حراس السجن عنفوه قبل أيام من هلاكه وأسقطوا له 4 أسنان فرقة مقاومة الإجرام تتعهّد بالبحث الاسبوعي القسم القضائي حطت في حدود الساعة الواحدة والربع من بعد زوال يوم الخميس الفارط الطائرة القادمة من مرسيليا والتي تقل على متنها جثمان المهاجر التونسي شهاب السميري الذي توفي داخل أحد السجون الفرنسية في ظروف جد مسترابة. «الاسبوعي» سجلت حضورها بمطار تونسقرطاج الدولي وتحدثت الى أفراد من عائلة الضحية ممن كانوا في استقبال نعشه بحثا عن حقيقة ماجرى.. عن سرّ وفاة شهاب وهو ثالث مهاجر تونسي يموت في فرنسا في ظروف غامضة خلال الشهرين الأخيرين وتزعم السلطات الفرنسية أنهم ماتوا بأزمة قلبية او انتحارا للتنصل من المسؤولية حتى قبل إنطلاق التحريات الأمنية والقضائية. من إيطاليا الى فرنسا يقول عيفة وهو شقيق المهاجر شهاب بن محمد السميري (من مواليد 13 أكتوبر 1970 وأصيل إحدى المناطق الريفية التابعة لولاية صفاقس) أن أخاه إنقطع عن الدراسة منذ السنة السادسة ابتدائي ليدخل غمار الحياة المهنية إذ عمل «صانع ميكانيكي» منذ سنة 1986 «وعندما فتحت مستودع ميكانيك عام 1990 عمل معي طوال تسعة أعوام قبل ان يشارك عام 1999 في عملية ابحار خلسة بإتجاه الأراضي الإيطالية حيث قضى حوالي الشهرين ثم يسافر الى فرنسا حيث عمل في حضائر البناء والفلاحة ومستودعات الميكانيك وكان متفائلا بالحصول على وثائق الإقامة بالتراب الفرنسي في أقرب وقت ممكن ليتسنى له زيارة العائلة في تونس رغم أنه لم يقصّر في حق والديه وإخوته إذ كان يهاتفنا بإستمرار وبراسلنا ويرسل إلينا المال والهدايا». قضية أخلاقية ملفقة «وفي سنة 2000» يتابع عيفة «تعرّف شهاب على فتاة فرنسية فتوطدت العلاقة بينهما وخططا لعقد القران والزواج ولكن فجأة نشبت خلافات بينهما عام 2002 قرر إثرها أخي قطع صلته بصديقته وهو ما أغضبها وجعلها تقرر الانتقام منه فأتهمته بإغتصابها ودعمت أقوالها بشهود مزيفين وهو ما أكده لنا شقيقي في اتصالات هاتفية معه». وأضاف محدثنا: «لقد صدر ضدّه حكم بالسجن لمدة تسعة أعوام وكان ذلك سنة 2002 ونظرا لسيرته الحسنة داخل السجن فقد تمتع مؤخرا بالحط من العقوبة وكان يستعد للخروج نهاية هذه الصائفة وهو ما شجعنا على مساعدته من خلال البحث عن عقد عمل له بفرنسا حتى لا يقع ترحيله وقد نجحنا فعلا في مسعانا وحصلنا له على عقد عمل بمستودع ميكانيك بطولون مدته ستة أشهر انطلاقا من اول يوم يغادر فيه السجن». حيرة ونقطة استفهام وذكر عيفة أن شقيقه كان دائم الاتصال بهم وهو في السجن ولكن في الأونة الأخيرة انقطعت أخباره على غير العادة «فتملّكتني الحيرة لذلك اتصلت بأحد معارفي بفرنسا والذي ببحثه في الأمر تبين ان شهاب توفي في السجن بعد إقدامه على الانتحار فهل يعقل هذا؟ بعد ست سنوات تقريبا قضاها خلف القضبان لم يقرر وضع حد لحياته الا عندما أعلموه بقرب الإفراج عنه.. هذا ظلم. والله ظلم وهذه عادة دأبت عليها الدول الأوروبية في التعامل مع حوادث الموت المسترابة في سجونها أو خارجها وفرنسا من بين هذه الدول وكلنا يعلم كيف سارعت السلطات الفرنسية فور وفاة المهاجر التونسي عبد الحكيم العجيمي على أيدي 3 من أعوان الأمن الى التأكيد على ان وفاته ناجمة عن أزمة قلبية.. فمثل هذه الخزعبلات التي تفتقد للمصداقية لم تعد تنطلي على أحد فأخي مات مقتولا في السجن وعلى السلطات الفرنسية التعامل بشفافية مع القضية خاصة وان كل الدلائل تشير الى ان شهاب لقي حتفه إثر إعتداء استهدفه من طرف حراس السجن». عنف ثم موت وأصر محدثنا على روايته مفيدا ان شقيقه أعلمه قبل بضعة أشهر من وفاته ان اعوان السجن اعتدوا عليه بالعنف وأسقطوا له اربع أسنان لشهادته ضد زملائهم في حادثة وفاة سجين تونسي. وأضاف: «لقد كشف لي أن معاملة الحراس له تغيّرت منذ تقديم إفادته بشأن وفاة مهاجر تونسي الى ان توفي». وذكر محدثنا ان مسؤولي السجن رفضوا دخول محام إثر تعرض شقيقه لإعتداء بالعنف في المناسبة الأولى «وبعد أيام من تلك الحادثة مات في ظروف غامضة وزعموا أنه انتحر». وناشد السيّد عيفة السّميري شقيق الضحية السلطات التونسية مساعدته على كشف ملابسات وفاة أخيه ولم لا إرسال قاضي تحقيق الى فرنسا لإطلاع على ملف القضية ومتابعة تطورات الحادثة. وفي هذا الإطار علمنا أن النيابة العمومية أذنت لأعوان فرقة مقاومة الإجرام بالبحث في القضية. صابر المكشر