وبالتالي الوصول الى فرض حالة من العزلة على اسرائيل تمهيدا للعقوبات تماما كما حدث في جنوب افريقيا خلال نظام الابرتايد (العنصري) في جنوب إفريقيا.

غزة تعيش حالة من الارتباك والاعتداءات والاغتيالات العشوائية فهل هذه مؤشرات حرب جديدة على القطاع المحاصر؟

هناك مؤشرات سياسية وعسكرية وميدانية تؤكد ان اسرائيل تستعد لحرب جديدة ولكن من ناحية اخرى فان اسرائيل ستحسب الحساب قبل أي حرب تحسبا لتداعياتها كما حدث في السابق نتيجة الانتقادات الدولية والتنديدات المتواترة للمنظمات الحقوقية وبعد صدور تقرير غولدستون فان اسرائيل ستحسب خطواتها الف مرة قبل الاقدام على الحرب. وفي العدوان الاخير على غزة ورغم كل القوة التي تملكها اسرائيل، ورغم الدمار الذي سببته ورغم كل الجرائم التي ارتكبتها فانها لم تحقق اهدافها وهي تعود اليوم لتعترف بان حماس والقوى الفلسطينية اقوى مما كانت عليه، فاسرائيل كيان استعماري استيطاني لا يؤمن بغير القوة والحرب، ولذلك فان كل المؤشرات تتجه الى ان الحرب قادمة ان لم يكن اليوم فغدا.. تلك طبيعة اسرائيل.

طلب الصانع (العضو العربي في الكنيست الاسرائيلي)
التقاء الفاشية القومية مع التطرف التوراتي يهدد الوجود الفلسطيني

تنقضي بعد يوم سنة 2010، أنتم فلسطينيو الداخل، كيف كان وضعكم وكيف تعاملكم مع المشهد العام هناك؟

لا شك ان سنة 2010 شهدت تقويضا خطيرا وغير مسبوق ضد الجماهير العربية الفلسطينية في الداخل وهذا التصعيد حدث على مسارين اما الاول فكان على جانب الممارسة الميدانية والتشريع وسن القوانين العنصرية, اما على مستوى الممارسة فقد تمثل ذلك في استهداف قرى عربية باكملها وتدميرها في بئر السبع كما في قرية العراقيب والطويل التي تمثل جزء من مجموعة 45 قرية عربية فلسطينية قائمة قبل قيام اسرائيل. ولكن اسرائيل لا تعترف بها وتحرم اهلها من ابسط الخدمات الاجتماعية بل وتعمد الى هدم البيوت بحجة عدم الحصول على التراخيص و تعمد الى مصادرة الارض. وقد تم خلال السنة الراهنة، سن 19 قانونا عنصريا بينها قانون يجعل القرى يهودية خالية من الوجود العربي وقانون لمحو النكبة من المناهج التعليمية وقانون لمنع احياء ذكرى النكبة، والدولة اليهودية تعتبر ان الوجود العربي الفلسطيني تهديد لمستقبل اسرائيل وان النمو الديموغرافي للسكان العرب خطر على الوجود الاسرائيلي. كل ذلك طبعا الى جانب اشتراط الحصول على المواطنة بالولاء لاسرائيل وشحن الاجواء المعادية للعرب. عام 2010 بالتاكيد كان عام المواجهة بين الحكومة الصهيونية بتوجهاتها العنصرية ضد اصحاب الوطن الاصليين.

وماذا بشان الخيارات المستقبلية لاسرائيل ازاء عرب الداخل؟

حملة التصفية ستستمر خلال العام القادم، فنحن امام حكومة يمينية فاشية وزير خارجيتها ما انفك يطالب بترحيلنا ولكن المؤسف نحن نرى العرب يفتحون ابوابهم لليهود ويعاقبون عرب الداخل. ومن هذا المنطلق فانه من الضروري اعادة النظر في العلاقات العربية مع فلسطيني الداخل ونحن ننظر بايجابية الى دعوة الزعيم الليبي اللقاء بعدد من عرب الداخل ونعتبر ان مثل هذه الخطوة ينبغي أن تدعم من جامعة الدول العربية حتى تفتح الدول العربية ابواب جامعاتها امام طلبتنا الذين تغلق اسرائيل امامهم ابواب الجامعات لتحرمهم من العلم وترسخ الجهل بينهم. إننا كعرب الداخل نعيش معاناة مضاعفة من قبل الحركة الصهيونية التي تعمل على اقتلاعنا من جذورنا ومعاناة من العالم العربي الذي يعاقبنا ويفرض علينا المقاطعة نحن الذين تشبثنا بالارض ووقفنا حتى الان دون تهويدها بالكامل. هناك اكثر من مليون ونصف المليون فلسطين في الداخل في حاجة للدعم العربي خاصة وان الحركة الصهيونية باتت تعتبر ان بقاءهم كان خطأ استراتيجيا ترتكبه بما يعني ان تعزيز هذا البقاء مسؤولية قومية عربية.

