ظاهرة غياب المدرّسين... محلّ نظر ومتابعة!! تونس - الاسبوعي ما إن شارفت السنة الدراسية الحالية على نهايتها، حتى شرعت الدوائر المسؤولة صلب وزارة التربية والتكوين بمختلف مستوياتها الابتدائية والاعدادية والثانوية في التحضير للسنة الدراسية القادمة سيما من حيث إقرار سلسلة من التجديدات وادخال بعض التعديلات الاجرائية الدافعة للمنظومة التعليمية ببلادنا. 40 حافلة ولعل أهم هذه التجديدات التي ستشهدها مدارسنا الابتدائية مطلع العام الدراسي القادم وخاصة بالنسبة إلى تلاميذ أقسام الخامسة والسادسة ابتدائي ما يتصل بعملية تدريس مادتي التاريخ والجغرافيا حيث ستصبح هاتين المادتين تعتمدان بشكل أساسي على الزيارات الميدانية للمواقع المعنية والمضمنة في الدرس حتى يصطبغ الجانب النظري لعملية التعلم بالبعد الميداني والواقع الملموس ومن ثمة تحصل الفائدة للتلميذ ويتحقق تملكه لما يدرسه من أحداث تاريخية أو ظواهر جغرافية... ولتأمين نجاح هذه الخطوة علمت «الاسبوعي» أنه سيتم - وكدفعة أولى - توفير ما لا يقل عن 40 حافلة مجهزة ببعض الوسائل التقنية لتوضع على ذمة تلاميذ المدارس الابتدائية وتؤمن لهم زيارة مختلف المواقع والربوع التاريخية والاثرية للبلاد التونسية... وفي هذا الصدد يجدر التأكيد على ضرورة أن يحافظ المتعلم على هذه المكاسب والوسائل المادية حتى يتسنى لها الاستمرارية في الافادة على أكبر مدى ممكن... تشخيص وعلاج كذلك من المسائل التربوية الاخرى التي تحظى بالبحث والمتابعة خلال الفترة الحالية صلب وزارة التربية والتكوين مسألة تدريس اللغات الحية في مؤسساتنا التربوية ومحاولة فهم وتشخيص الصعوبات التي تحول دون اتقان تلاميذنا لمختلف اللغات الحية التي يواكبون دراستها بما فيها اللغة العربية والفرنسية والانقليزية... وفي هذا الصدد علمت «الاسبوعي» أن المرحلة القريبة الماضية عرفت تكوين لجنة تضم عددا من الخبراء والمختصين والبيداغوجيين للاهتمام بهذا الملف... وكخطوة عملية أولى تم مؤخرا اقتناء ما لا يقل عن 400 مخبر لتدريس اللغات سيتم خلال السنة الدراسية المقبلة توزيعها على الإعداديات والمعاهد... ومن ثمة ستتبع هذه الآلية تجديد طرق تدريس اللغات وتوظيف التكنولوجيات الحديثة فيها مما يستوجب أيضا تكوين مدرسي اللغات على حسن استعمال وتوظيف الاعلامية وتقنيات الاتصال في عملية التعلم وهو خيار ينسجم مع التوجهات الاساسية للمنظومة التربوية في تونس خلال السنوات الاخيرة... وبالتوازي لا تستبعد بعض المصادر امكانية ادخال بعض التعديلات على أنظمة التقييم بالنسبة إلى بعض المواد في عدد من المستويات الدراسية ولعل أهمها ما قد يتصل ببعض أنشطة التقييم التي قد لا تتماشى مع بعض المتعلمين الحاملين لبعض الإعاقات أو من ذوي الاحتياجات الخصوصية كفاقدي السمع أو من لديهم صعوبات في النطق ويختبرون في اختبارات شفاهية أو تعتمد على حاسة السمع كالموسيقى والانقليزية وهو ما من شأنه أن يخل بمبدأ تساوي الحظوظ بين المتعلمين ويحد من فرص إدماج هذه الشريحة من التلاميذ ذوي الاحتياجات الخصوصية في منظومة التعليم العادية ويتسبب في تهميشهم واقصائهم بصفة غير مباشرة. غيابات كثيرة من جهة أخرى وفي مقابل تعديل الطرق البيداغوجية من المنتظر أن تشهد السنة الدراسية القادمة بعض التجديدات في التعامل مع ظاهرة الغياب في صفوف المدرسين ورجال التعليم والتي - وبمتابعتها عن كثب - تجاوزت الحد المعقول في بعض الجهات مما أضر بمستويات التلاميذ وأثر سلبا على نتائجهم الدراسية... ومن ثمة علمت «الاسبوعي» أن وزارة الاشراف بصدد البحث عن السبل الكفيلة بتطويق هذه الظاهرة والحد أكثر ما يمكن من غيابات المدرسين وفي هذا الإطار تتنزل مبادرة الترفيع في المنحة المادية الشهرية التي تسند إلى الأساتذة «النواب» من 180 دينارا إلى 400 دينار شهريا... وهو ما من شأنه أن يشجع على الاسراع بتسديد الشغورات التي تحصل بسبب الغيابات الناتجة عن ولادة أو مرض. لكن من جانبنا نؤكد أن هناك بعض الصيغ الاخرى التي يمكن اعتمادها لمعالجة هذا الملف وهو أن تتولى الادارات الجهوية الانتداب الرسمي لعدد من المدرسين المعوضين ينتقلون بين المؤسسات الاعداية والثانوية كل ما حصل شغور في مختلف المواد وهو ما من شأنه أن يوفر أريحية أكبر للأستاذ المعوض حتى يباشر مهامه على أكمل وجه وبأفضل الطرق فيكون «خير خلف لاحسن سلف»... سفيان السهيلي للتعليق على هذا الموضوع: