تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف يقرأ الفلسطينيون الوضع في أفق العام الجديد؟
نشر في الحوار نت يوم 30 - 12 - 2010

كيف يقرأ الفلسطينيون الوضع في أفق العام الجديد؟

حوار: آسيا العتروس قبيل نهاية العقد الاول من القرن الجديد، وفي سياق الحصاد الذي شرعت فيه «الصباح» منذ يومين، التقينا عبر الهاتف من تونس، بعدد من الشخصيات الفلسطينية للإطلالة على المشهد الفلسطيني بعقل ابنائه ومكوناته..
وننشر اليوم ثلاثة حوارات: الأول للمحلل السياسي، هاني المصري، والثاني مع النائبة المستقلة في المجلس التشريعي الفلسطيني، راوية شوا المقيمة في غزة، أما الحوار الثالث، فهو مع طلب الصانع (العضو العربي في الكنيست الاسرائيلي)... وذلك في محاولة لرصد اهم القضايا المتعلقة بمشروع الدولة الفلسطينية ومخاطر الانقسام والمصالحة الوطنية الى جانب تهويد القدس ومخططات الترانسفير التي تستهدف السكان الاصليين من فلسطينيي الداخل..

المحلل السياسي هاني المصري
المشهد الفلسطيني سيئ.. والحرب على غزة وشيكة

كيف تقيمون سنة 2010 التي نستعد لتوديعها وما هو تقييمك للمشهد الفلسطيني الراهن؟

المشهد الفلسطيني سيئ جدا نتيجة استمرار الانقسام وتعمقه مع ظاهرة وجود سلطتين واحدة في غزة والاخرى في الضفة ثم ان الاحتلال يواصل مشاريعه العنصرية الاستيطانية التوسعية أكثر من أي وقت سابق لحسم الصراع على الارض وخلق الامر الواقع بحيث يكون الحل الاسرائيلي هم الحل العملي الوحيد. سنة 2010 كانت سنة خيبة الامل من فشل الادارة الامريكية في اقناع اسرائيل حتى في تجميد جزئي ومؤقت للاستيطان والعودة للمفاوضات وهي ايضا سنة تخلف الادارة الامريكية عن الوعود التي سبق وقدمتها للعرب. ومن هنا فان علينا ان نتخلى عن وهم الاعتماد عن الدور الامريكي. ومهما كان رئيس الولايات المتحدة ستكون هناك علاقة عضوية استراتيجية بين امريكا واسرائيل وهي علاقة لا يمكن ان تتغير بدون توفر استراتيجية فلسطينية وعربية تجمع اوراق القوة والضغط وتوظفها للوصول الى مرحلة تصبح فيها خسارة امريكا من دعمها لاسرائيل اكثر من ربحها. إذن علينا ان نتخلى عن اوهام التسوية والمفاوضات. ومن دون استراتيجية واضحة فان امريكا واسرائيل لن ياخذا بعين الاعتبار مصالحنا او مطالبنا الشرعية.

ما هي الاولويات القائمة ونحن على ابواب سنة جديدة ؟

الاولوية يجب ان تكون لانهاء الانقسام وتحقيق الوحدة واعادة الاعتبار للبرنامج الوطني الفلسطيني وحق العودة وتقرير المصير بهدف اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود ال67، كما يجب اعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية لتلعب دورا فاعلا كممثل للشعب الفلسطيني تضم الجميع بما في ذلك حماس والجهاد، فالمنظمة كيان للفلسطينيين جميعا ويجب ان تعبر عن مطالبهم وطموحاتهم حيثما كانوا في الضفة او غزة. وعندما تتعزز المقاومة الشاملة وفق المتاح وتتحقق الوحدة الوطنية حينئذ يمكن القول ان طريق الحرية والسيادة قد بدا اما استمرار الصراعات الداخلية فتعني بكل بساطة وبكل اسف سقوط كل الجهود وتحولها بالتالي لخدمة اسرائيل ومساعدتها على تحقيق اهدافها.

في اعتقادك هل ان الانباء بشان تجميد عضوية دحلان في حركة فتح مؤشر على وجود ازمة فتح او على بداية انفراج في حركة فتح ؟

هذه الصراعات الداخلية تؤكد ان فتح في ازمة وان عليها ان تصحو من كبوتها وان تعيد للمقاومة موقعها ضمن برنامجها الوطني، فالمفاوضات لم تحقق شيئا وبدون مرجعية واضحة وبدون امل اوبرنامج وطني يرتكز على دعم الصمود وانهاء الانقسامات لا اعتقد ان المشهد سيتغير. وتفجير الخلافات الداخلية مع اشتداد الازمة الخارجية يستوجب اصلاحا سريعا وجذري.