وهل من مجال اليوم للرهان على دور لليسار الاسرائيلي لتغيير العقلية الاحتلالية الاسرائيلية واحياء فرص السلام؟

هناك داخل اسرائيل شريحتان لا يؤمنان بالديموقراطية ويمثلان تهديد دائم في اسرائيل. اما الشريحة الاولى فهي تلك التي تجمع اليهود الذين جاؤوا من الاتحاد السوفياتي السابق وهؤلاء ليس لديهم أي التزام بالديموقراطية وهم على راس الحربة للعنصرية والفاشية واما الشريحة الثانية فهي الشريحة الدينية التوراتية التي لا تتبنى أي مبادئ. والتقاء الطرف الفاشي القومي مع التطرف اليهودي التوراتي يمثل الخطر الاكبر على الفلسطينيين وعلى المسار الديموقراطي .اليسار الاسرائيلي ضعيف بسبب عدم وجود قيادة ذات حضور سياسي مهم تشكل قائدا للتيار.
ومعسكر السلام منذ اغتيال رابين في تراجع مستمر باتجاه الاندثار، وحزب اليسار الذي اطلق عليه اسم «ميريتز» تراجع من 12 نائبا الى ثلاثة نواب في الكنيست الاسرائيلي, هناك اذن زحف يميني فاشي قومي وتراجع لمعسكر السلام الاسرائيلي.

وماذا بشان المخاطر الحقيقية التي يواجهها الاقصى في خضم عملية التصفية ومخططات التهجير القسري؟

علينا ان ندرك ان المسالة اخطر واعمق مما تبدو والقضية ليست الاقصى فالاقصى يصبح له مضمون عندما يكون هناك حضور للوجود الفلسطيني والاسلامي في القدس وقد يصبح الاقصى بلا مضمون جوهري اذا استمرت سياسة الترانسفير في القدس الشرقية فهذا يعني استمرار هدم البيوت الفلسطينية وترحيل اهلها وابناءها الاصليين.. اسرائيل تفرض الامر الواقع على القدس والتصدي لهذه المخططات يستوجب استنفار المؤسسات الدولية والعربية لتعزيز اسباب البقاء والصمود واذا تم ترحيل الفلسطينيين فان الاقصى سيتغير..
لذا نقول ونحن نستقبل هذه السنة الجديدة، ان الاستثمار يجب ان يشمل الوجود الفلسطيني والانسان الفلسطيني من اجل الحفاظ على القدس وانقاذها.



النائبة راوية الشوا (عضو المجلس التشريعي الفلسطيني)
علينا أن نتذكر أن لب الصراع هو الاحتلال...

الأحداث التي مرت بها القضية الفلسطينية خلال العام 2010 كانت ثقيلة الوطأة على القضية والشعب الفلسطيني، وهي بالضرورة مرتبطة بما سبقها من أحداث العام الماضي. فنجد أن تهويد القدس وأسرلتها، واستمرار الاستيطان في الضفة الغربية، وتواصل الحصار والاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، والانقسام الفلسطيني الداخلي الحاد، كلها تجليات للمشهد الفلسطيني خلال هذا العام. وللأسف فإن التطورات المرتبطة بكل هذه القضايا، لم تكن ذات مردود إيجابي علينا.. فإسرائيل تتمادى في ممارساتها وعدوانها على الشعب الفلسطيني وأفق المصالحة الفلسطينية لا يزال مسدوداً، ولا توجد نافذة أمل في قضية التسوية للتوصل إلى اتفاق يكون مقبولاً ولو بالحد الأدنى بسبب تعنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي وإصرارها على أخذ كل شيء دون تقديم أي شيء..
الانقسام الذي يعيشه الشعب الفلسطيني نتيجة الخلاف بين حركتي فتح وحماس انهكنا وهو من أخطر ما مر على القضية الفلسطينية في تاريخها. ونعمل إلى جانب كل المخلصين من أبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية على إنهاء هذا الانقسام المرير. ثمة أسباب عديدة لحصول هذا الانقسام، بعضها يعود إلى تغير المعادلة وموازين القوى الداخلية خاصة التطورات المتعلقة بالحركتين الكبيرتين على الساحة الفلسطينية فتح وحماس. الخطأ الفادح الذي حصل، هو أن الخلاف بين الحركتين تحول إلى صراع محموم. نحن الآن أمام مشكلة كبيرة يجب عدم اليأس إزاءها وعلينا عدم فقدان البوصلة التي تشير بوضوح إلى أن لب الصراع وجوهره مع الاحتلال الإسرائيلي وأن كل ما عداه من خلافات وصراعات داخلية ما هي إلا أمور ثانوية.
المجلس التشريعي بدوره معطل الآن بفعل الانقسام. وأعضاؤه مختلفون في رؤيتهم للأمور حسب انتماءاتهم، فالانقسام أتى على كل المجالات والأوجه. هناك شخصيات وجهات أخرى تقوم بجهود مخلصة من أجل تحقيق المصالحة، وتحقيق المصالحة سيساعدنا في إعادة وجهة الصراع الحقيقية لتكون مع الاحتلال فقط.

