علمت «الصباح» ان مجلس الأعمال الفلسطيني سيكرم عملاقين من عمالقة الفن في المغرب العربي الكبير وهما الموسيقار والملحن الجزائري نوبلي فاضل والفنان التونسي الكبير لطفي بوشناق وذلك يوم الجمعة 25 جانفي 2019 في قاعة الحفلات بالجامعة الامريكية بالشارقة. وسيكون التكريم خلال حفل تراثي فلسطيني كبير تحييه فرقة «الحنون» للفنون الشعبية و هي احدى اهم الفرق الفلكلورية الفلسطينية.. حفل ستشارك فيه ايضا الجالية الفلسطينية والعربية المقيمة في الامارات العربية المتحدة ومن بينها التونسيةوالجزائرية والمغربية وستحضره الشخصيات المهمة الاجتماعية والاقتصادية والدبلوماسية والصحفية المقيمة هناك. ومن المنتظر اداء الفنان الكبير لطفي بوشناق لأغنيتيه الجديدة «سهول فلسطين» وهي من الحان المايسترو نوبلي فاضل وكلمات سمير سطوف. وسيؤدي الملحن المكرم بنفسه وقد ترافقه احدى الفنانات الفلسطينيات اغنية «ابابيل» وهي من كلمات الشاعر الفلسطيني عاطف يونس. ويتنزل هذا التكريم في اطار الاعتراف بجميل أصحاب القلوب البيضاء التي وقفت بالكلمة و باللحن الى جانب الشعب الفلسطيني وناصرت دون قيد او شرط القضية العربية والاسلامية الاولى والاهم. نوبلي فاضل موهبة نادرة وجبارة والمايسترو نوبلي فاضل عازف العود وأستاذ علم النفس حسب ما يرد في وثائقه الرسمية من مواليد سنة 1951 بمدينة شرشال التاريخية الواقعة بشمال الجزائر ويقال عنابة وحسب ما كان يصرح به قبل اصابته بمرض الزهايمر هو من مواليد تونس العاصمة التي قضى فيها صغره ثم عاد مع افراد عائلته الى الجزائر بعد استقلالها وبعد تعيين والده الزيتوني بالحكومة المؤقتة آنذاك. وقد شهدت تونس العاصمة بداياته الفنية وبعودته الى الجزائر التحق باحدى الفرق الموسيقية لصقل وتنمية موهبته الموسيقية من اكثر الملحنين العرب الذين تعامل معه كبار الفنانين التونسيين مثل لطفي بوشناق الذي غنى له « سراييفو « و»افريكا « وصوفية صادق التي صدحت في اهم حفلاتها بألحانه ومن بينها وأجملها على الاطلاق -حسب رأينا- أغنية «إذا كنت مثلي تحب الجزائر، وتعشق مثلي سماء الجزائر»، وهي من كلمات الشاعر عزالدين ميهوبي. وزياد غرسة الذي غنى وعزف من الحانه مثلا مقطوعات ك»الوصلة» (المالوف التونسي) و «رحال» وأغنيته الشهيرة التي يحبها التونسيونوالجزائريون «ع المقياس». وكذلك الفنانة نبيهة كراولي التي غنت من الحانه « انت الدايم يا رب»و«حنينا الحنان» كما تعامل الموسيقار الكبير نوبلي فاضل مع اسماء موسيقية معروفة و شعراء عرب كبار ومغنيين ذاع صيتهم عالميا ومن بينهم مثلا وديع الصافي وميادة الحناوي ووردة الجزائرية ومحمد راشدي ورشيد منير وحميدو وفلة عبابسة وانوشكا التي غنت له «لمحوني» ومحمد الحلو وصفوان العابد و... لحن لماجدة الرومي»كلمات» التي كتب كلماتها نزار قباني ولحن «ما حدا بقلبي» ولحن عددا معتبرا من أغاني راغب علامة وقدّم الكثير من الألحان لاغاني الأطفال كما لحن لجوليا بطرس «وقف يا زمان» ولعلاء زلزلي اغنية «بالزاف» وأعاد زياد برجي غناء اول لحن اسمعه نوبلي فاضل لوالده وهو اغنية «يا حنانا» من كلمات الفنان القسنطيني رشيد منير، فاقتنع بان لابنه موهبة نادرة وجبارة وسمح له بالسفر لإكمال دراسته الموسيقية في مصر. 250 لحنا في حب الوطن والحياة والأمل وقد برع نوبلي في تأليف موسيقى شارات افلام تلفزيونية الجزائرية والمسلسلات العربية حيث تحصل مرتين على جائزة «الفنك الذهبي» وجائزة افضل موسيقى فيلم لمهرجان السينما المتوسطية. كما تعامل مع العديد من مخرجي الأفلام، مثل جمال فزاز وأحمد راشدي