وماهي البدائل المتبقية في هذه المرحلة ؟

من لا بدائل له سيكون عليه دوما القبول بما يفرضه عليه العدو.. الارادة قادرة على صنع البدائل والصمود والوحدة والمقاومة والبعد العربي، كما يمكن ملاحقة اسرائيل على جرائمها وانتهاكاتها في حق شعبنا، وبالتالي الوصول الى فرض حالة من العزلة على اسرائيل تمهيدا للعقوبات تماما كما حدث في جنوب افريقيا خلال نظام الابرتايد (العنصري) في جنوب إفريقيا.

غزة تعيش حالة من الارتباك والاعتداءات والاغتيالات العشوائية فهل هذه مؤشرات حرب جديدة على القطاع المحاصر؟

هناك مؤشرات سياسية وعسكرية وميدانية تؤكد ان اسرائيل تستعد لحرب جديدة ولكن من ناحية اخرى فان اسرائيل ستحسب الحساب قبل أي حرب تحسبا لتداعياتها كما حدث في السابق نتيجة الانتقادات الدولية والتنديدات المتواترة للمنظمات الحقوقية وبعد صدور تقرير غولدستون فان اسرائيل ستحسب خطواتها الف مرة قبل الاقدام على الحرب. وفي العدوان الاخير على غزة ورغم كل القوة التي تملكها اسرائيل، ورغم الدمار الذي سببته ورغم كل الجرائم التي ارتكبتها فانها لم تحقق اهدافها وهي تعود اليوم لتعترف بان حماس والقوى الفلسطينية اقوى مما كانت عليه، فاسرائيل كيان استعماري استيطاني لا يؤمن بغير القوة والحرب، ولذلك فان كل المؤشرات تتجه الى ان الحرب قادمة ان لم يكن اليوم فغدا.. تلك طبيعة اسرائيل.

طلب الصانع (العضو العربي في الكنيست الاسرائيلي)
التقاء الفاشية القومية مع التطرف التوراتي يهدد الوجود الفلسطيني

تنقضي بعد يوم سنة 2010، أنتم فلسطينيو الداخل، كيف كان وضعكم وكيف تعاملكم مع المشهد العام هناك؟

لا شك ان سنة 2010 شهدت تقويضا خطيرا وغير مسبوق ضد الجماهير العربية الفلسطينية في الداخل وهذا التصعيد حدث على مسارين اما الاول فكان على جانب الممارسة الميدانية والتشريع وسن القوانين العنصرية, اما على مستوى الممارسة فقد تمثل ذلك في استهداف قرى عربية باكملها وتدميرها في بئر السبع كما في قرية العراقيب والطويل التي تمثل جزء من مجموعة 45 قرية عربية فلسطينية قائمة قبل قيام اسرائيل. ولكن اسرائيل لا تعترف بها وتحرم اهلها من ابسط الخدمات الاجتماعية بل وتعمد الى هدم البيوت بحجة عدم الحصول على التراخيص و تعمد الى مصادرة الارض. وقد تم خلال السنة الراهنة، سن 19 قانونا عنصريا بينها قانون يجعل القرى يهودية خالية من الوجود العربي وقانون لمحو النكبة من المناهج التعليمية وقانون لمنع احياء ذكرى النكبة، والدولة اليهودية تعتبر ان الوجود العربي الفلسطيني تهديد لمستقبل اسرائيل وان النمو الديموغرافي للسكان العرب خطر على الوجود الاسرائيلي. كل ذلك طبعا الى جانب اشتراط الحصول على المواطنة بالولاء لاسرائيل وشحن الاجواء المعادية للعرب. عام 2010 بالتاكيد كان عام المواجهة بين الحكومة الصهيونية بتوجهاتها العنصرية ضد اصحاب الوطن الاصليين.

وماذا بشان الخيارات المستقبلية لاسرائيل ازاء عرب الداخل؟

حملة التصفية ستستمر خلال العام القادم، فنحن امام حكومة يمينية فاشية وزير خارجيتها ما انفك يطالب بترحيلنا ولكن المؤسف نحن نرى العرب يفتحون ابوابهم لليهود ويعاقبون عرب الداخل. ومن هذا المنطلق فانه من الضروري اعادة النظر في العلاقات العربية مع فلسطيني الداخل ونحن ننظر بايجابية الى دعوة الزعيم الليبي اللقاء بعدد من عرب الداخل ونعتبر ان مثل هذه الخطوة ينبغي أن تدعم من جامعة الدول العربية حتى تفتح الدول العربية ابواب جامعاتها امام طلبتنا الذين تغلق اسرائيل امامهم ابواب الجامعات لتحرمهم من العلم وترسخ الجهل بينهم. إننا كعرب الداخل نعيش معاناة مضاعفة من قبل الحركة الصهيونية التي تعمل على اقتلاعنا من جذورنا ومعاناة من العالم العربي الذي يعاقبنا ويفرض علينا المقاطعة نحن الذين تشبثنا بالارض ووقفنا حتى الان دون تهويدها بالكامل. هناك اكثر من مليون ونصف المليون فلسطين في الداخل في حاجة للدعم العربي خاصة وان الحركة الصهيونية باتت تعتبر ان بقاءهم كان خطأ استراتيجيا ترتكبه بما يعني ان تعزيز هذا البقاء مسؤولية قومية عربية.

