في برامج حوارية عديدة، سواء في الراديو او في التلفزيون وحتى في الصحافة المكتوبة، نجد تصريحات يمكن ان نصفها بالمحبطة والهدامة وغير المسؤولة لأنها لا تتماشى مع المرحلة الصعبة التي تعيشها بلادنا حاليا ومع المحطة الانتخابية القادمة والمهمة التي ستؤكد التداول السلمي على السلطة بعد 2011. رغم ان هذه المواقف الانهزامية والسلبية في اغلبها ناتجة عن صدمتنا في من اعتقدنا انهم سينقذون البلاد والعباد ولكنا اكتشفنا للأسف ان نسبة كبيرة من بينهم مراهقون لم تنفعهم شهائدهم العلمية وأكاديميتهم في ان يحسنوا قيادة مؤسسات الدولة بعد ان تغلغلوا في مفاصلها وأوهنوها. مثل هذه التصريحات ما اعلنه الفنان او المنشد فوزي بن قمرة ونعتبره من الفنانين المسؤولين على مواقفهم وآرائهم ومن الذين لهم تأثير عميق على نسبة كبيرة من المجتمع التونسي نظرا لما يتمتعون به من جماهيرية ولعدد محبيهم ومريديهم الذي يعد بمئات الآلاف وكلهم يتأثرون بما يبدي هؤلاء الفنانين من مواقف وآراء وحضور. قال المنشد فوزي بن قمرة إجابة عن سؤال لسامي الفهري في برنامج «فكرة سامي» عمن سينتخبه في الموعد الانتخابي القادم انه لن يشارك في الانتخابات وأنه لن يكلف نفسه عناء الذهاب للتصويت، وانه ندم على مشاركته في الانتخابات السابقة لان من انتخبهم صدموه ولم يكونوا في مستوى ما علقه عليهم الشعب من آمال. وهذه -حسب رأينا- اجابة خطيرة على الموعد الانتخابي القادم وعلى تونس التي نطمح لها وهي المزدهرة التي يمارس فيها المواطن حقوقه وتحترم فيها كرامته وتاريخه و مستقبله.. تونس التي ستنهض وسيناضل شيبها وشبابها من اجل حلحلة مشاكلها ليطيب فيها العيش.. فتونس التي نراها اليوم ساهم في بنائها آباؤنا وأجدادنا بعد الاستقلال فبنوا مقرات عدد كبير من مؤسسات الدولة ومنشآتها وشركاتها الوطنية وطرقاتها وسدودها وقناطرها ومصانعها وأسواقها ومستشفياتها.. ببضع المئات من المليمات التي كانوا يحصلون عليها من عملهم في الحضائر والتعاضديات ومقايضة السلع التي تطالها ايدي النساء بما تنتجنه من صناعات يدوية.. نعم وضعنا الاقتصادي اليوم تعيس. ومقدرتنا الشرائية في الحضيض. ويتبادل بعضنا مع بعضنا التهم ونكيل لأنفسنا الشتائم ونجلد ذواتنا وتغلف خطاباتنا وأحاديثنا بالشعور بالانهزامية ويفترض اغلبنا فشلا مسبقا لكل حركة او مشروع اصلاح وللانتخابات القادمة ايضا . نعم أغلبنا اليوم يتنصلون من المسؤولية ويعلنون تقبلهم للوضع الراهن، وبعضهم يقصدون بذلك غلق الأبواب بقوة أمام النجاحات الجديدة بتخيل سيناريوهات لأسوأ الحالات التي يمكن أن تواجه تونس وشعبها. ..ولكنها تونس ايها النساء والرجال تونس التي لا ترضى العيش رهينة الكبوات بل تنهض منها كعادتها كعملاق بإيمان اهلها بضرورة وضع اليد في اليد من اجل الافضل وتضامنهم مع بعضهم في الوقت المناسب وخاصة في الاوقات الصعبة أي عندما تحدق المخاطر بالجميع. كلنا نؤمن - وقد اثبتت التجارب ذلك- بان الشعب التونسي مناضل ومكافح وبأنه سيلتفت الى الامور المهمة وانه في الوقت المناسب سيخرج من ارتباكه وستتحول انهزاميته الى قوة وسيعمل ويجتهد ويناضل وهو عارف ومقتنع بالهدف من عمله ومعرفة الهدف تقود بالضرورة اية خطوة الى نجاح المساعي. لذا من الافضل الكف عن التصريحات المحبطة وترويجها والتباهي بها وخاصة من الشخصيات القادرة على التأثير في الناس.. ومن الافضل زرع الامل وبث التفاؤل والابتعاد عن الانهزامية لان المستقبل سيكون افضل في كل الحالات.