الا ترين بان القضية الفلسطينية تواجه تراجعا خطيرا إعلاميا وسياسياً وديبلوماسيا؟

لم يكن الحضور الإعلامي للقضية الفلسطينية سيئاً ولكن المشكلة تكمن في تطويره واستثماره، وهذا يحتاج إلى جهد فلسطيني وعربي رسمي وشعبي. أحد أبرز المشاكل في هذا الجانب استمرار الانقسام الفلسطيني ووجود خطابين للفلسطينيين، أحدهما من رام الله والآخر من غزة، وخذي مثالاً على ذلك تقرير غولدستون الذي تضمن إدانة كبيرة للاحتلال الإسرائيلي على جرائمه البشعة أثناء حرب غزة وأوجد زخماً شعبياً دولياً لصالح الفلسطينيين، فقد تم التعامل مع هذه المسألة فلسطينياً بطريقتين مختلفتين بل وفي جو من التخاصم والتراشق بالاتهامات وهذا بطبيعة الحال يؤدي إلى تفتيت الجهد الفلسطيني ويربك الأشقاء والأصدقاء والمتضامنين مع قضيتنا. وربما كان الأداء الفلسطيني بشقيه، في رام الله وغزة أفضل تجاه وفود التضامن الدولية لكسر الحصار عن غزة والتي تُوّجت بقافلة الحرية التي تعرضت لمجزرة إسرائيلية في عرض البحر أدت لاستشهاد تسعة متضامنين أتراك.
أما على الصعيد السياسي، فإن تحقيق أي إنجاز يصطدم بمشكلة الانقسام السياسي الفلسطيني وغياب الدور الفاعل للدول العربية على المستوى الإقليمي والدولي، وهذا من شأنه أن يعيق استفادة الجانب الفلسطيني والعربي من أي وقائع جديدة تنشأ على الأرض، والتحولات التي تحدث في بعض الدول ذات الوزن تجاه جرائم الاحتلال وتجاه مجمل الصراع العربي الإسرائيلي، مثلما هو الأمر مع تركيا الدولة الصاعدة سياسياً واقتصادياً.

وماذا عن دور الإدارة الأمريكية في المرحلة القادمة وهل يمكن الإستمرار في الرهان على إدارة الرئيس أوباما؟

أي إدارة أمريكية لا تستطيع إجبار إسرائيل على قبول أي طرح أو مبادرة ما، وإدارة أوباما لا تستطيع أن تشذ عن هذه القاعدة، وفي أحسن الأحوال يمكن لها أن تضغط في حدود معقولة على حكومة إسرائيل لتليين بعض مواقفها، ولكن حتى هذا الضغط ومعه بعض الإغراءات إذا اصطدم بمعارضة إسرائيلية قوية وحقيقية فإن الأمريكان يتراجعون، وأوضح مثال قريب جداً على ذلك ما حدث مؤخراً بشأن قضية تجميد الاستيطان في الضفة الغربية لاستئناف المفاوضات.

إعلان دول من أمريكا اللاتينية اعترافها بفلسطين كيف يمكن توظيف مثل هذه الخطوة؟

المشكلة أن مثل هذه الخطوات السياسية على أهميتها لا يجب أن تكون لها الأولوية في التحرك الفلسطيني، فكثير من دول العالم سبق وأن اعترفت بالدولة الفلسطينية التي تم الإعلان عنها في الجزائر بتاريخ 15/11/1988 من قبل الرئيس الشهيد ياسر عرفات، ومع ذلك فنحن نثمن ماتقوم به هذه الدول وأي دولة تتقدم بدعم سياسي أو دبلوماسي للقضية الفلسطينية. أنا أعتقد جازمة أن ما وصلت إليه القضية الفلسطينية الآن بحاجة إلى مراجعة شاملة تقوم بها قيادات وفصائل الشعب الفلسطيني وتحقيق المصالحة الوطنية وإعادة بناء منظمة التحرير على أسس سليمة تضمن انضواء جميع الفصائل الوطنية والإسلامية تحت لوائها الاتفاق على إستراتيجية موحدة للعمل الفلسطيني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.