وهل من مجال اليوم للرهان على دور لليسار الاسرائيلي لتغيير العقلية الاحتلالية الاسرائيلية واحياء فرص السلام؟

هناك داخل اسرائيل شريحتان لا يؤمنان بالديموقراطية ويمثلان تهديد دائم في اسرائيل. اما الشريحة الاولى فهي تلك التي تجمع اليهود الذين جاؤوا من الاتحاد السوفياتي السابق وهؤلاء ليس لديهم أي التزام بالديموقراطية وهم على راس الحربة للعنصرية والفاشية واما الشريحة الثانية فهي الشريحة الدينية التوراتية التي لا تتبنى أي مبادئ. والتقاء الطرف الفاشي القومي مع التطرف اليهودي التوراتي يمثل الخطر الاكبر على الفلسطينيين وعلى المسار الديموقراطي .اليسار الاسرائيلي ضعيف بسبب عدم وجود قيادة ذات حضور سياسي مهم تشكل قائدا للتيار.
ومعسكر السلام منذ اغتيال رابين في تراجع مستمر باتجاه الاندثار، وحزب اليسار الذي اطلق عليه اسم «ميريتز» تراجع من 12 نائبا الى ثلاثة نواب في الكنيست الاسرائيلي, هناك اذن زحف يميني فاشي قومي وتراجع لمعسكر السلام الاسرائيلي.

وماذا بشان المخاطر الحقيقية التي يواجهها الاقصى في خضم عملية التصفية ومخططات التهجير القسري؟

علينا ان ندرك ان المسالة اخطر واعمق مما تبدو والقضية ليست الاقصى فالاقصى يصبح له مضمون عندما يكون هناك حضور للوجود الفلسطيني والاسلامي في القدس وقد يصبح الاقصى بلا مضمون جوهري اذا استمرت سياسة الترانسفير في القدس الشرقية فهذا يعني استمرار هدم البيوت الفلسطينية وترحيل اهلها وابناءها الاصليين.. اسرائيل تفرض الامر الواقع على القدس والتصدي لهذه المخططات يستوجب استنفار المؤسسات الدولية والعربية لتعزيز اسباب البقاء والصمود واذا تم ترحيل الفلسطينيين فان الاقصى سيتغير..
لذا نقول ونحن نستقبل هذه السنة الجديدة، ان الاستثمار يجب ان يشمل الوجود الفلسطيني والانسان الفلسطيني من اجل الحفاظ على القدس وانقاذها.



النائبة راوية الشوا (عضو المجلس التشريعي الفلسطيني)
علينا أن نتذكر أن لب الصراع هو الاحتلال...

الأحداث التي مرت بها القضية الفلسطينية خلال العام 2010 كانت ثقيلة الوطأة على القضية والشعب الفلسطيني، وهي بالضرورة مرتبطة بما سبقها من أحداث العام الماضي. فنجد أن تهويد القدس وأسرلتها، واستمرار الاستيطان في الضفة الغربية، وتواصل الحصار والاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، والانقسام الفلسطيني الداخلي الحاد، كلها تجليات للمشهد الفلسطيني خلال هذا العام. وللأسف فإن التطورات المرتبطة بكل هذه القضايا، لم تكن ذات مردود إيجابي علينا.. فإسرائيل تتمادى في ممارساتها وعدوانها على الشعب الفلسطيني وأفق المصالحة الفلسطينية لا يزال مسدوداً، ولا توجد نافذة أمل في قضية التسوية للتوصل إلى اتفاق يكون مقبولاً ولو بالحد الأدنى بسبب تعنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي وإصرارها على أخذ كل شيء دون تقديم أي شيء..
الانقسام الذي يعيشه الشعب الفلسطيني نتيجة الخلاف بين حركتي فتح وحماس انهكنا وهو من أخطر ما مر على القضية الفلسطينية في تاريخها. ونعمل إلى جانب كل المخلصين من أبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية على إنهاء هذا الانقسام المرير. ثمة أسباب عديدة لحصول هذا الانقسام، بعضها يعود إلى تغير المعادلة وموازين القوى الداخلية خاصة التطورات المتعلقة بالحركتين الكبيرتين على الساحة الفلسطينية فتح وحماس. الخطأ الفادح الذي حصل، هو أن الخلاف بين الحركتين تحول إلى صراع محموم. نحن الآن أمام مشكلة كبيرة يجب عدم اليأس إزاءها وعلينا عدم فقدان البوصلة التي تشير بوضوح إلى أن لب الصراع وجوهره مع الاحتلال الإسرائيلي وأن كل ما عداه من خلافات وصراعات داخلية ما هي إلا أمور ثانوية.
المجلس التشريعي بدوره معطل الآن بفعل الانقسام. وأعضاؤه مختلفون في رؤيتهم للأمور حسب انتماءاتهم، فالانقسام أتى على كل المجالات والأوجه. هناك شخصيات وجهات أخرى تقوم بجهود مخلصة من أجل تحقيق المصالحة، وتحقيق المصالحة سيساعدنا في إعادة وجهة الصراع الحقيقية لتكون مع الاحتلال فقط.