في فيلم « زهرة اللطف» و»أبواب الصمت» والطاحونة»، وغيرها... نوبلي فاضل الذي تكرم على العرب بأكثر من 250 لحنا في حب الوطن والحياة والأمل، اضعفه المرض وأقعده احيانا عن التأليف الموسيقي ولكنه يناضل رغم المرض حسب ما صرح به شقيقه والقائم بأعماله صلاح الدين نوبلي لعدد من مواقع الالكترونية الجزائرية والعربية و «لا يزال يقاوم الالم ويجب الحياة. أعمال فاضل نوبلي الموسيقية لامست عمق المجتمع المغاربي - الجزائريوالتونسي خاصة - وتغلغلت في وجدان من سمعها ومازالت لديه اعمال كثيرة لم تر النور بعد (80 أغنية لحنها هذا الفنان الجزائري الفذ ولا تزال تنتظر من يؤديها) و يتسابق ويتهافت على الظفر بها و ادائها الفنانون العرب من الخليج الى المحيط لما تتصف به من صدق في التعبير ومن وعبقرية في التاليف والتلحين . أشهر المغنين العرب مواطن تونسيوفلسطيني عربي اما لطفي بوشناق فقد لا يتسع المجال لذكر وقفته الحازمة مع القضية الفلسطيني وأحقيته بهذا التكريم الكبير حيث انه غنى للأشقاء الفلسطينيين وما زال وعمل على اسماع اصواتهم للعالم وشهّر في الكثير من اغانيه بما يسلطه عليهم الاحتلال الصهيوني الغاشم من قمع وظلم ومحاولات ابادة وتهجير ، فبعد ان غنى « خليك صامد يا فلسطيني» على اثر العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014، و»أحبك» التي غناها لمدينة القدسالمحتلة، وأغنية «أجراس العودة» التي انتقد فيها «صفقة القرن»، أطلق الفنان التونسي لطفي بوشناق مؤخرا أغنية مشتركة مع فنان الراب الفلسطيني إبراهيم غنيم المعروف ب»إم سي غزة» بعنوان «ماذا ستفعل» وهي من كلمات وإخراج غنيم وألحان محمد زهد، وتروي الأوضاع في غزة ، و قضية اللاجئ الفلسطيني، المستمر في الذهاب إلى السياج الحدودي، الفاصل بين قطاع غزّة والأراضي الفلسطينيةالمحتلة، في مسيرات العودة الكبرى، والقضية الفلسطينية عموما،. ويقول لطفي في مطلعها :»ماذا ستفعل، لو أخذت مكاني، وسلبت منك الحلم بالأوطان، وجفاك قسرا في الحياة أمانها ، وبقيت حيا ميت الوجدان؟». ويواصل بعده الرابور «إم سي غزة» ابراهيم غنيم: « افرض لو كنت مكاني، بتدوق الويل بلساني، شايف من عيني ،وعايش بين حيطاني، بسقطوك وبتحاول تاني، بسكتوك وبحكولك حرّك الشفايف، واحنا بنقرأ الأماني، بس عشانك وعشان حالك يتصلح، قدّمولك مقترح، خرسان مسلّح، افصل الأجزاء، ابعد إسمنت، ورمال، واستخرج منهم ماء، وأنت تعطش مش مسرح، لو كنت مكاني بين الليل والليل، لو كنت مكاني بين النار والنار ، لو كنت مكاني بتسابق ضوء بخيل، ما تقلّي بكرا جاي عليك النهار، المكان مكانك، تفضّل، شوف، هاد ابني، شوفو ابنك، حتتفهّم خوفه، غيروا العالم من خلالك وبدالك، عاينوا موتك، اتلاقوا أنت وقاتلك تصافوا». ليواصل لطفي بوشناق الغناء ويقول: «ماذا ستفعل لو حرمتك لقمة، تأتيك من نطف وإحسان، ماذا تراك بفاعل لو أنني،أشعلت لهبًا حارق البستان، لترى محاصيل الغلاف تأجّجت،وأتت بها نار بكل مكان؟....». ولم يكف لطفي بوشناق عن التأكيد على انه سيظل يغني للقضية الفلسطينية حتى نهاية عمره، و على أن فلسطين ستظل الرسالة التي يغني لها حتى تتحرر. ويذكر ان الفنان لطفي بوشناق متحصل على الجنسية الفلسطينة و جواز سفر دبلوماسي فلسطيني ، وانه كثيرا ما عبر عن اعتزازه وفخره بكون القضية الفلسطينية هي العمود الفقري لجميع أعماله الفنية، ومحور الثقل السياسي في المنطقة العربية و كونه مواطنا تونسياوفلسطينيا عربيا يغني للحب والمساواة والحرية، واصفا جواز السفر الفلسطيني بأنه أرفع الأوسمة التي نالها في مشواره الفني.