المكان محل تجاري بمنطقة إمبولي(Empoli) الواقعة في وسط البلاد نحو 30 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من مدينة فلورنسا بإقليم توسكانا... الزمان الساعة السادسة والنصف من مساء أمس الأول الخميس.. الحادثة مصرع مهاجر تونسي في الثانية والثلاثين من العمر في ظروف غامضة بينما كان موقوفا داخل المحل التجاري ومشدود الوثاق ومحاط بأعوان الأمن... مهاجر تونسي آخر يموت بين أيادي أعوان السجون أو الأمن الايطالي.. مهاجر آخر يلقى حتفه في ظروف مسترابة بإحدى المدن الايطالية، لتسارع المصالح الامنية الى التأكيد على ان وفاته ناجمة عن ازمة قلبية لتسبق بذلك نتيجة تقرير الطبيب الشرعي، وهي عادة دأبت عليها السلط الأمنية الأوروبية كلما كان الضحية مهاجرا عربيا. ماذا حصل؟ كيف مات المهاجر التونسي؟ وماذا قرر الادعاء العام؟ وفق المعطيات الاولية التي نشرتها وسائل الاعلام الايطالية على مواقعها الالكترونية بما فيها وكالة الانباء الرسمية"أنسا" فان الشاب التونسي تحول مساء يوم الخميس الى محل تجاري بمنطقة إمبرلي يقوم ايضا بخدمة تحويل الاموال، حيث طلب من احد العاملين هناك وهو هندي الجنسية ان يحول له ورقة نقدية من فئة عشرين اورو الا ان العامل رفض لشكه في ان تكون الورقة النقدية مزيفة. لم يستسغ الضحية الأمر ولم يتقبل أمر رفض طلبه لتأكده على الارجح من قانونية الورقة النقدية التي بحوزته فنشب خلاف بينه وبين العامل سرعان ما تطور الى تلاسن بينه وبين العامل بالمحل الذي عوض ان يحاول ايجاد حل ودي سارع الى الاتصال بالأمن وهو ما ادخل الشاب التونسي في حالة غضب هستيرية. بوصول أعوان الأمن وعوض أن يحاولوا التدخل لتهدئة الشاب التونسي والتثبت من الأمر سارعوا مباشرة الى القبض عليه وادخاله عنوة الى المحل التجاري ثم وضع الأغلال في يديه استعدادا لنقله الى المقر الامني، الا ان الشاب التونسي الذي شعر بالاهانة حاول الدفاع عن نفسه فأسقطوه حينها ارضا وشدوا وثاق ساقيه بحبل، ما تسبب في اصابة الضحية بالاغماء ثم الوفاة في ظروف جد غامضة. تحول ممثل الادعاء العام بمحكمة فلورنسا حال اشعاره بالوفاة المسترابة الى موقع الحادثة رفقة الشرطة الفنية حيث أجريت المعاينة الموطنية، قبل ان يأذن بايداع الجثة ببيت الاموات بمستشفى بفلورنسا لعرضها على الطبيب الشرعي وتحديد الاسباب الحقيقية للوفاة، وبالتوازي مع ذلك باشر احد قضاة التحقيق امس الجمعة عملية سماع اعوان الامنيين الذين قاموا بعملية التدخل وايقاف الشاب التونسي في اطار التحقيقات المجراة لكشف الحقيقة. صابر