الفظيعة التي جدت بمقاطعة بيرغامو باقليم لومبارديا- شمال ايطاليا- وراحت ضحيتها امرأة ايطالية في الخامسة والعشرين من العمر على يد زوجها التونسي الذي يكبرها بنحو عشرة اعوام فيما لازالت شقيقتها الصغرى مقيمة في حالة صحية حرجة باحد مستشفيات الجهة، وقد اصدر المدعي العام بطاقة ايداع بالسجن في شأن المتهم في انتظار التحقيق معه حول ملابسات الجريمة. وقالت وسائل الاعلام الايطالية ان الزوجين تعرفا على بعضهما منذ سنوات، حيث تعلقت ماريسا سارتوري بالشاب التونسي وقررت الزواج به وهي في الثامنة عشرة من العمر رغم اعتراض عائلتها، لذلك سافرا الى تونس عام 2012 حيث احتفلا بزواجهما، وبعد ثلاثة اعوام من الاستقرار في مسقط راس الشاب التونسي قررا العودة الى ايطاليا والاقامة باحدى مناطق مقاطعة بيرغامو. الخلافات بدأت الخلافات تدب في الحياة الزوجية الى ان قررت ماريسا التي تعمل حلاقة اتخاذ القرار الاصعب في حياتها وهو الانفصال عن زوجها التونسي، ولكن الاخير رفض وحاول مرارا اقناعها بالتخلص من حل الانفصال والبحث عن حلول جدية لمواصلة حياتهما في حال افضل، ولكن ذلك لم يحصل امام تعرضها للعنف والتهديد في اكثر من مرة-وفق ما افادت به والدتها لتلفزة المقاطعة-. القرار الصعب في شهر نوفمبر من العام الفارط وبعد تفكير مطول ومشاورات مع عائلتها القاطنة بمنطقة «كورنو» بأحواز بيرغامو، اتخذت ماريسيا القرار النهائي الذي لا رجعة فيه.. الانفصال.. والطلاق من زوجها التونسي البالغ من العمر 35 سنة، لذلك غادرت محل الزوجية وعادت الى منزل عائلتها، حتى تكون محاطة باقاربها بحسبب ما قالت والدتها «تهديدات من زوجها». الجلسة الاولى كانت الزوجة الايطالية مصرة على الطلاق، بل والاسراع في اجراءاته، لذلك تقدمت بعريضة الى المحكمة التي حددت موعد 20 جانفي الفارط لأولى جلسات الزوجين الا أن الشاب التونسي تخلف عن الموعد ولم يحضره، وحاول مجددا مع زوجته لثنيها عن القرار الا انها اصرت على موقفها فكانت التطورات التراجيدية، بنهاية علاقة حب بالدم. خمس طعنات يبدو ان الشاب التونسي لم يستوعب انفصال زوجته التي احبها لسنوات عنه، واصيب بغيرة شديدة ولم يستوعب التغيرات في حياته، حتى قرر وضع حد لها اي زوجته.. في حدود الساعة الثامنة من ليلة الواقعة تسلح المشتبه به بسكين وتحول الى مقر اقامة زوجته وعائلتها وتخفى داخل مأوى السيارات، وما ان قدمت زوجته رفقة شقيقتها»ديبورها» التي تصغرها بنحو عامين، حتى هاجم الاولى مسددا لها خمس طعنات استقرت احداها في القلب. حاولت الشقيقة الصغرى حينها التدخل للدفاع عن»ماريسا» التي سالت دمائها ولكن المشتبه به حاول قتلها أيضا في محاولة على الأرجح لطمس الجريمة، حيث سدد لها ثلاث طعنات في البطن رغم استعصائها عليه، واطلاق عقيرتها بالصراخ، ثم غادر المراب وثيابه ملطخة بالدماء وتحول مباشرة الى اقرب مقر أمني بعد ان القى بالسكين في طريقه. طعن قاتل تفطن الاجوار للصراخ فسارعوا الى اشعار الامن والاسعاف المدني، وبحلول الاعوان تبين أن الزوجة فارقت الحياة متأثرة بالمضاعفات الخطيرة لنزيف دموي حاد في القلب ناجم عن احدى الطعنات الخمس، بينما كانت شقيقتها الصغرى تنزف، فتم نقلها الى المستشفى حيث اخضعت لعملية جراحية دقيقة ثم احتفظ بها تحت العناية المركزة في حالة صحية حرجة قبل ان تستفيق امس الاول من غيبوبتها. بالتوازي مع ذلك باشر الاعوان باذن من الادعاء العام لمحكمة بيرغامو البحث في قضية موضوعها القتل العمد ومحاولة القتل العمد، المحال فيها الشاب التونسي، الذي بسماعه الحيني افاد بأنه لم يرغب في الاستسلام لفكرة الانفصال عن زوجته، وينتظر ان يتم التحقيق معه لكشف كل تفاصيل الجريمة التي بسببها اعلن عمدة المنطقة لويزا غامبيا الحداد يوم الجنازة والوقوف دقيقة صمت تنديدا بالجريمة.