الا ترين بان القضية الفلسطينية تواجه تراجعا خطيرا إعلاميا وسياسياً وديبلوماسيا؟

لم يكن الحضور الإعلامي للقضية الفلسطينية سيئاً ولكن المشكلة تكمن في تطويره واستثماره، وهذا يحتاج إلى جهد فلسطيني وعربي رسمي وشعبي. أحد أبرز المشاكل في هذا الجانب استمرار الانقسام الفلسطيني ووجود خطابين للفلسطينيين، أحدهما من رام الله والآخر من غزة، وخذي مثالاً على ذلك تقرير غولدستون الذي تضمن إدانة كبيرة للاحتلال الإسرائيلي على جرائمه البشعة أثناء حرب غزة وأوجد زخماً شعبياً دولياً لصالح الفلسطينيين، فقد تم التعامل مع هذه المسألة فلسطينياً بطريقتين مختلفتين بل وفي جو من التخاصم والتراشق بالاتهامات وهذا بطبيعة الحال يؤدي إلى تفتيت الجهد الفلسطيني ويربك الأشقاء والأصدقاء والمتضامنين مع قضيتنا. وربما كان الأداء الفلسطيني بشقيه، في رام الله وغزة أفضل تجاه وفود التضامن الدولية لكسر الحصار عن غزة والتي تُوّجت بقافلة الحرية التي تعرضت لمجزرة إسرائيلية في عرض البحر أدت لاستشهاد تسعة متضامنين أتراك.
أما على الصعيد السياسي، فإن تحقيق أي إنجاز يصطدم بمشكلة الانقسام السياسي الفلسطيني وغياب الدور الفاعل للدول العربية على المستوى الإقليمي والدولي، وهذا من شأنه أن يعيق استفادة الجانب الفلسطيني والعربي من أي وقائع جديدة تنشأ على الأرض، والتحولات التي تحدث في بعض الدول ذات الوزن تجاه جرائم الاحتلال وتجاه مجمل الصراع العربي الإسرائيلي، مثلما هو الأمر مع تركيا الدولة الصاعدة سياسياً واقتصادياً.

وماذا عن دور الإدارة الأمريكية في المرحلة القادمة وهل يمكن الإستمرار في الرهان على إدارة الرئيس أوباما؟

أي إدارة أمريكية لا تستطيع إجبار إسرائيل على قبول أي طرح أو مبادرة ما، وإدارة أوباما لا تستطيع أن تشذ عن هذه القاعدة، وفي أحسن الأحوال يمكن لها أن تضغط في حدود معقولة على حكومة إسرائيل لتليين بعض مواقفها، ولكن حتى هذا الضغط ومعه بعض الإغراءات إذا اصطدم بمعارضة إسرائيلية قوية وحقيقية فإن الأمريكان يتراجعون، وأوضح مثال قريب جداً على ذلك ما حدث مؤخراً بشأن قضية تجميد الاستيطان في الضفة الغربية لاستئناف المفاوضات.

إعلان دول من أمريكا اللاتينية اعترافها بفلسطين كيف يمكن توظيف مثل هذه الخطوة؟

المشكلة أن مثل هذه الخطوات السياسية على أهميتها لا يجب أن تكون لها الأولوية في التحرك الفلسطيني، فكثير من دول العالم سبق وأن اعترفت بالدولة الفلسطينية التي تم الإعلان عنها في الجزائر بتاريخ 15/11/1988 من قبل الرئيس الشهيد ياسر عرفات، ومع ذلك فنحن نثمن ماتقوم به هذه الدول وأي دولة تتقدم بدعم سياسي أو دبلوماسي للقضية الفلسطينية. أنا أعتقد جازمة أن ما وصلت إليه القضية الفلسطينية الآن بحاجة إلى مراجعة شاملة تقوم بها قيادات وفصائل الشعب الفلسطيني وتحقيق المصالحة الوطنية وإعادة بناء منظمة التحرير على أسس سليمة تضمن انضواء جميع الفصائل الوطنية والإسلامية تحت لوائها الاتفاق على إستراتيجية موحدة للعمل الفلسطيني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.