كل حافلة تمشي «على زي راسها» وسواقها يقفون حيث يريدون! بعض المسالك تتغيّر في اليوم مرّتين والمواطن جعلوه كالكرة بين الحافلات تسير أشغال مترو المروج على نسق حثيث ينبىء، مبدئيا على الأقل، بأن هذا الخط سينطلق في العمل في موعده المحدّد الذي قيل إنه سيتزامن مع العودة المدرسية المقبلة. وبقدر ما ابتهج سكان احياء المروج الستة بهذا «المولود» الجديد الذي قد يقضي على مشاكل النقل أو على الأقل يقلّص من حدّتها يعيش مستعملو وسائل النقل العمومي، وعددهم بالآلاف، حيرة يومية لا مثيل لها وتعبا مسترسلا له أسباب ومعان كثيرة سوف نأتي على ذكر البعض منها. كل يوم طريق قبل انطلاق الأشغال كانت للحافلات التي تربط العاصمة بتلك الأحياء وتربط هذه الأحياء بحي شاكر وبرج السدرية أيضا مسالك محددّة تمرّ منها في الذهاب والإياب وكانت هناك محطات معروفة ينتظر بها الركاب وجاءت الأشغال وبدأ كل شيء يتغيّر في البداية تغيّرت بعض المسالك وتعود الناس على المسالك الجديدة. لكن ما أن تعوّدوا عليها حتى تغيّرت من جديد الى درجة انها باتت تتغير كل يوم.. بل أكثر من هذا فالمسلك الذي تذهب منه الحافلة على الثامنة صباحا مثلا ليس مضمونا ان يكون هو نفسه الذي تذهب منه على الساعة العاشرة..!! أما المحطات فلم يعد لأغلبها أثر إذ أزيل بعضها تماما فبات الركاب ينتظرون الحافلات «كل يوم تحت حيط»!! معرّضين للشمس والعذاب والمعاناة. «كل واحد زي راسو»!! يمكن ان نفهم ان تمرّ حافلتان مختلفتان من مسلكين مختلفين ونفهم، بل نحاول ان نتفهّم، أن تتوقف هذه الحافلة بتلك المحطة وألاّ تتوقّف الآخرى بها.. لكن لا نفهم أبدا أن تمرّ حافلتان من نفس «العائلة» (أي الخط) من مسلكين مختلفين!! فهذا له تفسيران لا ثالث لهما: إما ان يكون التنسيق مفقودا تماما وهنا يأتي دور المسؤولين عن هذه الحافلات وإما ان يكون السواق يهندسون حسب ما تمليه عليهم أدمغتهم..!! وفي الحالتين هناك تهاون كبير بمصالح الناس. نفس الخط ولكن.. ظاهرة أخرى عجيبة في «شكشوكة» النقل بالمروج، ففي الكثير من الأحيان تمرّ حافلتان من نفس الخط لكن إحداهما تتوقف في المحطات «المؤقتة»، على أساس انها ليست محطاتها الأصلية، وإحداها تمرّ على المنتظرين مرور غير الكرام فتخلّف وراءها الغضب والشتم ولعنة الوالدين.. وأشياء كثيرة أخرى..! «نحّي البلاكة»!! أحد السواق لم تعجبه هذه اللخبطة في المسالك فطلب من زميله، «الخلاص» ان يزيل اللوحة التي تحمل رقم الحافلة ووجهتها (نحيّ البلاكة)!! ثم انطلق بحافلته على طريق نعسان التي لا توجد بها أشغال حتى وصل الى بن عروس.. ومن هناك سمّى باسم الله وانطلق «يعبّي في الركاب». فهل هذا استهتار بأولئك الذين تركهم في التسلّل؟! حاشي وكلاّ.. فسواق «الكبّانية» يبيعون حوائجهم من أجل الحرفاء الذين تقول الشركة دائما انهم رأسمالها الحقيقي بدليل أنها تفعل بهم كل شيء.. وكل يوم.. وكل ساعة وهم آخر من تفكّر فيه هذه الشركة.. وبديل ان هؤلاء الحرفاء صاروا مثل الكرة بين الحافلات والمحطات التي «تبات ما تصبح»!! جمال المالكي للتعليق على هذا الموضوع: