ماذا عن إقبال المربين على التعامل مع آليات التدخل التعديلي التي تعتمدها شركة اللحوم؟ تونس الصباح حذّر كاتب عام الجامعة الوطنية لمربي الابقار من مغبة الاطمئنان المطلق لحجم المخزون المسجل الى حد الان من الالبان والبالغ نحو 52 مليون لتر رغم ايجابية هذا المؤشر داعيا الى استخلاص الدرس من تراكمات الاشكاليات التي ادت الى ظهور ازمة حليب خريف 2007 والتي ما تزال اسبابها قائمة وذلك على خلفية تواصل ارتفاع اسعار المواد الاولية الموردة والمعتمدة في تغذية الحيوانات. جاء ذلك ردا على اسئلة «الصباح» بشأن مستجدات الوضع في قطاع تربية الماشية في ظل تطور المخزون من الحليب بكميات مرتفعة اعزاها عزيز بوحجبة الى التصاعد الطبيعي للانتاج خلال فصل الربيع الذي يعتبر موسم ذروة التلبين لدى القطيع وتزامنه مع تراجع الاستهلاك مما اثار مخاوف المنتجين من انعكاس طفرة الانتاج والتخزين على نسق قبول منتوجهم الى جانب توقف وحدات التجفيف عن العمل وهو ما قد يضخم من صعوبات ترويج المربين لمنتوجهم في مثل هذه الفترة التي يتوقع ان يتواصل فيها تراجع الاستهلاك خلال الصائفة الى حين حلول العودة المدرسية وقبلها بقليل شهر رمضان. مؤشرات غير مريحة واقترحت المهنة لتفادي اشكاليات زخم الانتاج اللجوء الى التصدير بشكل مدروس ومنتظم في مستوى التوزيع الزمني بعيدا عن التسرع والظرفية. ومما يزيد في ضرورة التحسب للفترة القادمة يقول محدثنا «بروز بعض المؤشرات السلبية التي ستنعكس حتما على وضع الانتاج ما يتعلق بتواصل ازمة الاعلاف جراء استقرار السقف المرتفع لاسعارها الى جانب وجود نسبة هامة قرابة 75% من ورشات التسمين فارغة بسبب تردد المربي في الاقبال على عملية التسمين لمدة 6 او 7 اشهر لما تستنزفه من كلفة عالية لا يقدر على مجابهتها.. هذا علاوة على تصاعد وتفيرة التخلص من الاناث بالذبح وهو ما غطى بشكل بارز على ما كان سيلوح من نقص من اللحوم الحمراء بالاسواق..» آليات حمائية لكن.. تعليقا على استفسار يخص احتشام نسب الاقبال على التعامل مع شركة اللحوم في اطار ما تقرر من برامج حمائية للمربين من انهيار الاسعار سواء بالتدخل باقتناء الابقار والاغنام للذبح والتخزين او التدخل في اطار عقود لتسمين 8 الاف خروف بما يحد من نسق ذبح الخرفان وحث المربين على مواصلة تسمينها افاد بوحجبة بان محدودية الاقبال في كلتا الحالتين امر واقع تعود اسبابه بالنسبة لآلية التدخل بالذبح الى ارتفاع كلفة نقل القطيع الى مذابح الشركة التي يتحملها الفلاح المربي وكذلك مشكلة الخلاص الذي غالبا ما يتم بعد مهلة من تسليم الاغنام وليس بصفة حينية اضف الى ذلك اقتراب السعر المقترح من الاسعار المتداولة بالاسواق وهو ما لم يشجع العديد من المربين على الاقبال على هذه الآلية. في ما يتعلق بالآلية الثانية الخاصة بالتسمين في اطار عقود مع المربي اوضح ممثل المهنة ان الاجراء على اهميته لم يعد مواكبا لوضعية السوق الراهنة خاصة من حيث الاسعار التي كانت في وقت ما وتحديدا موفى مارس وبداية افريل منهارة ولا تغطي تكاليف الانتاج مع تصاعد كلفة تغذيتها مما دفع المربين الى التخلص منها. تجاوب محدود.. في ذات السياق تفيد معطيات واردة بتقرير عرض مؤخرا على انظار المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحين انه رغم المراسلات التي وجهت للاتحادات الجهوية لضبط قائمة اسمية في الراغبين بالانخراط في الاجراء المتعلق بتحديد سعر مرجعي للتدخل من قبل شركة اللحوم في اطار عقود مع المربين لتسمين 8 الاف خروف لم تحصل المركزية الفلاحية الا على رد الاتحاد الجهوي بتطاوين.. التوريد والتهريب وحول اللجوء الى التوريد لتغطية جانب من حاجيات الموسم السياحي وقد بلغت الكميات الموردة 900 طن من لحوم الابقار و250 طنا من لحوم الاغنام المجمدة ذكّر كاتب عام الجامعة الوطنية لمربي الابقار بالمطلب الملح الذي عرضته على الجهات المعنية لايقاف التوريد المنظم الى جانب التصدي الى عمليات تهريب الابقار والاغنام داخل حدودنا من بلدان مجاورة لما يمثله هذا التسرب من مخاطر صحية وخيمة على القطيع المحلي مشددا على ضرورة تكثيف المراقبة بالنقاط الحدودية والتحري من مصدر الشاحنات المحملة بالاغنام او العجول.. ضمانا لحماية الثروة الحيوانية.