نظرت أمس الدائرة الجنائية المتخصصة في العدالة الانتقالية بالمحكمة الابتدائية بتونس في جلسة ثالثة في قضية الشهيد المولدي بن عمر – توفي سنة 1992 تحت التعذيب بسجن 9 أفريل –التي شملت الأبحاث فيها 17 متهما بينهم المخلوع – بحالة فرار- وعبد الله القلال واطارات أمنية ومدير سجن سابق، وقررت المحكمة تأجيل القضية الى موعد لاحق سيتم تحديده اثر الجلسة استجابة لطلب هيئة الدفاع عن الشهيد باعتبار انه لم يتم استدعاء المتهمين خالد الغانمي وعبد الحفيظ التونسي بواسطة عدل تنفيذ كما طلب محامو المتهمين التأخير لاحضار منوبيهم. وفي جلسة أمس حضرت أرملة الشهيد وابنه اللذين سبقا وان استمعت المحكمة الى أقوالهما كما حضر ثلاثة متهمين خيروا البقاء بالخلوة وهم عبد الرزاق سليماني وعمر الجديدي وأحمد الفرشيشي فيما لم يحضر ثلاثة متهمين آخرين وهم حسن بن عبدة وأكدت محاميته أنه تعرض الى جلطة دماغية فيما تقدم محامي المتهم أحمد الغطاس بشهادة طبية من الطبيب المباشر لمنوبه تستوجب راحة مدتها 10 أيام كما تقدم محام في حق المتهم محمد صالح بن عياد بشهادة طبية من الطبيب المباشر لموكله تمكنه من راحة مدتها ثلاثة أيام فيما لم يحضر عماد العجمي وخالد الغانمي وعبد الجواد الصيادي وعبد الحفيظ التونسي وزياد سويدان وعبد الله القلال رغم بلوغ الاستدعاءات اليهم وقاض مشمول بالبحث في القضية لم ترد المكاتبة بخصوص رفع الحصانة عنه باعتباره مازال يباشر عمله فيما اتضح ان هناك متهمين في القضية توفيا وهما عمر الحبيبي وأحمد الحاجي فيما أحيل بن علي بحالة فرار وكانت قد أصدرت في شأنه المحكمة في جلسة سابقة بطاقة جلب دولية. وكانت جمعية القضاة التونسيين أصدرت خلال اليومين الماضيين بيانا طالبت من خلاله وزيري الداخلية والعدل بممارسة صلاحياتهما برفع كل العراقيل التي تواجهها المحاكم في تبليغ الاستدعاءات للمتهمين في قضايا العدالة الانتقالية وفي تنفيذ بطاقات الجلب التي صدرت ضد بعض المتهمين وحملتهما مسؤولية اعاقة سير العدالة في صورة تواصل تلك المماطلات وتواصل رفض الضابطة العدلية تنفيذ قرارات السلط القضائية. ولد الشهيد المولدي بن علي بن عمر في7 فيفري 1951 بولاية المهدية وهو متزوج منذ سنة 1980 وله ثلاثة أبناء أكبرهم بنت توفي وتركها بعمر ال10 سنوات ينتمي إلى الإتجاه الإسلامي تم ايداعه بسجن 9 أفريل وبتاريخ 17 جانفي 1992 أعلمت وزارة الداخلية زوجته وعائلته بأنه فارق الحياة اثر سكتة قلبية وحملوا الزوجة إلى مركز المروج ثم إلى منطقة الأمن ببن عروس وقضت سويعات متنقلة من مكان الى آخر وانتظار للتعليمات إلى أن استقر قرارهم على أخذها إلى الجلاز وهناك كشفوا لهاعن وجه زوجها قليلا ثم واروه الثرى ليتضح لاحقا أنه تعرض الى التعذيب داخل سجن 9 أفريل بالعاصمة الى ان فارق الحياة.